حكم من أفطر في الطائرة بناء على التوقيت الأرضي، وهل يلزمه القضاء؟
المسافر بالطائرة إذا صام فإنه يفطر عند غروب قرص الشمس عليه في الطائرة، وليس وقت الغروب في البلد التي سافر منها، ولا في البلد المتجه إليها, فإذا أفطرت قبل مغيب قرص الشمس عندك فإنه يلزمك القضاء, جاء في فتاوى اللجنة الدائمة عن مسافر من كراتشي إلى السعودية عصر أحد أيام رمضان، وبعد فترة طيران الطائرة أعلن مضيفها أنه حان وقت الإفطار بالنسبة للتوقيت في كراتشي، ولا تزال الشمس في السماء مرئية لجميع ركاب الطائرة، ويسأل عن حكم صوم من أفطر، والحال ما ذكر.
فأجابت: أجمع أهل العلم قاطبة على أن الصوم من طلوع الفجر حتى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ـ ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم. وعلى أن لكل صائم حكم المكان الذي هو فيه، سواء كان على سطح الأرض، أم كان على طائرة في الجو.
وعليه: فمن أفطر وهو في الطائرة بتوقيت بلد ما، وهو يعلم أن الشمس لم تغرب، فصيامه فاسد؛ لأنه أفطر قبل غروب الشمس بالنسبة له، وعليه قضاء ذلك اليوم. اهـ.
إسلام ويب.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله"إذا غربت الشمس فأفطر على الأرض ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس لم يلزمه الإمساك لأنه أتمّ صيام يومه كاملا فلا سبيل إلى إعادته للعبادة بعد فراغه منها. وإذا أقلعت به الطائرة قبل غروب الشمس وأراد إتمام صيام ذلك اليوم في السفر فلا يُفطر إلا إذا غربت الشمس في المكان الذي هو فيه من الجوّ، ولا يجوز للطيار أن يهبط إلى مستوى لا تُرى فيه الشمس لأجل الإفطار لأنه تحايل لكن إن نزل لمصلحة الطيران فاختفى قرص الشمس أفطر" .من فتاوى الشيخ ابن باز مشافهة. انظر كتيب " سبعون مسألة في الصيام "
يجب التقيد بالعلامات التي وضعها الشارع أمارة على دخول أوقات الصلوات الخمس.
علّق الشارع أوقات العبادات الشرعية بعلامات ظاهرة للناس؛ كغروب الشمس، وغياب الشفق، وطلوع الفجر، ونحو ذلك.ويمكن للمسلم معرفة ذلك بطريقين:
أن يرى هذه العلامات بنفسه كما قال الله تعالى"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ".البقرة:187.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم" إِذَا أقْبَلَ اللَّيْلُ مِن هَا هُنَا، وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِن هَا هُنَا، وغَرَبَتِ الشَّمْسُ فقَدْ أفْطَرَ الصَّائِمُ."الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 1954.
أن يعتمد على إخبار الثقة له بذلك كما كان يفعل ابن أم مكتوم رضي الله عنه، وقد كان يؤذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلاً أعمى لايؤذن للفجرحتى يقال له: أصبحت.. أصبحت.
"إنَّ بلَالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُنَادِيَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قالَ: وكانَ رَجُلًا أعْمَى، لا يُنَادِي حتَّى يُقالَ له: أصْبَحْتَ أصْبَحْتَ."الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: .617
الأوقات ثلاثة بالنسبة لصلاة المسافر:
من رحمة الله بعباده أن أوقات الصلوات بالنسبة للمسافر ثلاثة وليست خمسة:
1-وقت الفجر: من طلوع الفجر وحتى شروق الشمس.
2-وقت الظهر والعصر:من زوال الشمس إلى غروب الشمس اضطرارًا.
3-وقت المغرب والعشاء: من غروب الشمس إلى منتصف الليل.
*ربما دخل وقت المغرب بغروب الشمس في المدينة التي تحت الطائرة على الأرض بينما ركاب الطائرة ما زالوا يرونها لم تغب بعد وقد يكون الفارق قرابة 10 دقائق في بعض الأحوال، وهكذا في اختلاف بقية العلامات. والسبب في ذلك انحناء سطح الأرض وكرويتها، ويزداد الأفق المرئي سعة كلما زاد الارتفاع، فعلى ارتفاع مائة متر مثلاً نستطيع أن نرى أفقًا على امتداد دائرة نصف قطرها ستة وثلاثون كيلومترًا، أما على ارتفاع أربعمائة متر فنرى أفقًا على امتداد دائرة نصف قطرها ثمانية وسبعون كيلومترًا، وعلى ارتفاع ألف متر نرى أفقًا على امتداد دائرة نصف قطرها مائة واثنتا عشرة كيلومتر وهكذا.
ومنه يتبين أن المشاهِد الذي يكون على قمة جبل، سيرى شروق الشمس قبل المشاهِد الذي يرصدها من على سطح البحر، علمًا بأن الأوقات المذكورة في التقويم عادة محسوبة لمستوى سطح البحر.
ولهذا كان أهل العلم ينبهون على الفرق في غروب الشمس بين أرض الإسكندرية وبين منارتها المرتفعة:
وحكي عن أبي عبد الله بن أبي موسى الضرير أنه استفتي في أهل إسكندرية أن الشمس تغرب بها ومن على منارتها يرى الشمس بعد ذلك بزمان كثير. فقال: يحل لأهل البلد الفطر ولا يحل لمن على رأس المنارة إذا كان يرى غروب الشمس؛ لأن مغرب الشمس يختلف كما يختلف مطلعها، فيعتبر في أهل كل موضع مغربه. بدائع الصنائع 2/ 83.
*كيف أعرف الوقت على الطائرة؟
يحتاج المسافر لمعرفة الأوقات التالية:
1- غروب الشمس: يهتم المسافر على متن الطائرة بمعرفة وقت غروب الشمس حتى يفطر إن كان صائمًا، ويدخل وقت صلاتي المغرب والعشاء.
وعليه أن يرى غروب قرص الشمس في الأفق بنفسه أو بخبر الثقة من المسافرين، فإن لم يمكنه ذلك ويعرف وقت الغروب في أقرب مدينة على الأرض؛ فيضع ذلك الوقت ويحتاط بعده حتى يتيقن أو يغلب على ظنه غروب الشمس؛لأن الأصل عدم الغروب، ويختلف قدر ذلك الاحتياط بما يراه من نافذة الطائرة، وبارتفاع الطيران، وباتجاه الطائرة للشرق أو الغرب.
2- طلوع الفجر: ويهتم بها المسافر لمعرفة وقت الإمساك والصيام وليؤدي صلاة الفجر على الطائرة في وقتها قبل شروق الشمس.
ويمكن للمسافر أن يرى طلوع الفجر الصادق ،وهو البياض المعترض في الأفق بنفسه، أو بخبر الثقة الذي رآه، فإن لم يمكنه ذلك فيحتاط للفجر، وذلك بأن يمسك للصيام قبل دخول الفجر على الأرض لأن الفجر يُرى من الارتفاع الشاهق قبل رؤيته على الأرض، ولا يصلي إلا عند اليقين أو غلبة الظن بدخول الفجر.
3-زوال الشمس: وهو الوقت الذي يدخل به وقت صلاة الظهر والعصر للمسافر.
وقد يصعب معرفة زوال الشمس للمسافر على الطائرة،ويمكن له أن يعتمد على التقويم لزوال الشمس في أقرب مدينة له على الأرض,ولا يلزمه معرفة الأمر على وجه الدقة؛ لأن وقت الصلاتين موسع فيحتاط لذلك بتأخير الصلاة.الدليل الفقهي.