" أدنى أهل الجنة "


عن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قالَ:
" سأل موسى ربَّه فقالَ: يا ربِّ ما أدنى أهلِ الجنة منزلةً؟


قال: هو رجلٌ يجئُ بعد ما يَدخلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ فيُقالُ له: أدخلِ الجنةَ فيقولُ: أي ربِّ وكيف وقد نزل الناس منازلَهم وأخذوا أخذاتِهم؟


فيُقالُ له: أترضى أن يكون لك مثلُ مُلكِ ملكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقولُ: رضيتُ ربِّ فيقول: لك ومثلُه ومثلُه ومثلُه ومثلُه فقالَ في الخامسةِ: رضيتُ ربِّ فيقولُ هذا لك وعشرةُ أمثالِه ولك ما اشتهت نفسُك ولذت عينُك فيقولُ: رضيتُ ربي


( فلا إله الا الله هذا أدناهم منزلةً فما اعلاهم منزلة؟ )


فقالَ ربِّ فاعلاهم منزلةً؟ فقالَ: أولئك الذين أردتُ غرستُ كرامتَهم بيدي وختمتُ عليها فلمْ تر عينٌ ولمْ تسمعْ أُذنٌ ولمْ يخطرْ على قلبِ بشرٍ قالَ: ومصداقُه في كتابِ الله-عز وجل- " فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفيَ لهم من قُرةِ أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون " [رواه مسلم].


فماذا كانوا يعملون حتى قال الله عنهم: " وجوهٌ يؤمئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرةٌ " وقال: " وجوهٌ يومئذٍ مُسفرةٌ ضاحكةٌ مُستبشرةٌ "


وجوهٌ طالما غسلتها الدموع
وجوهٌ أذلها الخشوع
وجوهٌ ظهر عليها الإصفرارُ من الجوع
وجوهٌ الفت الركوعَ والسجودَ
وجوهٌ إذا ذُكِّرت أدعنت وأُذلتْ
وجوهٌ صارت في الدنيا بين الرجاءِ والخوفِ الخوفِ من النيران والرجاء من طول الجنان.


لسانُ حالهم في دنياهم " إنا نخافُ من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شرَّ ذلك اليومَ ولقاهم نضرةً وسرواً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً ".