أشهدُ أنَّ محمدا رسولُ الله
تمايز مستوى نظم التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث مستوى النظم في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقـــول:أشهدُ أنَّ محمدا رسولُ الله – مستقيم حسن .
وقال المؤذن:أشهدُ أنَّ محمدا رسولَ الله - مستقيم قبيح .
التركيب الأول من مستوى الكلام المستقيم الحسن حيث أتينا بـ"أنَّ" وأعطينا لها ما تحتاجه والكلام تام المعنى ، والتركيب مفهوم ، أما التركيب الثاني فغير تام ، لأنك لم تأت بخبر "أنَّ" الذي يتمم المعنى ،ولهذا ثار الأعرابي الفصيح على المؤذن عندما سمعه يقول:أشهدُ أنَّ محمدا رسولَ الله " فصاح الأعرابي :صنع ماذا ؟ فقد عرف هذا الأعرابي بسليقته أن النصب لا يتمم المعنى ،لأن "رسولَ" تصبح صفة لا خبرا ، والكلام غير تام ، وكان على المؤذن أن يقول :رسولُ الله " ليتم المعنى ،وليصير الكلام مستقيما حسنا .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى نظم التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض