تبادل الأهمية المعنوية بين الضمير والمرجع
تمايز معنى وإعراب التراكيب في إطار الرتبة

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث المعنى والإعراب في إطار الرتبة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب :
قال :"فإنها لا تعمى الأبصارُ"
ونقول :"فإنَّ الأبصارَ لا تعمى "
في التركيب الأول تقدم الضمير على مرجعه بحسب الأهمية المعنوية ،عدولا عن الأصل ، والسر في تقديم الضمير على المرجع هو أن يتمكن المرجع في ذهن السامع فضل تمكن ،فإن السامع متى لم يفهم من الضمير معنى بقي ينتظر لعقبى الكلام كيف تكون ،فإذا جاء المرجع تمكن المسموع في ذهنه فضل تمكن ،وهذا ما يُعرف بالإبهام والتفسير،والهدف منه لفت الانتباه والتشويق لما سيأتي،وتمكينه في النفس ،والغالب في تقديم الضمير على مرجعه أن يكون من أجل التعظيم ،قال :"قل هو الله أحد" ،أما التركيب الثاني فقد جاء على الأصل،وتقدم المرجع على الضمير،بحسب الأهمية المعنوية ، فلا تشويق فيه ولا تعظيم،والإنسان يتكلم بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .
أما بالنسبة للإعراب فضمير الشأن في التركيب الأول هو اسم إن والجملة بعده خبرها ،أما الأبصار في التركيب الثاني فهي الاسم والجملة بعدها هي الخبر .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب التراكيب ، وأن فكرة الاحتياج المعنوي فكرة عالمية ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض