دور منزلة المعنى في زحلقة لام الابتداء
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قولنا :لمحمدٌ كريمٌ "وقولنا:إن محمدا لكريم ، فالتركيب الأول مؤكد باللام "لام الابتداء" التي تفيد التوكيد ،وإذا أردنا توكيد هذا التركيب بـ"إنَّ" مرة ثانية ، فإن الاسم ينجذب نحوها بسبب الاحتياج المعنوي ، وتتأخر اللام بسبب التنافر المعنوي ، لأن " إنَّ" حرف ، وداخلة لإفادة معنى التوكيد في الاسم الذي بعدها ، وعلاقتها معه قوية جدا ، وتتأخر "لام الابتداء" لعدم الاحتياج المعنوي بينها وبين "إنَّ" ، فليس هناك احتياج معنوي بين المؤكِّد والمؤكِّد ، بسبب التشابه وضعف منزلة المعنى بينهما ، ولهذا تتزحلق اللام إلى الخبر ، بسبب التنافر المعنوي بينها وبين "إنَّ" ،وهذا يشبه التجاذب والتنافر بيت الأقطاب المغناطيسية .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز التراكيب ، وأن فكرة الاحتياج المعنوي فكرة عالمية ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .