الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....أما بعد :بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه رسالة جرت على سَنَن الأسلاف في الوصف لا في التعيين , هي صيحة نذير وإعلان نكير على من اتخذ العلم سلماً والفقه صنعة حتى كان عالمــــاً "بأمر الله " وليس له من " العلم بالله " نصيب , ولم يكتف بذلك حتى خلع ربقة العلم عن كل من لم تَبْيَضّ لحيته أو لم يتتلمذ على فلان وعلان أو لم يقرأ لهم أو حتى لا يعرفهم !
جوقة على منهج بلعام بن باعوراء وطريقة الرجال بن عنفوة في ضلالهم وإضلالهم ,وقفوا على أطلال حقبة تأريخية ووقفت عقولهم عندها فلم يجاوزوها بل وحاكمونا إليها بإنزالهم كبار تلك الحقبة على فجار هذا الوقت , ظنا منهم أن ذاك المتبوع هو ذا المتبوع وذاك التابع هو ذا التابع .
فعقولهم تحتاج لتحديث وتبصّر وللقوم لافتات وعليهم سيما وفي أقوالهم لحن .
وفي وقت اضطهاد المسلمين واستضعافهم وسفك دمائهم وانتهاك أعراضهم وسلب أموالهم وقتل خيرتهم يجتمع هؤلاء البلاعمة تحت سنجق" السلامة لا يعدلها شيء " مكتفين بذلك , مقتصرين عليه , مغلقين باب البذل وإيجاد الحلول ولو بالقليل في أمثال هذه العبارة , وكأن النبي – صلى الله عليه وسلم- لم يحفظ له قول وليس له فيها منهج وإنما فوضها لخواص البلاعمة .
وهم إن حفظوا من هديه في ذلك شيئاً فلربما العهد المكي وبمرحلة واحدة فقط وهي الدعوة فالدعوة فالدعوة وإن.... وإن.... وإن.... فهي تساوي عندهم سنوات التيه !
وكأنه عليه الصلاة والسلام لم يطرد ولم يشرد ولم يضرب ولم يؤذ ولم تتم محاولات لاغتياله ولا فقد أحبابه وترك بلاده فلم تسل دماء ولم تتمزق أشلاء حتى كان فرقاً بين الناس فتقسمت المدينة وتقاتل الرجلان من بيت واحد بسببه صلى الله عليه وسلم وبالتالي هم أحرص على الأمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولنا إن شاء الله لقاء لاستكمال الحديث .