الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وبعده وعلى آله صحبه : أخونا أبوعبدالله المسعودي تكلم عن البلاعمة وذكر مثالا لذلك بلعام بن باعوراء بضم الموحدة التحتية عالم بني إسرائيل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها كما في سورة الأعراف والرجال بن عنفوة الذي نسبت إليه الردة وهي قصة موضوعة كما صرح بذلك أهل الحديث ففي سندها سيف بن عمر متكلم فيه بشدة وحدة وقد أوضح الإخوة الكرام هنا في المجلس على بطلانها فجزاهم الله خيرا .
أعود فأقول تكلم أخونا ولم يفصح جيدا عن المقصود بهؤلاء البلاعمة أهم الصوفية أكلة القصاعي متتبعي الدفوف والمزامير ؟ أم من ؟ فعند تأمل كلامه تجد لبسا ينبغي توضيحه من قبله كي تتضح الرؤية فعموم كلامه الذي يحمل أنينا وتفجعا عن الأمة وما جرى لها يؤجر عليه بإذن الله إن كان في ذلك إخلاصا متبعا ففي مضامين عباراته تجده يتكلم عن الذين يتزلفون إلى الحكام الظلمة الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا وهم كثر قديما وحديثا غير أن بعض العبارات كقوله : كذلك يلتحفون بـ" ذم الحزبية والجماعات. وكقوله :ويأتي لفيف آخر من البلاعمة فيجتمعون تحت سنجق " اعتزال الفتنة " ... وإكثاره من ضمير الغائب دون الإفصاح عن هوية هؤلاء ؟ تجعل القارئ يعرف وينكر بل في حيرة من هذا الأسلوب الغامض فلم هذا الغموض ؟ خصوصا وأنت تطرح قضية مصيرية تتعلق بالأمة خصوصا وأنه أطنب في الكلام كما قلت آنفا تستشعر في طياته تحسر وتوجع وألم يؤجر عليه بإذن الله ,قلت كان عليه بيان حال هؤلاء لنقوم بواجب النصح لهم إن قدرنا على ذلك وإلا فالإجمال والعموميات ليست علاجا ولا حلا ؟ نسأل الله تعالى أن يجمع كلمتنا على الحق المبين وأن يوفقنا لإحياء سنة نبيه والدعوة بالحسنى على هدي نبينا وسلفنا الصالح