11-02-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ونأتي لما قاله في ضلالات في الندوة التي حظيت بحضور كثيف في معرض الكتاب، فجاء فيه انه يدعو إلى "القطيعة مع الموروث الثقافي المتراكم من مئات السنين واليقينيات التي يقوم عليها التراث العربي من خلال إحياء البحث والتساؤل والتفكير للوصول إلى ما يمكن أن نسميه حداثة "، وما هذه الموروثات الثقافية اليقينية التي يدعو هذا الادونيس إلى القطيعة معها؟

على أرض مصر الإسلامية وعلى أرض بلد الأزهر الشريف وحاضنة الإسلام وبين جمع يفترض انه من المثقفين أو المهتمين بالثقافة أقيمت ندوة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت عنوان "نحو خطاب ديني جديد" ليلقياها السوري "ادونيس"، الذي لقي حفاوة بالغة وحضورا لافتا وكبيرا لندوته التي يتحدث فيها عن ضرورة تغيير الخطاب الديني !!
فقد لاقت الندوة إقبالا جماهيريا كبيرا من رواد المعرض، الذين تراصوا على أرض القاعة الرئيسية للندوات بعد أن امتلأت المقاعد عن آخرها بعشرات الباحثين والنقاد ومتابعين للشأن الثقافي.
وقبل الخوض في الخرافات والضلالات والسموم التي قذفها هذا الكاتب بلسانه على ارض مصر الإسلامية يجدر الإجابة على سؤال أساسي ومبدئي وهو: ما علاقة ادونيس بالدين بداية؟ وما علاقته بالإسلام فكرا وسلوكا وحضارة وقيما؟ وهل يحق لكل أحد أيا كان اتجاه وأفكاره الحديث عن الخطاب الديني؟ وهل بات الخوض في الإسلام نهبا لكل طامع ومرتعا خصبا لكل مارق ملحد؟ ثم أين الأزهر الشريف الذي منع كل من لم يحصل على رخصة منه للحديث باسم الإسلام كيف له ان يسكت على مثل هذا ليتحدث في الدين؟.
فادونيس – المحتفى به في مصر الإسلام – نصيري باطني ملحد ترك اسمه الإسلامي "علي أحمد سعيد" وتسمى بأدونيس نسبة إلى وثن الخصب اليوناني، وسماه بذلك النصراني أنطوان سعادة زعيم الحزب القومي السوري، ثم مال إلى اليهودية بعد تعامل طويل مع الماسونية، فكيف يتحدث مثل هذا عن الإسلام ؟!! .
ومن لم يعرف ادونيس يقرا بعض كتاباته الكفرية التي لا يمكن صدورها عن مسلم أبدا ولو على سبيل الجهل أو الشبهة، فيقول – ونبرأ إلى الله من كتاباته وكفره، فناقل الكفر ليس بكافر –: "لا الله أختار و لا الشيطان كلاهما جدار كلاهما يغلق لي عيني، هل أبدل الجدار بالجدار" [1], "اعبر اعبر فوق الله والشيطان" [2], "كاهنة الأجيال قولي لنا شيئاً عن الله الذي يولد، قولي أفي عينيه ما يعبد"، "مات إله، كان من هناك يهبط من جمجمة السماء"[3]، ويقول: (من أعقد مشاكلنا مشكلة (الله) وما يتصل بها مباشرة في الطبيعة وما بعدها" [4]
ونأتي لما قاله في ضلالات في الندوة التي حظيت بحضور كثيف في معرض الكتاب، فجاء فيه انه يدعو إلى "القطيعة مع الموروث الثقافي المتراكم من مئات السنين واليقينيات التي يقوم عليها التراث العربي من خلال إحياء البحث والتساؤل والتفكير للوصول إلى ما يمكن أن نسميه حداثة "، وما هذه الموروثات الثقافية اليقينية التي يدعو هذا الادونيس إلى القطيعة معها؟
ووضح ادونيس مقصوده بقوله: "أول قطيعة يجب أن تقوم في الثقافة العربية الراهنة هي القطيعة مع القراءة السائدة للدين وقراءة جديدة للدين"، وفصل: "إن القراءة السائدة للدين، هي أول ما يجب أن نحدث معه قطيعة، ونحن نتجه نحو التجديد، فالقراءة الحالية لا تفعل شيئًا إلا أنها تحول القارئ إلى جلاد، لتصبح قراءة داعية للتأمل والتجديد، ومع احترامي الكامل لكل المتدينين وأنا غير متدين، فإنه فى حالة إذا ما حاول هذا المتدين أن يفرض تدينه عليّ فأنا أرفضه".
وأنكر ادونيس وجود دولة في الإسلام "ليس هناك أي نص ينص على أن الإسلام دولة أو على أن الدين دولة والرسول تحدث في جميع الأشياء حتى في الأشياء الخصوصية للإنسان الفرد لكنه لم يتحدث مرة واحدة عن الدولة الإسلامية التي يجب أن تقام "
ودعا العلمانيين إلى ما سماه بانتقاء الموروث لإخضاع الدين للرأي البشري العلماني، فقال: "يجب أن تنشأ جبهة مدنية علمانية على المستوى العربي تكون شكلا جديدا من انتقاد الموروث وإعادة النظر فيه والتأسيس لقيم جديدة وعلاقات إنسانية جديدة والمجتمع الجديد".
ولم تقتصر ضلالات وسموم ادونيس عند هذا الحد – وكلها كبائر فكرية – الا انه سب الأجيال المسلمة السابقة كلها، واختص بسبه الجيل الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما نشهده اليوم من جماعات إرهابية إنما هو استمرار لتاريخ طويل وعنيف ودامٍ في التاريخ الإسلامي، فهؤلاء لم يتنزلوا علينا من السماء، ولمن يعرف هذا التاريخ، فمنذ تأسيس الدولة الإسلامية الأولى، لم تنقطع الحرب العالمية الإرهابية، والإرهاب اليوم ليس إلا تنويعًا جديدًا عن الإرهاب القديم".
وهنا يظل السؤال الأهم: أين الأزهر بشيوخه وعلمائه مما نفثه هذا الادونيس من السم الزعاف وهو الأزهر المؤسسة التي يناط بها – رسميا – الحديث عن الإسلام والدفاع عنه؟ أم أن لعلمائه أدوارا أخرى يهتمون بها الآن؟.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
[1] في ديوان له صدر عام 1961م
[2] في ديوان : (أغاني مهيار) ص 49
[3] ص 96 من كتاب السيف البتار في نحر الشيطان نزار - تأليف : ممدوح بن علي السهلي - الطبعة الأولى - 1419هـ
[4] في كتابه (زمن الشعر ) ص 156