سيطرة الاحتياج المعنوي على الاحتياج اللفظي
تقديم جواب الشرط على "كيف"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قول العرب :كيف تصنعُ أصنعُ ،حيث تتقدم "كيف" بالضابط اللفظي وهو الصدارة ثم يأتي بعدها فعل الشرط ثم جواب الشرط ،وهما يترتبان من الخاص إلى العام بحسب الأهمية المعنوية ،وهذا بحسب الأصل ، إلا أن هذا ليس دائما ،فقد يسيطر الضابط المعنوي على الضابط اللفظي ويتقدم جواب الشرط على "كيف" بسبب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ،لأن منزلة المعنى كالعاصفة المرسلة تدمر كل شيء بأمر ربها ، ولا يقف حائل أمامها، وذلك كما في قوله تعالى "*"* وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء "* حيث تقدم الإنفاق نحو اليد المبسوطة ،وقال تعالى:"*الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء "*حيث يتقدم بسط السحاب نحو ثورانه ، وقال تعالى :"*هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"*حيث تقدم التصوير في الأرحام نحو المصوِّر الله تعالى ،والمتقدم هو جواب الشرط ولا حاجة للتقدير، وهذا هو العدول عن الأصل .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .