صفات عباد الرحمن: الصبر

الصبر صفة مهمة في حياة المؤمن وهو خلق إسلامي وهو أساس الالتزام بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه.
و الصبر حبس النفس على طاعة الله كما هو مبين في قوله عز وجل : رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ…65 مريم
وأهل الإيمان –على الأخص- أشد تعرضا للأذى و المحن و الابتلاء في أموالهم و أنفسهم, فقد اقتضى نظام الكون أن يكون لهم أعداء يمكرون بهم, و يكيدون لهم و يتربصون بهم الدوائر, كذلك جعل الله لآدم إبليس, و لإبراهيم نمرود, و لموسى فرعون, و لمحمد أبا جهل و أمثاله.[1]
و الصبر يكون على محارم الله, في قوله عز وجل : وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ النحل:126.

و الصبر يكون على أقدار الله المؤلمة. في قوله تبارك وتعالى :

لتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {186} آل عمران.

إن الله يبتلي عباده المؤمنين, في المال والنفس والأهل بقدر صلابة دينهم, في قوله : وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} البقرة. و قوله : وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً …{ 35} الأنبياء .

يختبر الله المؤمنين بالشدة والرخاء والخير والشر وينظر مدي صبرهم.

و الصبر سلاح المؤمن في قوله تبارك و تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {153} البقرة.

وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {96} النحل.

و هذا, قسم من الله تبارك و تعالى ، أنه يجازي الصابرين بأحسن أعمالهم و ذلك بأن يتجاوز عن سيئها.

وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ {48} الطور.

قال تعالى, واصبر لقضاء ربك وقدره, فان الله يحرسك ويرعاك.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصبرعند الصدمة الأولى.[2]

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المعونة تنزل من الله على قدر المؤونة, وإن الصبرينزل من الله بقدر الشكر[3]
عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه, قال: قلت يا رسول الله, أي الناس أشد بلاء, قال: الأنبياء, ثم الأمثل فالأمثل[4], فيبتلى الرجل على حسب دينه ,فان كان في دينه صلبا[5], إشتد بلائه ,وان كان في دينه رقة[6].[7].


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يصيب المؤمن من وصب[8] ولا نصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه, إلا كفر به من سيئاته[9].

قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد[10]

قال بعض العارفين :الصبر مع القدرة جهاد.

قال ذا النون المصري : الصبر هو الاستعانة بالله تعالى [11].

محمد بوطاهر بن احمد بن الشيخ الحساني
عن موقع صفات عباد الرحمن
http://www.ibadou-arrahmane.com/


—————————— ——————–
الصبر في القرآن العظيم [1]

الجامع الصحيح الراوي/ البخاري [2]

مجمع الزوائد الهيثمي 4/327 . فيه صادق بن عمار قال البخاري لا يتابع على حديثه ، وبقية رجاله رجال الصحيح [3]

الأشرف فالأشرف. الأفضل والأدنى إلى الخير[4]

أي قوة أي وفقه الله للصبر على ما أصابه[5]

أي ضعف. إذ قال تعالى, وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {143}البقرة [6]

صحيح الترمذي الألباني 2398[7]

مرض[8]

صحيح مسلم 2573[9]

الرسالة القشيرية عبد الكريم القشيري[10]

الرسالة القشيرية عبد الكريم القشيري[11]