الخُطبةُ الاولى "

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهديهِ اللهُ فَهُوَ المُهتدِ، ومَنْ يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا الَّلهُ وحدَهُ لا شَريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ..........

عـــبادَ اللهِ، مـــا يـــحصلُ الـــيومَ فــــي بــــلادِ الــــمسلمينَ، مـــنْ فـــتنٍ وقـــتلٍ وتــــسليطِ الأعــــداءِ عــــلى الــــمسلمينَ، مــــا يــــدلُ عــــلى اقــــترابِ الــــملحمةِ الــــكبرى الــــتي تــــكونُ بـــيننا وبــــينَ الــــرومِ، ومــــا يــــدل عــــلى اقــــترابِ الــــساعةِ، مـــا يــــدل عــــلى اقــــترابِ الــــمحكمةِ الـــتي شــــعارُها لا ظــــلمَ الــــيومَ،قـــ ال رســـولُ اللهِ-صــــلى اللهُ عــــليه وســــلم-:" بُــــعثتُ أنـــا والــــساعةُ كــــهاتينِ، ويـــقرنُ بـــينَ إصــــبعيهِ الـــسبابةِ والـــوسطى " [مُـــتفقٌ عــــليهِ] فـــلقدْ زادتْ الــــفتنُ يــــا رفــــيقَ الــــدربِ، فــــأوصيك ونــــفسي بـــوصيةِ اللهِ " ولــــقدْ وصـــينا الــــذينَ أوتــــوا الــــكتابَ مــــنْ قــــبلكم وايــــاكم أنِ اتــــقوا اللهَ " فالـــتقوى هــــيَ الــــنجاةُ، هـــيَ الــــنجاةُ مـــنْ كـــلِّ شـــرٍ، مـــنْ كـــلِّ طــــامةٍ، مــــنْ كــــلِّ بــــلاءٍ.

عـــبادَ اللهِ، هــــاهيَ الــــعلاماتُ تــــترى، فــــلقدْ رأيــــنا كـــلَّ حـــديثٍ أخبـــرنا بـــهِ رســـولُ اللهِ-صـــلى اللهُ عـــليه وســـلم- وهـــو الـــصَّادقُ الـــمصدوقُ، فـــلقدْ وُســـدَ الأمـــرُ إلــــى غــــيرِ أهـــلهِ، وتــــطاولَ الــــناسُ بــــالبنيانِ، وانــــتشر الربا، وفــــشا الزنـــا والـــرُشا، واســــتحلَّ الــــغناءُ، ورأيــــنا الــــنساءَ الــــكاسياتِ الــــعارياتِ، وضـــيعتْ الـــصلواتُ، فــــماذا تــــنتظرُ يــــا رفـــيقَ الـــدَّربِ؟ قـــالَ تــــعالى: " فــــهلْ يــــنظرونَ إلَّا الــــساعةَ أنْ تــــأتيَهم بــــغتةً فــــقدْ جــــاءَ أشـــراطُها فــــأنَّى لــــهم إذا جــــاءَتهم ذكــــراهم ".

عــــبادَ اللهِ، قــــالَ رســــولُ اللهِ-صـــلى الله عــــليه وســـلم-: " بــــادروا بــــالأعمالِ فِــــتناً-أيْ بـــالأعمالِ الــــصَّالحةِ- كـــقطعِ الـــليلِ الــــمُظلمِ، يُــــصبحُ الــــرَّجلُ فــــيها مـــؤمناً ويُـــمسي كــــافراً، ويُــــصبحُ كــــافراً ويُــــمسي مــــؤمناً، وقــــومٌ يُــــيبعونَ ديــــنهم بِــــعَرَضٍ مــــنَ الــــدنيا " [مُـــتفقٌ عــــليهِ] ومـــعنى قــــولِهِ-صـــلى الله عــــليه وســــلم-: يُـــصبحُ الــــرجلُ فـــيها مــــؤمناً ويُــــمسي كــــافراً، ويُــــصبحُ فــــيها كـــافراً ويُــــمسي مـــؤمناً، إنَّ مـــنْ شـــدةِ الـــفتنِ يــــتغيرُ قـــلبُ الـــرَّجلِ كــــالبرقِ، خـــاصةً عـــندَما انــــتشر الإنــــترنتُ، ودخــــولُ الــــملحدينَ عــــلى الــــمسلمينَ عـــنْ طــــريقِ الــــتواصلِ الأجـــتماعي والـــمنتدياتِ، والــــضعيفُ بـــالأيمانِ الــــجاهلُ بــــالعلمِ يُــــصدقهُ بــــما يــــقولُ، والــــشيطانُ يــــجري مــــنِ ابـــنِ أدمَ مـــجرى الـــدَّمِ، وقـــومٌ يــــبيعونَ ديـــنَهم بـــعرَضٍ مـــنَ الــــدنيا، يــــأتي عـــليهِ ويــــقولُ لــــه: تــــلحدْ، تــــنصرْ، تــــهودْ، وخـــذْ هذا الــــمتاعَ، والــــذينَ كـــفروا يــــبذلونَ أمــــوالهم لــــيصدوا عــــنْ ســــبيلِ اللهِ، كــــما أخــــبرَ ربُّــــنا عـــنهم قـــالَ: " إنَّ الــــذينَ كــــفروا يُــــنفقونَ أمــــوالَهم لــــيصدوا عـــنْ ســـبيلِ اللهِ فـــسينفقونها ثُـــمَّ تــــكونُ عــــليهم حــــسرةً ثُــــمَّ يُــــغلبونَ والــــذينَ كــــفروا إلــــى جــــهنَّمَ يُــــحشرونَ ".

عـــبادَ اللهِ، ومــــنْ أنــــواعِ الــــفتنِ، فــــتنةُ غـــموضِ الــــحقِّ، حــــيثُ أصــــبحَ لا يُــــعرفُ الــــحقُّ مــــنَ الــــباطلِ، قــــالَ حـــذيفةُ بـــنُ الــــيمانِ: " إذا اشــــتبهَ عــــليكَ الـــحقُّ والــــباطلُ ولا تــــدري أيُّــــهما تـــتبعُ، فـــــتلكَ الـــفتنةُ "

ومــــنْ أنــــواعِ الــــفتنِ، تــــسميةُ الــــمسمياتِ غــــيرُ إســــمها، فأصبحَ الــــجهادُ إرهــــاباً، وأصـــبحَ الــــغناءُ فــــناً، وأصــــبحَ الـــزنا حــــلالاً والــــزواجُ مــــحالاً، أصــــبحَ الـــربا تــــجارةً والــــرشوةُ قــــهوةً، وصــــدقَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلمَ- إذْ قــــالَ: " ســــيأتي عــــلى الــــناسِ ســــنواتٌ خــــدَّاعاتٌ، يُــــصدقُ فــــيها الــــكاذبُ، ويُــــكذَّبُ فــــيها الــــصادقُ، ويُــــؤتمنُ الـــخائنُ، ويُـــخونُ الأمــــينُ، ويُــــنطقُ فــــيها الـــرويبضةُ، قـــــالوا ومـــا الــــرويبضةُ؟ قـــالَ: الـــرجل الـــتافهُ الــــسفيهُ يــــتكلمُ فــــي أمـــرِ الـــعامةِ " [رواه أحــــمد وابـــــنُ مــــاجهْ] ألـــــسنا فــــي زمـــنٍ تُــــسمى فــــيهِ الــــمُسمياتُ غــــيرَ إســـــمها؟.

ومـــنْ أنــــواعِ الــــفتنِ، فــــتنةُ الـــرويبضةُ، وعـــجبتُ مــــنْ إمــــرأةٍ مُــــذيعةٍ مُـــتبرجةٍ كـــاسيةٍ عـــاريةٍ، تــــخرُجُ عــــلى الــــقنواتِ الـــفضائيةِ، وتــــقولُ: أنَّ الــــجهادَ إرهــــاربٌ، أقــــولُ لــــها: قــــبلَ أنْ تُــــفصلينَ فــــي أحــــكامِ الــــجهادِ، تــــستري وطــــبقي شـــرعَ ربِّكِ الــــذي أمــــركِ بــــهِ.

ومــــنْ أنــــواعِ الــــفتنِ، فــــتنةُ الــــشهواتِ، كـــالنساءِ والــــمالِ والــــمنصبِ والــــحرصِ عـــــلى الــــدنيا والــــتنافسِ عــــليها،
قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " مــــا تــــركتُ فــــتنةً بــــعدي أضــــرَّ عــــلى الــــرجالِ مــــنْ فــــتنةِ الــــنساءِ " [ مُـــتفقٌ عــــليهِ] وقــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " إنَّ لــــكلِّ أُمـــةٍ فـــتنةً، وفــــتنةُ أُمــــتي الــــمالُ " [صـــححه الألــــبانيُّ].

ومـــنْ أنــــواعِ الــــفتنِ، فــــتنةُ الــــشبهاتِ، كـــالخوفِ مــــنَ الــــموتِ والــــرزقِ، لا بــــد أن تــــعلمَ أنَّ الأجــــالَ مــــحدودةٌ وأنَّ الأرزاقَ مــــقسومةٌ، قــــال تــــعالى عـــنِ الأجـــلِ: " ولــــكلِّ أُمـــةٍ أجـــلٌ فــــإذا جــــاءَ أجــــلُهم لا يــــستأخرونَ ســــاعةً ولا يـــستقدمونَ " وقــــالَ عـــنِ الــــرزقِ: " ومـــا مــــنْ دابــــةٍ فــــي الأرضِ إلَّا عــــلى اللهِ رزقُـــها ".

ومــــنْ أنــــواعِ الــــفتنِ، فــــتنةُ الـــــشيطانِ، الــــتي هــــيَ أعــــظمُ فــــتنةً، فـــأنت مـــنذُ مـــجيئكَ عـــلى هـــذهِ الـــدنيا وأنــــتَ فـــي مـــعركةٍ قـــويةٍ حــــاسمةٍ مــــاسةٍ بــــينكَ وبــــينَ الــــشيطانِ، قـــالَ تــــعالى: " يـــا بــــني أدمَ لا يــــفتننكمُ الــــشيطانُ كــــما أخـــرجَ أبـــــويكم مــــنَ الــــجنَّةِ " قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " إنَّ الــــشيطانَ قـــعدَ لإبـــنِ أدمَ فــــي طُـــــرُقِهِ، فــــقعدَ لــــهُ فــــي طـــــريقِ الإســــلامِ، فــــقالَ: تــــسلمُ وتـــــذرُ ديــــنكَ وديــــنَ آبــــائِكَ، فــــعصاهُ، فأسلمَ، ثُــــمَّ قـــعدَ لــــهُ بـــطريقِ الــــهجرةِ، فــــقالَ: أتــــهاجرُ وتــــذرُ أرضــــكَ وســــماكَ؟ إنَّــــما مــــثلُ الـــمُهاجرِ كــــالفرسِ -يـــعني فــــي طــــولِهِ- فـــعصاهُ، فـــهاجرَ، ثُـــمَّ قـــعدَ لــــهُ بـــطريقِ الـــجهادِ، فــــقالَ: هُــــوَ جُــــهدُ الــــنفسِ والــــمالِ، فــــتُقاتلُ وتــــقتلُ، فــــتُنكح الــمرأةُ، ويـــقسَّمُ الـــمالُ، فــــعصاهُ، فــجاهدَ، قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: فـــمنْ فـــعلَ ذلــــكَ مـــنهم فـــماتَ، كــــانَ حــــقاً عــــلى اللهِ أنْ يُــــدخِلَهُ الــــجنَّةَ " [رواهُ الـــبيهقيُّ].

ومـــنْ أعـــظمِ الـــفتنِ، تـــسلطُ الـــجهلاءِ وأهـــلُ الأهـــواءِ عـــلى مـــنابرِ الإفــــتاءِ، فـــكلُّ يـــومٍ يــــطلعُ عـــلينا وجـــهٌ جـــديدٌ وبـــفتوى جـــديدةٍ، وشـــيخٌ أظـــهرتْهُ الـــقنواتُ لـــبثِّ الــشُبهاتِ وتـــلبيةِ رغـــبةِ أهـــلِ الـــشهواتِ
وقـــدْ حـــذَّرَ رســـولُ اللهِ-صـــلى اللهُ عـــليهِ وســـلم- مــنْ هـــذا الـــصنفِ مــنَ الـــناس، الـــذينَ يـــتصدرونَ الإفـــتاءَ وهـــم أجـــهلُ الـــجهلاءِ، وأهلُ الأهـــواءِ، عـــنْ أبـــي هُـــريرةَ-رضــي الله عـــنه-قــالَ: قـــالَ رســـولُ اللهِ-صـــلى الله عـــليه وســـلم-: " ســـيكونُ فـــي آخـــرِ أُمـــتي أُنـــاسٌ يُـــحدِّثونكم مـــا لـــمْ تـــسمعوا أنـــتم ولا آبــــاءكم فـــاياكم وإيـــاهم " [رواهُ مُـــسلمٌ].

اللــــهمَّ إنَّــــا نـــعوذُ بـــكَ مـــنَ الـــــفتنِ، مــــا ظــــهرَ مــــنها ومــــا بــــطنَ.
أقــــولُ مــــا تـــــسمعونَ وأســــتغفرُ اللهَ لــــي ولــــكم مــــنْ كُــــلِّ ذنــــبٍ فـــاستغفروهُ وتــــوبوا إلـــيهِ إنَّــه هُــــو التَّــــوابُ الـــرَّحيمُ.

" الــــخُطبةُ الــــثانيةُ "
الــــحمدُ للهِ ربِّ الــــعالمينَ، والــــصَّلاةُ والـــــسَّلامُ عــــلى أشــــرفِ الــــخلقِ ســــيدِنا مــــحمدٍ وعــــلى آلــــهِ وأصــــحابهِ أجــــمعينَ
فــــاتقوا اللهَ عــــبادَ اللهِ، واعـــــملوا بــــطاعتهِ ورضــــاهُ.

أمَّـــا بــــعدُ، كــــيف نــــنجوا مــــنَ الــــفتنِ؟ لـــقدْ أرشــــدَ إلــــينا رســـولُ اللهِ-صـــلى الله عـــليه وســـلم- أمـــوراً تُـــنجينا مـــنَ الــفتنِ،
فــــقالَ رســـولُ اللهِ-صـــلى الله عـــليه وســـلم-: " يُــــوشِكُ أنْ يـــكونَ خــــيرَ مــــالِ الــــمُسلمِ غــــنمٌ، يــــتَّبعُ بــــها شَــــعَفَ الــــجبالِ ومــــواقعَ الــــقطرِ " [رواه الــــبخاريُّ ومــــسلمٌ]. نــــبَّأَ رســـولُ اللهِ-صـــلى الله عـــليه وســـلم- بــــأنَّه ســـيأتي زمــــانٌ تــــكثرُ فــــيهِ الــــفتنُ والــــمحنُ والــــحروبُ، فــــتصعُبُ الــــحياةُ ويــــشتدُّ الــــبلاءُ بــــالمسلمينَ، فـــيصبحُ لا يـــأمنُ عـــلى ديـــنهِ ونـــفسهِ، فـــيشعرُ بــــالغربةِ بــــينَ الــــمسلمينَ، ويــــجدُ ديــــنَهُ فــــي خــــطرٍ، فـــأرشدهُ الله-عــــزَّ وجـــلَّ-ورســـولُ اللهِ-صـــلى الله عـــليه وســـلم-إلــــى مـــا فــــيهِ خـــيرٌ لـــهُ ولـــدينهِ وصـــيانةٍ لــــهما، وهُــــوَ الإعــــتزالُ والـــفرارُ مـــنَ الـــفتنِ وعـــدمُ الـــسعيِّ فـــيها، وأرشـــدهم إلـــى الإعــــتزالِ فـــي الأمـــاكنِ الــــخاليةِ مـــنَ الـــناسِ والــــبعيدةِ عــــنْ مـــواقعِ إقــــامتِهم، ومـــنْ تــــلكَ الأمــــاكنِ، الــــشِّعابُ وبــــطونُ الأوديــــةِ ورؤوسُ الــــجبالِ، وهــــذا رحــــمةٌ مـــنَ اللهِ لــــعبادِهِ وحـــفظاً لـــهم ولـــدينهم مــــنْ شـــرورِ الـــخلقِ ومِـــحنِ الــــزمانِ.

ومـــنْ سُـــبُلِ الـــنجاةِ مـــنَ الــــفتنِ، أنْ تـــلزمَ بــــيتَكَ، وتـــحفظَ لـــسانَكَ، وتـــبكي عـــلى ذنـــبِكَ،
عــــنْ عُـــقبةَ بـــنِ عــــامرٍ-رضــــي الله عــــنه-قـــالَ: قـــلتُ يــــا رســــولَ اللهِ مــــا الــــنجاةُ؟ قــــالَ: " أمــــسكْ عــــليكَ لســـانَكَ، ولــــيسَعكَ بــــيتُكَ، وأبكِ عــــلى خــــطئيتكَ " [رواهُ الــــترمذيُّ].

ومـــنْ سُـــبُلِ الـــنجاةِ مـــنَ الــــفتنِ، الــــدعاءُ بــــعدَ الـــتشهدِ الأخـــيرِ مـــنَ الــــصلاةِ، قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " إذا فــــرِغَ أحــــدُكم مـــنَ الــــتشهدِ الآخــــرِ فــــليتعوذْ بــــاللهِ مــــنْ أربــــعٍ، مِـــنْ عـــذابِ جـــهنَّمَ ومـــنْ عــــذابِ الـــقبرِ ومـــنْ فــــتنةِ المــحيا-أيْ مـــنْ فـــتنِ الــــدنيا-والـــمماتِ ومـــن فــــتنةِ الــــمسيحِ الــــدجال " [رواهُ مُـــسلمٌ].

عـــبادَ اللهِ، اعـــلموا أنَّ الـــسعيدَ مـــنْ أنــــجاه اللهُ مـــنَ الـــفتنِ، قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " إنَّ الـــسعيدَ لـــمنْ جُــــنِّبَ الــــفتنَ، إنَّ الــــسعيدَ لــــمنْ جُــــنِّبَ الــــفتنَ، إنَّ الـــسعيدَ لــــمنْ جُــــنِّبَ الــــفتنَ، يـــردِدُها ثــــلاثَ مـــراتٍ، ولـــمنِ ابــــتُليَ فــــصبرَ " [رواهُ أبـــو داودَ].

اعــــلموا أنَّ الــــعبادةَ فـــي الـــفتنةِ يُــــضاعفُ أجـــرُها، قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " الـــعبادةُ فــــي الـــهرجِ --أي بــــالفتنةِ- كـــهجرةٍ إلـــيَّ " [رواهُ مُــــسلمٌ].

وخــــيرُ الــــناسِ بــــالفتنةِ، مـــا وصـــفهم رســــولُ اللهِ بــــقولِهِ قــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " خـــيرُ الــناسِ فـــي الـــفتنِ، رجـــلٌ أخـــذَ بـــعنانَ فــــرسهِ خــــلفَ أعــــداءِ اللهِ يُـــخيفُهم أوْ يُـــخيفُونَهُ، أوْ رجـــلٌ مـــعتزلٌ فــــي بــــاديةٍ يـــؤدي حـــقَّ اللهِ الـــذي عـــليهِ " [صـــححهُ الــــشيخُ الألـــبانيُّ-رحـــمه الله-].

عـــبادَ اللهِ، مــــهما طــــالَ اللــــيلُ فـــالفجرُ قــــريبٌ، ومــــهما اســــودَّ الـــظلامُ، فاللهُ ســــميعٌ قـــريبٌ مُـــجيبٌ، والــــمستقبلُ لـــلإسلامِ، وحـــينها ســــيعلمُ الــــذينَ ظــــلموا أيَّ مُــــنقلبٍ يَــــنقبلونَ،
قــــالَ تـــــعالى: " إنَّـــا لـــــننصرُ رسُـــلَنا والــــذينَ آمــــنوا فــــي الــــحياةِ الــــدنيا ويــــومَ يـــقومُ الأشــــهادُ "
وقـــالَ ســـبحانه: " وكــــانَ حــــقاً عــــلينا نــــصرُ الــــمؤمنينَ "
وقــــالَ رســــولُ اللهِ-صــــلى الله عــــليه وســــلم-: " لا تــــزالُ طــــائفةٌ مـــنْ أُمـــتي مــــنصورينَ، لا يــــضرُهم مــــنْ خـــذلهم إلــــى أنْ تـــقومَ الــــسَّاعةُ " [رواهُ الــــبخاريُّ ومُــــسلمٌ].
فـــــليبشرْ الــــغرباءُ وإنْ كــــانوا قــــلةً، فـــهمُ الــــسُّعداءُ، حــــسبُهم أنَّــــهم مـــعَ الــــنبيينَ والــــصديقينَ والــــشهداءِ والــــصالحينَ وحـــسُنَ أولــــئكَ رفــــيقاً.

وصــــلِّ اللــــهمَّ وبـــاركْ عـــلى ســــيدنا مــــحمد وعـــلى آلــــه وأصــــحابه أجمعينَ.