تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هكذا ذبحوا بيت المقدس ؟! ...

  1. #1

    افتراضي هكذا ذبحوا بيت المقدس ؟! ...

    في 15 يوليو 7 سنة 1099 م ؛ حدثت مأساة وفاجعة عظيمة يشيب لهولها الولدان وتضع لمصابها كل ذات حملٍ حملها ! , ألا وهي سقوط بيت المقدس , ففي يوم الجمعة , اقتحم الصليبيون المدينة المقدسة بعد حصار دام أكثر من أربعين يومًا [ انظر : الكامل في التاريخ / لابن الأثير _ حوادث سنة 492ه ] .

    فأحدثوا بالمدينة من الأعمال الوحشية اللاإنسانية ما تأبى الحيوانات البربرية المُفترسة أن تفعلهُ بمثيلاتها ! .

    لقد لجأ مئات من المسلمين إلى سطح المسجد الأقصى ؛ فقد أعطاهم ( تانكرد ) _ أحد قواد الصليبيين _ الأمان بل أعطاهم رايته ضمانًا لهم ؛ إلا أنهم في اليوم التالي ذبحوا جميعًا ذبح النعاج على أيدي الصليبيين , فقد دخلوا الحرم الشريف وقتلوهم جميعًا بلا استثناء , غير عابئين بالأمان الذي أعطاه تانكرد للأهالي , ولا برايته التي رفعوها اعتقادًا منهم أنها ستحميهم [ حروب القدس في التاريخ الإسلامي والعربي / د. ياسين سويد صـ69 ] .

    بل إنهم لم يتركوا مُسلمًا في الطُرقات أو البيوت أو المساجد إلا قتلوه واستباحوا دمه , دون أن يُفرقوا بين رجل وامرأة وطفل وشيخ ! ؛ ولم يرعَ الصليبيون حُرمة المسجد الأقصى , فأجهزوا على كل من احتمى به من المُسلمين وعددهم يزيد على سبعين ألفًا [ ابن الأثير / حوادث سنة 492ه _ بتصرف _ ] , ويقول ابن العبري في كتابه ( مختصر الدول ) : لبث الفرنج في البلد أسبوعًا يقتلون فيه المُسلمين , وقُتل بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفًا ... [ صـ197 ] .

    لم يكتفوا بذلك , ففي مسجد عمر وحده ذُبح عشرة آلاف مُسلم [ غوستاف لوبون / حضارة العرب صـ326 ] .

    بل إن المؤرخ الصليبي ( رنسيمان ) ؛ يؤكد أن عدد القتلى غير معروف بالضبط , وأن القدس قد خلت بعد هذه المذبحة من سُكانها المُسلمين واليهود ! [ حروب القدس ... صـ71 ] .
    ولم يكن اليهود أحسن حالًا من المُسلمين ؛ إذ جمعوهم في الكنيس وأحرقوه عليهم [ ابن القلانسي صـ137 ؛ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة / لأبي المحاسن الأتابكي ( 5 / 150 ) ] .
    ولم يحاول المؤرخون الصليبيون أنفسهم إنكار الحقيقة , فهذا ( وليم الصوري ) قال : إن بيت المقدس شهد عند دخول الصليبيين مذبحة رهيبة حتى أصبح البلد مخاضة واسعة من دماء المُسلمين أثارت الرعب والاشمئزاز ... [ د. سعيد عبد الفتاح عاشور / الحركة الصليبية ( 1 / 199 ) ] .

    ووصف شاهد عيان إفرنجي المذبحة التي أحدثها الصليبيون بالقدس ؛ بقوله : شاهدنا أشياءً عجيبة , إذ قُطعت رؤوس عدد كبير من المُسلمين , وقتل غيرهم رميًا بالسهام أو أرغموا على أن يلقوا بأنفسهم من فوق الأبراج ... , وكنا نرى في الشوارع أكوام الرؤوس والأيدي والأقدام [ قصة الحضارة / ول ديورانت ( 4 / 25 ) ] .

    ويقول إفرنجي آخر كان مُرافقًا للصليبيين : كان رجالنا يخوضون حتى كعوبهم في دماء القتلى! [ القدس عشية الغزو الصليبي / عباس الزهاوي صـ122 ] .

    وذكر غوستاف لوبون في كتابه السابق _ نقلًا عن روايات رُهبان ومؤرخين رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس _ ما حدث حين دخول الصليبيين للمدينة المقدسة من مجازر دموية لا تدل إلا على حقد أسود متأصل في نفوس ووجدان الصليبيين ؛ قال الراهب ( روبرت ) أحد الصليبيين _ المتعصبين وهو شاهد عيان لما حدث في بيت المقدس _ واصفًا سلوك قومه : كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل ، وذلك كاللبؤات التي خُطفت صغـارها ! فكانوا يذبحـون الأولاد والشباب ، ويقطعونهم إربًا إربًا ، وكانوا يشنقون أُناسًا كثيرين بحبل واحد بُغيـة السرعة ، وكان قومنا يقبضـون كل شيء يجدونه , فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعًا ذهبية ! , فيا للشره وحب الذهب ، وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث [ صـ325 ] .
    وقال الراهب ( ريموند داجميل ) شامتًا : حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وبروجها ، فقـد قطعت رؤوس بعضهم ، فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم ! وبقرت بطون بعضهم ؛ فكانوا يضطرون إلى قذف أنفسهم من أعلى الأسوار ، وحرق بعضهم في النـار ؛ فكان ذلك بعد عذاب طويل ، وكـان لا يُرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم ، فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم ، ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا !!! [ صـ326_327 ] .
    لم يكتفوا بذلك بل كانوا عبارة عن برابرة همج يعشقون النهب والسرقة كما يعشقون التقتيل ! ؛ لقد أفجعوا بيت المقُدس فعاثوا فيها فسادًا من قتل ونهب ؛ فإذا كانت جثث القتلى لم تسلم من عبثهم , فلم تسلم أيضًا بيوتهم وممتلكاتهم من النهب والسرقة ثم الحرق ! . فعندما دخلوا بيت المقدس وقتلوا ودمروا وخربوا ؛ ماذا فعلوا ؟! , لقد استولوا على قبة الصخرة , بل دخلوا عند الصخرة الشريفة , ونهبوا وسرقوا من عندها أكثر من أربعين قنديلًا من الفضة , ثمن كل قنديل ثلاثة آلاف وستمائة درهم , وأخذوا تنورًا من فضة , وزنه أربعون رطلًا بالشامي _ تقريبا يساوي بالكيلو 110 كيلو جرام _ , وأخذوا من القناديل الصغار مائة وخمسين قنديلًا من الفضة , ومن الذهب أكثر من عشرين قنديلًا , وغنِموا منها ما لا يقع عليه الإحصاء ! ... [ ابن الأثير / حوادث سنة 492ه ؛ ابن الجوزي / حوادث سنة 492ه _ بتصرف _ ] ، بل يُروىَ أنهم كانوا يشربون الخمر فوق الصخرة , ووضعوا صور المسيح وأمه , وحولوا الصخرة إلى كنيسة أسموها ( كنيسة الهيكل العظيم ) .

    _ فأي إنسانية يتغنى بمثلها هؤلاء ؟! ...

    كتبه : أبو الليث الصنهاجي ...
    11 / صفر / 1436 ه
    3 / 12 / 2014 م .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    بوركتم
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  3. #3

    افتراضي

    وبارك الله فيك يا أخ رضا الحملاوي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •