تكرر علي أثناء قراءتي لتأريخ ابن غنام هذا الأمر ولكن لم أقيده إلا بعدما انتصفت من الكتاب وقد استرسلت مع الإمام رحمه الله وأنا مندهش لجودة فهمه وشدة فطنته وتيقظه وربطه للأشياء والأحداث المتعاصرة وكذلك كثرة تكراره وأمره لموافقيه ومخالفيه بكثرة التضرع لله في أوقات الإجابة وطلبه المذاكرة والتذكير والرد عليه إن أخطأ .
وشدني بته في باب الاعتقاد دون زيغ ولا طغيان مع تلطفه في موضع التلطف وحدته - كما قال عن نفسه رحمه الله - في الموطن المستدعي لذلك .
وكان يجيش خاطره بشيء من المشاعر كقوله - ولكن واظهراه وابطناه - أي اجتمعت عليه الخصوم ورموه عن قوس واحدة فلا يدري على من يرد ولا بمن يبدأ وهو مع ذلك يكتب الردود والفتاوى ويعلم ويوجه وينصح ويعتب .....إلخ فرحمه الله رحمة واسعة .
وإليك بعضا مما توقف فيه أو لم يتبين له ذلك - وقد يكون تبين له بعد ذلك - .
الموقف الأول :
" وأما قوله " الشؤم في ثلاث " إلخ فهذا أشكل على من قبلنا , حتى إن عائشة كذبته وقالت : هذا من كلام أهل الجاهلية , ولكنه صح , وقد تكلموا في تفسيره ولم يتبين لي معناه , والله أعلم بمراد رسوله " أ.هـ صفحة 429 .
الموقف الثاني :
"" وحديث البطاقة ذكر الشيخ أنه رزق عند الخاتمة قولها على ذلك الوجه , والأعمال بالخواتيم , مع أن عليّ بقية إشكال , والله أعلم " أ.هـ صفحة 439 .
الموقف الثالث :
" وأما المسألة الثالثة : إذا لم يعرف هل هذا وقف على من يرث أم لا ولكن الإفاضة على أنه من يرث , فأنا لا أدري عن هذه المسألة شيئا لكن أرى التوقف عنها ولا ينزع من يد من يأكله إلا ببينة " أ.هـ صفحة 479 .
تأريخ ابن غنام دار الشروق الطبعة الثالثة 1414هـ .