تمايز معنى وإعراب التراكيب في إطار النغمة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى والإعراب في إطار النغمة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقـول: ما أحسنَ الأداءَ! – نغمة التعجب .
ونقول: ما أحسنَ الأداءَ – نغمة النفي .
التركيب الأول يعني التعجب من الأداء وجماله عندما نمدُّ الصوت بكلمة "ما" وتكون ما تعجبية ،أما التركيب الثاني فيعني نفي الفعل وذلك عندما ننطق "ما" النافية بدون مد وبصورة طبيعية ،وهذا يؤدي إلى اختلاف الإعراب نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيبين ،فالأول يتكون من ما التعجبية "المبتدأ" ومن الجملة الفعلية الخبر ، وبينهما احتياج معنوي ، أما التركيب الثاني فيتكون من ما النافية والفعل والفاعل والمفعول به ،وبينها احتياج معنوي .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .