قال الخطيب في كتابه تاريخ بغداد ج14 ص 254

أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن الحسين القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن زياد المقرئ، أن داود بْن وسيم البوشنجي أخبرهم ببوشنج، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن عبد اللَّه، عَنْ عمه عبد الملك بْن قريب الأصمعي، أنه قَالَ:
كنت عند الرشيد يوما، فرفع إليه في قاض كان قد استقضاه، يقال له: عافية فكبر عليه، فأمر بإحضاره، فأحضر، وكان في المجلس جمع كثير، فجعل أمير المؤمنين يخاطبه، ويوقفه على ما رفع إليه، وطال المجلس، ثم إن أمير المؤمنين عطس فشمته من كان بالحضرة ممن قرب منه سواه، فإنه لم يشمته
فقال له الرشيد: ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم؟
فقال له: عافية، لأنك يا أمير المؤمنين لم تحمد اللَّه، فلذلك لم أشمتك، هذا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطس عنده رجلان، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر
فقال: يا رَسُول اللَّه مالك شمت ذلك ولم تشمتني؟
قَالَ: لأن هذا حمد اللَّه فشمتناه، وأنت فلم تحمده فلم أشمتك
فقال له الرشيد: ارجع إلى عملك، أنت لم تسامح في عطسة تسامح في غيرها؟
وصرفه منصرفا جميلا، وزبر القوم الذين كانوا رفعوا عليه.

ومن باب الفائدة

فعافية هذا ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد رقم الترجمة 6705 حيث قال

عافية بْن يزيد بْن قيس بْن عافية بْن شداد بْن ثمامة بْن سلمة بْن كعب بْن أود بْن صعب بْن سعد العشيرة بْن مالك بن أدد بن زيد بْن يشجب بْن عريب بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان الأودي ولاه أمير المؤمنين المهدي القضاء ببغداد، في الجانب الشرقي.
وحدث عَنْ مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن أبي ليلى، وسليمان الأعمش، ومحمد بْن عمرو، ومجالد بْن سعيد.
روى عنه موسى بْن داود الضبي، وأسد بْن موسى المصري.

أَخْبَرَنَا الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن عمرو الحريري، أن علي بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم
قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن مخلد البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعيد الخوارزمي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بْن إبراهيم، قَالَ:
كان أصحاب أبي حنيفة الذين يذاكرونه: أَبُو يوسف، وزفر، وداود الطائي، وأسد بْن عمرو، وعافية الأودي، والقاسم بْن معن، وعلي بْن مسهر، ومندل وحبان ابنا علي، وكانوا يخوضون في المسألة، فإن لم يحضر عافية، قَالَ أَبُو حنيفة:
لا ترفعوا المسألة حتى يحضر عافية، فإذا حضر عافية، فإن وافقهم، قَالَ أَبُو حنيفة: أثبتوها، وإن لم يوافقهم، قَالَ أَبُو حنيفة: لا تثبتوها.