الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد
هذا الموضوع أفتتحه في هذا المجلس المبارك - راجيا التوفيق والسداد والقبول من الله - بغية تحرير المصطلح عند الكلام في باب صفات الملك جل وعلا. فمعلوم أن صفات الرب توقيفية، ولا يوصف الرب الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه. ولكن الذي استشعرته أن عند بعص الفضلاء الكرام نوع التباس في الحد الفاصل - من جهة الاصطلاح - بين الوصف والاخبار. فمتى يقال للكلام هذا وصف لله، ومتى يقال هذا اخبار عنه، وما الفرق بينهما، وأين يأتي حد التوقيف في هذه وتلك، والذين يقولون أن باب الاخبار أوسع من باب الوصف، ما مرادهم وما حدهم فيما يصطلحون عليه بأنه (وصف)؟ هذه مسألة علمية دقيقة رأيت أن نفتح الباب ليدلي فيها مشايخنا الفضلاء بدلوهم تصحيحا للمفاهيم ودرءا للبس والاشتباه وتحريرا للاصطلاح حتى لا يكثر النزاع وسوء الفهم بين الفضلاء..
والله الموفق المستعان.