23-01-2015 | د. عامر الهوشان
لقد اتبع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار مع المشركين للوصول بهم إلى بر الإيمان، ويمكن تسليط الضوء - في هذا المقال - على أهم معالم المنهج النبوي الحواري مع الغير


عادة ما تحاول الأمم التمسك ببعض المبادئ الإنسانية العامة التي تعتبر المادة الأولية لبناء الحضارات وتطور المجتمعات البشرية، ولعل الحوار كمنهج لتلاقح العقول وتبادل المعارف والحقائق بين الناس من أكثر تلك المبادئ أهمية وقيمة، ومن هذا المنطلق استحوذ الحوار على اهتمام العلماء و المفكرين والمصلحين منذ القدم وحتى الآن.
وإذا كانت الدول الغربية قد وجدت في الحوار أسلوبا لحل خلافاتها ونزاعاتها في العصر الحديث - رغم اختلاف المعتقد واللغة والتاريخ - وقد نتج عن ذلك تقدما ملحوظا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، من خلال توحد دولها فيما بات يعرف "بالاتحاد الأوربي"، ناهيك عن إزالة الحدود بين دولها، وتمتعها بقوة عسكرية واقتصادية يحسب لها ألف حساب في العصر الحديث، فإن ذلك الحوار كان في حدود دولها ومجتمعاتها، ولم يشمل بأي حال من الأحوال المسلمين.
وبينما لم يصل الغرب إلى الحوار مع نفسه – ناهيك عن الحوار مع الغير - إلا بعد حروب طاحنة ودماء غزيرة، ويكفي أن نعلم أن الحرب العالمية الثانية خلفت أكثر من 60 مليون قتيل، أي ما يعادل 2,5% من تعداد سكان العالم حينها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم تجاوز مسألة الحوار مع المسلمين الذي أنقذهم به من ويلات حروب جاهلية سابقة – الأوس والخزرج أنموذجا - إلى الحوار مع الغير من أهل الكتاب والمشركين، والذي يعتبر منهجا لدعوته صلى الله عليه وسلم منذ اليوم الأول.
وإذا كانت الدول الغربية قد رفعت الحوار شعارا مع الغير كواجهة حضارية شكلية تحاول من خلالها الوصول إلى مصالحها المادية النفعية، فإن الحوار مبدأ من أهم مبادئ الإسلام، ومنهج قرآني ونبوي لهداية المشركين وغير المسلمين إلى الحق والدين.
لقد اتبع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار مع المشركين للوصول بهم إلى بر الإيمان، ويمكن تسليط الضوء - في هذا المقال - على أهم معالم المنهج النبويالحواري مع الغير في عدة نقاط هي:
1- إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لأسلوب الحوار مع المشركين وغيرهم كان بأمر من الله تعالى، مما يشير إلى أن الحوار مبدأ راسخ في الإسلام، ومنهاج أصيل للتواصل مع كل من يرغب في فهم هذا الدين، وتمثل السيرة النبوية التطبيق العملي للحوار مع أهل الكتاب والمشركين.
لقد أشارت أكثر من آية قرانية على التوجيه الإلهي لنبيه صلى الله عليه وسلم بالحوار والجدال مع أهل الكتاب والمشركين باللطف واللين، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ} النحل/125
وقد ذكر الطبري وابن كثير معنى الحكمة بما أنزله الله على رسوله من الكتاب والسنة، وأما المجادلة بالتي هي أحسن فهي تعني الرفق واللين والوجه الحسن وحسن الخطاب إن احتاج الأمر إلى مناظرة وجدال، مما يدخل في معنى الحوار معهم لترغيبهم بدين الله تعالى.
وقد وردت كلمة المجادلة بالتي هي أحسن في موضع آخر من كتاب الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} العنكبوت/46
ومع قول البعض بأن الآية منسوخة، إلا أن آخرين على أن الآية محكمة لمن أراد من أهل الكتاب الاستبصار في الدين، فيجادل بالتي هي أحسن ليكون أنجع اثرا فيه، إلا الذين ظلموا منهم بحيادهم عن الحق من أهل الحرب كما قال مجاهد، فيُنتقل حينها من الجدال إلى الجلاد كما قال ابن كثير.
2- نموذج من حواره صلى الله عليه وسلم مع المشركين: مع كثرة حواره صلى الله عليه وسلم مع كفار مكة وصناديدها، ومع حرصه الشديد على هدايتهم حتى أرهق نفسه وروحه في سبيل ذلك، فأنزل الله تعالى عليه: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} الكهف/6، إلا أن أشهر حوار بينه وبين المشركين كان في بدايات الدعوة بعد الجهر بها، حيث حاول المشركون بكل الوسائل إيقاف الدعوة النبوية مسيرتها وإجهاضها في مهدها.
فقد جاء في سيرة ابن كثير عن ابن عباس قال: "اجتمع علية من أشراف قريش وعدد أسماءهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه، وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا، وهو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بدو، وكان حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم، حتى جلس إليهم.
فقالوا: يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك، وإنا والله لا نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء، وعبت الدين، وسفهت الأحلام، وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة، وما بقى من قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك – فالقبيح عندهم ما خالف مصالحهم المادية ومكانتهم الاجتماعية -.
فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك، وكانوا يسمون التابع من الجن الرئى - فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر" [1].
إنها العقلية المادية التجارية التي يظن المشركون أن كل معضلة تحل من خلالها، فأرادوا أن يعقدوا صفقة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ليتنازل عن دعوته مقابل متاع من الدنيا قليل، ولم يك في خلد المشركون أي نية للحوار الجاد الذي يوصل إلى الحقيقة، وإنما الحوار الذي يفضي إلى ما يريدون من التنازلات مقابل المال والجاه، وما أشبه اليوم بالأمس مع فارق اختلاف قوة إيمان وتمسك السلف الصالح بدينهم وعقيدتهم، وضعف ذلك في المسلمين المعاصرين.
ومع أن كلام صناديد قريش كان استفزازيا بامتياز، ولم يلتزم بأدبيات الحوار لا من قريب ولا من بعيد، إلا أن أدب الحوار الذي تمتع به النبي صلى الله عليه وسلم جعله يصبر عليهم حتى ينتهوا من كلامهم، ليأتي دوره في الجواب على ما يريدون فيقول: ما بى ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثنى إليكم رسولا، وأنزل على كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم، فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة، وإن تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم. [2]
كلام في غاية الوضوح ومنتهى البيان، ليس فيه لف أو دوران أو ألغاز ورموز وألغام كما هو شأن الحوارات المعاصرة بين الخصوم، إلا أن المشركين – وأمثالهم من أهل الباطل في كل زمان ومكان - لا يقبلون بالحوار للوصول إلى الحق، وإنما يستخدمون الحوار وسيلة لتنازل الآخرين عن مبادئهم وحقوقهم، فإن فعلوا كان الحوار من وجهة نظرهم ناجحا، وإلا فإن لغة أخرى - يعرفها الجميع - تحل محل الحوار.
لقد طلب المشركون بعد هذا البيان الكامل من رسول الله صلى الله عليه أمورا تعجيزية، كتسيير جبال مكة وجري الأنهار فيها وبعث من مات من أجدادهم كقصي بن كلاب.....قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَة ِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} الإسراء/90-93.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على عدم هلاك قومه كما أهلك الله الأمم السابقة حين طلبوا من أنبيائهم المعجزات ثم لم يؤمنوا، ولذلك رفض تنفيذ هذه الطلبات التعجيزية من قومه، ومع ذلك فإن عادة المشركين وخصوم الدين لم تتغير على مر العصور، فما إن تظهر حجة الحق على زيف الباطل، وينتصر العلم و العقل على الجهل والوهم، حتى يعلو صوت الباطل بالتهديد والوعيد بالبطش والتنكيل، وهو ما فعله كفار قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هزيمتهم المدوية في الحوار.
فقالوا: "قد أعذرنا إليك يا محمد، أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا"، وهي نفس سياسة جميع أعداء الحق والدين، بدءا من فرعون موسى عليه السلام، وليس انتهاء بما نشهده اليوم من تهديدات أهل الباطل لأهل الحق إذا لم ينصاعوا لرغباتهم وأهواءهم بعد حوار شكلي لا يمت إلى الحوار الحقيقي بأية صلة.
3- حوار صلح الحديبية: الذي كان علامة فارقة في المنهجية النبوية في الحوار مع المشركين وعقد المعاهدات الدولية معهم، وإذا كان الحوار النبوي مع المشركين في مكة المكرمة – فترة ضعف المسلمين – خالية من أي تنازلات عن الثوابت الدينية أو الأسس العقدية، فإن الحوار في صلح الحديبية أولى بالتمسك بنفس المبادئ الحوارية، مع ازدياد قوة المسلمين، ووجود توازن عسكري بينهم وبين المشركين.
ومع القوة العسكرية والعددية التي كان يمتلكها الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان يؤثر الحوار والصلح والسلم على القتال والدم، دون أن يتنازل قيد أنملة عن ثوابت الإسلام ومصالح المسلمين، ولذلك كان يقول: (والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها) صحيح البخاري - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط.
لقد أرسلت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الرسل لمحاورته ورده عن دخول مكة عام الحديبية، فكان بديل بن ورقاء الخزاعي أول الرسل، وقد أكد له صلى الله عليه وسلم أنه لم يأت لقتال، وإنما جاء للعمرة وأداء النسك، فإن خلت قريش بينه وبين الناس فبها ونعمت، وإن أبت إلا القتال قاتلهم.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خبير بمعادن الرجال وطبيعة ونفسية كل واحد من رسل قريش إليه، وكانت طريقة الحوار والكلام مبنية على هذه الخلفية والخبرة، يظهر ذلك من خلال قوله حين رأى مكرز بن حفص رسول قريش الثاني فقال: "هذا رجل غادر" وتكلم معه بمثل ما قال لبديل وأصحابه، بينا قدم الهدي وجعل أصحابه يلبون حين جاء الحليس بن علقمة، لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: "هذا فلان، وهو من قوم يعظمون البدن، فابعثوها". -البخاري كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد.
لقد ظهرت حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجيته في الحوار مع آخر رسل قريش إليه عروة بن مسعود، حيث وصل الحوار إلى نهايته من خلال كتابة وثيقة الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش، تلك المرحلة التي على أساسها تحتسب نقاط الربح والخسارة لأطراف الحوار.
ومع أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأوا في بعض بنود الصلح إجحافا بحقهم وخسارة لهم وربحا لقريش، باعتبار رؤيتهم الآنية والوقتية، إلا أن الحقيقة التي أظهرتها الأيام القابلة للصلح كانت بخلاف ذلك تماما، فقد كانت رؤيته صلى الله عليه وسلم لنتائج حواره وثماره بعيدة النظر مستقبلية.
نعم لقد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بعض الشكليات العرضية والمرحلية، كاستبداله " بسم الله الرحمن الرحيم" ببسمك اللهم، و"محمد رسول الله" "محمد بن عبد الله"، وتنازله عن أداء العمرة هذا العام إلى العام اللاحق، وتنازله عمن يأتيه من المشركين مسلما ورده إلى قريش – وهي أشد الشروط وأقساها على الصحابة في ذلك الوقت - بعكس من يأتي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى المشركين.
إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - تمسك بالثوابت الإسلامية، وانتزع اعتراف قريش بالدولة الإسلامية الفتية الناشئة، كما منح لدعوته فرصة الانتشار خلال السنوات العشر من السلم ووضع القتال، فكانت نتائج حواره وصلحه فتحا مبينا كما وصفه الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} الفتح 1-3.
قال ابن كثير: نزلت هذه السورة الكريمة لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة، وقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره أنه قال: إنكم تعدون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية. [3]
إن المنهج النبوي الحواري مع المشركين في حادثة صلح الحديبية منهج فريد، ويستحق دراسة شاملة تستخلص أسس ومبادئ الحوار الصحيحة مع غير المسلمين، وكيف يكون الحوار لمصحلة المسلمين في الآجل، دون أن تكون هناك أي تنازلات عن الثوابت الدينية والعقدية.
لم يتوقف الحوار مع المشركين لهدايتهم طوال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالحوارات الفردية والجماعية مع المشركين، ومنها حواره صلى الله عليه وسلم مع عمير بن وهب الجمحي الذي جاء إلى المدينة بسيف مسموم لقتله، فعاد إلى مكة مسلما بعد حوار لطيف، وحواره مع الأسير "ثمامة بن أثال الحنفي" سيد أهل اليمامة، والذي أطلق سراحه صلى الله عليه وسلم بعد أن شعر بنضح الحوار معه، ليعود مسلما بعد ذلك الحوار.
على جانب آخر فإن ما نشهده اليوم من حوارات بين المسلمين وأعدائهم من المشركين واليهود والصليبيين بعيدة كل البعد عن هذا المنهج الحواري النبوي، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الحكومات والدول.
أما على المستوى الفردي فربما تكون هناك بصمات مضيئة لبعض الدعاة ممن أدخلوا الكثير من غير المسلمين في الدين الحنيف بحسن حوارهم، إلا أنها قليلة ونادرة ولم ترتق بعد إلى مستوى التنظيم المؤسسي.
وأما الحوار على مستوى الحكومات والدول فيشهد انتكاسة شديدة، فهناك تنازلات عن الثوابت بالجملة، إضافة لتضييع كثير من مصالح المسلمين والتفريط بها دون أي مقابل، ناهيك عن النظرة الآنية المرحلية التي لا ترى أبعد من موطئ القدم.
كل ذلك سببه البعد عن المنهج القرآني والنبوي في الحوار مع غير المسلمين، فهلا عودة إلى المنبع الأصيل لأسس الحوار وقواعده الإسلامية؟!
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــ
[1] السيرة النبوية لابن كثير (1/478)
[2] السيرة النبوية لابن هشام (1/296)
[3] تفسير القرآن العظيم لابن كثير (7/301)