من المعلوم أن جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم على عدم جواز المبيت للمعتدة من وفاة خارج بيت الزوجية لحديث الفُريعة بنت مالك أخت أبي سعيد الخدري، مع الخلاف في صحته وضعفه؛ لكن ورد أن عائشة خرجت بأختها أم كلثوم للعمرة، كما عند عبدالرزاق في مصنفه: (12054) - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: (خَرَجَتْ عَائِشَةُ بِأُخْتِهَا أُمِّ كُلْثُومٍ حِينَ قُتِلَ عَنْهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى مَكَّةَ فِي عُمْرَةٍ)، قَالَ عُرْوَةُ: (كَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا بِالْخُرُوجِ فِي عِدَّتِهَا).
لكن ورد أيضًا أن سبب خروجها الفتنة وخوفها، كما عند عبد الرزاق في المصنف: (12055) - عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: (حَجَّتْ عَائِشَةُ بِأُخْتِهَا فِي عِدَّتِهَا فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ وَخَوْفُهَا)، قَالَ الثَّوْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: (أَبَى النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهَا).
وسؤالي: ما معنى كلام القاسم بن محمد: (فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ وَخَوْفُهَا)؟