بسم الله الرحمن الرحيم
img_1385453509_806.jpg
من أم عبد الله بنت الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد أن لا إله إﻻ الله وحده ﻻ شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد فقد عثرت على هذه الورقة بخط والدي العلامة الشيخ مقبل بن هادي رحمه ربي رحمة اﻷبرار ولعلها لم تنشر بعد .
لقد تأثرت حينما رأيتها وحزنت على فراق هذا العالم الراسخ المخلص وﻷنها ذكرتني بحال المسلمين اليوم وما هم عليه من الضعف وصدق من قال :
العلماء يعرفون الفتنة عند إقبالها والعامة ﻻ يعرفونها إﻻ عند إدبارها .
واﻵن كثير من الناس عرف ضرر الحزبية والفرقة والذنوب .
الوالد رحمه الله يحذر من الحزبية ويبين ضررها ويحث كافة المسلمين على جمع الكلمة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن هذا التفرق يضرهم ويضعفهم أمام أعدائهم ولو جاء العدو ما فرق بين هذا وذاك قال تعالى: (( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء و يبسطوا إليكم أيديهم و ألسنتهم بالسوء و ودوا لو تكفرون ))
إن يثقفوكم أي يتمكنون منكم ﻻ مكنهم الله.
وهذا هو الذي يخطط له أعداء الله إضعاف المسلمين وذلتهم وإخمادهم وتمزيقهم وزعزعة أمنهم وأمانهم فيا قرة عيونهم ويا شماتتهم بحال المسلمين اليوم مشردين مستضعفين ممزقين في حال ﻻ يعلمه إﻻ الله سببه بدعة الحزبية التي يدعوإليهاالشيطا ن الرجيم وأعوانه وحنوده وﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله العلي العظيم .
فإذا أراد المسلمون ﻷنفسهم العزة والمكنة والكرامة في الدارين عليهم أن يرجعوا إلي دينهم وأن يستقيموا كما أمر الله تعالى : ((فاستقم كما أمرت)) وأن يتركوا الفرقة والعداوة فيما بينهم وأن يكونوا صفا واحدا ويدا واحدة
كما أمر الله ومما يتعلق بهذا أن رجلاً جمع أبناءه ثم جمع بعض العصي وقال لكل واحد منهم اكسرها فما استطاعوا ﻷنها مجموعة ثم أوصاهم وقال لهم كونوا هكذا.
فاﻻعتصام بالدين الإسلامي الحنيف قوة وعزة وﻻ يجعل للعدو طمعاً أبداً .
وإن الموفق من اتقى الله في نفسه وفي إخوانه وأحسن في عبادة ربه وطاعته فإن الدنيا مزرعة اﻵخرة واليوم أولى وغداً أخرى واليوم حياة وغداً موت وما ينفع اﻹنسان إﻻ ما قدم (( يوم ﻻ ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم))وسيحاسب الله كل من تسبب في ضلال الناس وإضلالهم ويحمل وزر كل من تبعه ﻻ ينقص من أوزارهم شيء ((ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم))
ويبدو أ ن الكتابة قديمة جداً ﻷنها فيها ليونة جداً مع اﻹخوان المسلمين عكس كلام الوالد معهم في اﻵونة اﻷخيرة لما وجد تميعهم وبعدهم عن الدين في كثير منه حتى إنه كان يقول اﻹخوان المسلمون ما هم عندالدين ماهم عند الدين .
واﻵن إن شاء الله تعالى مع الورقة المذكورة بالطباعة أوﻻ
ثم مصورة بخط الوالد نفع الله بها ورحم صاحبها .
img_1385453509_806.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
من مقبل بن هادي الوادعي إلى أخيه في الله عبدالمجيد الزنداني
وسائر إخوانه من اﻹخوان المسلمين حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعد التحية إخواني في الله تعلمون وضعنا ههنا في اليمن و ما فيه من الخير و الشر وأن الجو مهئ لنا إذا قمنا بواجبنا نحو الدعوة إلى الله وأن أعداء اﻻسلام لو تمكنوا والعياذ بالله ما فرقوا بين هذا وذاك ، وأن هناك مسئولين إلى الخير أقرب وأن اﻷخ في الله في هذا الزمن خير من الدنيا وما فيها ،وأن بلدنا يخشى عليها أن تلتحق بلبنان بسبب كثرة اﻷحزاب ، فيا إخواني في الله أنا أذكركم بالله أن تنظروا لمصلحة اﻻسلام والمسلمين
وإني أعتقد يا إخواني في الله أن هذه اﻷحزاب ليست بناجحة ،والناس ﻻ يحبون العاملين منكم للاسلام لكونهم من اﻻخوان المسلمين لكنهم يحبونهم لكونهم يرونهم مهتمين بأمر اﻻسلام والمسلمين ،فالذي أرى يا إخواني في الله أن نعاهدالله جميها أن ندعو إلى الكتاب والسنة وأن نكون عوناً لبعضنا لبعض كما أوجب الله علينا ، وإذا نزلت بنا مصيبة من قبل أعداء الإسلام ونحن متنافرون فالمسئولية أمام الله على البادئ وعلى من لم يحكم الكتاب والسنة، والله المستعان أخوكم في الله مقبل بن هادي الوادعي .
photo.php.jpg
img_1385453509_806.jpg
وكتبته أم عبد الله الوادعية مساء يوم اﻷربعاء من شهر ربيع أول 16الموافق عام 1436