بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدَاوَةُ أهْل الشّرك
خطبة مفرغة للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -–عفى الله عنه-
(فرغ وأعد هذه المادة: الأخ سالم الجزائري –عفى الله عنه-)
الخطبة بصيغة صوتية على هذا الرابط:
http://download.media.islamway.net/l...kh/3AdawaT.mp3

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بشّر وأنذر بشر بالجنة وأنذر من النار، بشّر أهل اليقظة والعمل، وأنذر أهل القدور والغفلة، بشّر المتيقظين العاملين بدار الجنة بدار الخلد والنعيم، وبشر أهل القدور والكسل والغفلة بأنّ لهم النار، بشّر عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ فطوبا لمن قبل بشارته، وأنذر، فخسرا لمن لم يأخذ بإنذاره ولم يرفع به رأسا، صَلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التّقوى.

عباد الله: إنّ المتأمل المتدبر الناظر في تاريخ الإسلام منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ليجد أمامه حقيقة واضحة لا مجادلة فيها ولا ارتياب، وهي أن أهل الشرك -الذين هم حزب الشيطان وجنود الشيطان- يتواصون ويتتابعون أولهم وآخرهم على السعي في إطفاء نور الله، وعلى السعي في بسط اليد واللسان في رد هذا الدين وفي إضعاف قناعة أهله به، تارة ببسط الحرب باليد، وتارة ببسط الحرب بالمال، وتارة باللسان بما يُلقون من تشويهات وبما يشوّهون به الإسلام حتى لا يدخل فيه الدّاخلون وحتى لا يثبت عليه من اقتنع به واعتنقه.

ففي الأمر الأول النبي صلى الله عليه وسلم وُوجِهَ بأنواع من الحرب، وقيل إنه شاعر وقيل إنه كاهن وقيل إنه صابئ عليه الصلاة والسلام وذلك من المشركين؛ لكي يُبعدوا الناس عن الاقتناع بالإسلام لكي يبعدوا الناس عن الديمومة لله بالإسلام بالتوحيد له ونبذ الشرك والطواغيت والأوثان، كل ذلك منهم تتابعوا عليه أولهم وآخرهم من بعثة نوح عليه السلام إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك كلّ رسول يأتي قومَه وقومُه يَصُدّونه ويُصِدّون عن الدين برميهم له بالألقاب ورميهم له ببعض ما يصد الناس عنه وبالتكذيب وبأنواع الإيذاء، قال جل وعلا ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾[الذاريات:53]، تنوّعت الحرب على المؤمنين في مكة تارة بتلك الشبهات وتارة بالشهوات فقد عُرِض على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون ملكا لو أراد، أن يكون غنيا لو أراد، أن يكون مزوجا بأحسن الحسنيات لو أراد ولكن كل ذلك لم يقبل به النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنه إنما أُرسل بشيرا ونذيرا ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾[سبإ:28]، فإنما أُرسل بالجنة يبشر بها، أرسل بالنار ينذر ويخوف بها، ويصد الناس عن التساقط فيما يؤدي إليها، لم يكن همّ الرسل أن يتملّكوا ولا أن يغتنوا ولا أن يسألوا الناس أجرا ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِين َ(86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالمَِينَ(8 7)وَلَتَعْلَمُنّ َ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين﴾[ص:86-88]، أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأذى الحسّي، ورمي بالحجارة، وسكب على ظهره سَلَا الجزور وهو يصلي عليه الصلاة والسلام، أوذي المؤمنون من حوله أشد الإيذاء، حتى إن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم وهم الصفوة الخلّص شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلقون من أذى المشركين فبلّغهم عليه الصلاة والسلام بالسنة الماضية أن من كان قبلهم كان يؤخذ أحدُهم فيُنشر بالمنشار ما بين جلده وعظمه لا يصدّه ذلك عن دينه قال عليه الصلاة والسلام «وليُتِمَّنّ الله هذا الأمر حتى تخرج الضعينة من مكّة إلى صنعاء لا تخشى إلا الله»، ثم قال عليه الصلاة والسلام«ولكنكم قوم تستعجلون».

حارب المشركون المؤمنين في مكة بالحرب المالية فحُوصروا في شِعب أبي طالب الحصار المعروف المشهور حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبُه يأكلون الجلود البالية ويأكلون خَبَط الشجر ويأكلون الورق لأنهم لا يجدون شيئا حتى فرّج الله لهم، ولما كان من النبي صلى الله عليه وسلم البحث عن ناصر له، وذهب إلى الطائف أوذي أشد حتى لحقه السفهاء والصبيان يرمونه بالحجارة، حتى أدميت قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي عليه الصلاة والسلام يخاطِب ربه ويسأل ربَّه داعيا يقول «إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي لك العتبى حتى ترضى ولكن عافيتك أوسع لي» عليه الصلاة والسلام.

كذلك أيها المؤمنون لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولقيه الأنصار من الأوس والخزرج كانت هناك يهود ونبتت هناك نابتة المنافقين في داخل الدولة المسلمة وفي داخل المدينة المنوّرة؛ نبتت تلك النابتة تُعادي الإسلام وأهله من داخل الصفّ، تعادي الإسلام وأهله من داخل الدولة وفيهم اليهود، وأولئك المنافقون يوالون اليهود، فاليهود أعداء ظاهرة عداوتهم، والمنافقون أعداء خفية عداوتهم وبعضهم أولياء بعض، ﴿وَالذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾[الأنفال:73]، أنزل الله جل وعلا القرآن يبيّن للمؤمنين أعداءهم، من ذلك الوقت إلى يومنا هذا الأعداء هم الأعداء، فبيّن الله جل وعلا أن المشركين أنهم لنا أعداء قال جل وعلا ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتُهُم ْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾[الممتحنة:2] ويَدخل في المشركين كل ملل الشرك التي كانت والتي هي موجودة إلى اليوم ممن يعبدون الأوثان والأصنام ويعبدون غير الله جل وعلا، كلهم أعداء للمؤمنين، أعداء للرسالة، أعداء للقرآن، ﴿وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا﴾ [النساء:45]، اليهود لنا أعداء والنصارى لنا أعداء، ليس ذلك من استنتاج العلماء؛ ولكنه خبر من السماء خبر من الله الذي يعلم السّر وأخفى، فاليهود والنصارى لا يفتَؤُون في عداوتهم للمؤمنين أن يتربصوا بهم السوء ويعملوا لهم كل غائلة ودائرة حتى تحيط بهم من ورائهم ومن داخل صفّهم بيّن جل وعلا أنهم يُظهرون لنا العداوة وما تخفي صدورُهم أكبر، وهكذا لما توفِّي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تلخّصت العداوة من أعداء الله للمؤمنين في أولئك الأصناف في تلك الفئات: المشركون والمنافقون واليهود والنصارى، أولئكم هم أعداء الإسلام، أولئكم هم أعداء أمة الإسلام، أولئكم هم أعداء توحيد الله، أولئكم هم الذين يدعون إلى الشرك وودوا لو تكفرون هذا خبر الله جل وعلا هذا الأصل.

أيها المؤمنون مهما اختلف الزمان وتنوعت الأحوال هذا أصل أصيل بيّنه الله جل وعلا في كتابه ودلت عليه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الأصل يسميه أهل العلم الولاء والبراء؛ لأن أصل الإسلام الولاء للإيمان والبراء من الشرك، محبة الإيمان؛ محبة التوحيد، بغض الشرك وبغض الكفر ويتبع ذلك محبة المؤمنين، يتبع ذلك محبة المؤمنين وبغض المشركين، هذا مهما اختلف الزمان، فيبقى ما أخبر الله هو الحق قال جل وعلا ﴿وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ﴾[النساء:45]، فلما كان القرآن قد انقضى تنزله انقضى تنزيله بقي خبره محكما في ذلك إلى قيام الساعة، الأعداء هم الأعداء، لا يمكن أن يكونوا أحبة في يوم ما؛ إذِ الله جل وعلا هو الذي أخبر بعداوة أولئك جميعا ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾[الأنفال:73]؛ يعني لا تتولوهم ولا تتخذوهم أولياء، لا تتخذوهم أنصارا، لا تتخذوهم أحبة، وإنما اتخذوا المؤمنين أحبة؛ لأن عقد الإيمان هو الذي جعل تلك الوَلاية بين المؤمنين أكمل ما تكون؛ لأنها في الله ولله وفي دين الله ورابطة الإسلام أقوى من كل رابطة، ورابطة الإيمان فوق كل رابطة، إذا تنوّعت الحرب على المسلمين أو على الإسلام فلنقل جميعا: إن ذلك أخبر الله جل وعلا به في كتابه، وإذا كان الأمر كذلك فليس مجالا للاجتهاد، ليس مجالا للتفكير، ليس مجالا للعقليات إنما هو خبر محكم أنّ كل مشرك بشركه عدو للإسلام وعدو لأهل الإسلام؛ لكن الكفار على قسمين:
• منهم من يُظهر عداوته للإسلام.
• ومنهم من لا يظهر عداوته وإنما يخفيها.
ومنهم فئة قليلة إنما يسعون لمصالحهم، ليسوا بمتحمّسين، لدينهم ليسوا بمتحمّسين لمللهم، ليسوا منافحين عن كفرهم ودياناتهم.

فإذن هناك من يظهر العداء في أنحاء شتى تارة بالنيل من المؤمنين من المسلمين بقتلهم أو تشريدهم في شتى البقاع التي يتسلّط فيها أعداء الإسلام، وهذا ظاهر متمثّل فيما حدث في الأسابيع الماضية؛ بل في السنوات الماضية بل في القرون الماضية.
وهذا ظاهر متمثل أيضا فيما ترون وتسمعون كل حين في هذه الأيام وفيما تستقبلون وإن لله وإن إليه راجعون.

والذين هم الأخطر والأشد الذين تخفى عداوتهم الذين هم إما منافقون وإما من هم من جنس المنافقين في إخفاء العداوة، يُخفونها ويَصِلُون إلى النيل من الإسلام وأهله ومن التّوحيد وأهله، يَصِلُون إلى ذلك بأنواع شتى من الحيل والمكر والكيد لا تظهر لكثيرين يغطّونها تارة بأنواع من الإعلام لا يظهر للنّاس أن في طيّاتها وفي خللها عداوة للإسلام وأهله، وهذا لأنّ بعض أولئك لهم من الذّكاء والفِطنة ما يعلمون أنّ إشعال الحرب على الإسلام بصراحة في هذه السِّنين لا يصلح؛ بل لا يصلح إلا التجسس في حرب الإسلام وأهله.

وهذا أيها المؤمنون يجب أن يكون واضحا تمام الوضوح أمام المؤمنين في أعينهم وقلوبهم، حتى لا نحتاج معه إذا حَدثَ حدثٌ في كل أسبوع أو في كل شهر أو ما بعد ذلك لا نحتاج إلى بيان ذلك تكرارا ومرارا؛ فننشغل عن بيان أصولٍ من أصول الإسلام أخرى، فإذا استمسكنا بهذا الأصل دائما كان ذلك معنا كالميزان والقِسطاس الذي لا يخفى، والذي لا يزلّ معه فهْم، ولا يختلط معه عقل وفكر، ولا يضل معه قلب مؤمن.

أسأل الله جل وعلا لي ولكم البصيرة في القلوب.
أسأل الله لي ولكم أن يجعل في قلوبنا محبة للإيمان وأهله، محبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه فوق محبتنا لكل شيء.
أسأل الله لي ولكم أن يجعل يقيننا بالإسلام، أن يجعل يقيننا بما أخبر الله في القرآن لا يقبل شكا ولا يعرض له ريب، إنه الذي قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه.
واسمعوا قول الله جل وعلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتُهُم ْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾[الممتحنة:1-2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه حقا وتوبوا إليه صدقا إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بشر وأنذر وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد بن عبد الله، وشرّ الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإنّ يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم تقوى الله فإن بالتقوى فوزكم وفلاحكم ورفعتكم في الدنيا والأخرى.
عباد الله: إن الكفار والمشركين الذين يعيشون في دار الإسلام لهم حكمان:

أما الأول: فهم إن أظهروا عداوتهم للإسلام، إن أظهروا عداوتهم للمسلمين فهؤلاء يجب على المؤمنين أن يؤثروا لهم العداوة وأن يبارزوهم بمثل ما بارزوا به، وأن يسعوا في إخراجهم عن در الإسلام حتى لا يُضلوا وحتى لا تكون فتنة.

الصنف الآخر: فهم الذين لم تظهر منهم عداوة، وإنما حالهم ليست بظاهرة، حالهم في السعي في مصالحهم، حالهم أن لم يبارزوا المسلمين بإيذاء بقول أو بمال، حالهم أنهم لم يؤذوا المؤمنين، فهؤلاء هؤلاء حكمهم أنهم يعاملون بالعدل في الظاهر؛ لأن الله جل وعلا قال في محكم التنزيل ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ عَنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ وَاللهُ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ(8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ أَنْ تَوَلُّوهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هَم الظَّالِمُونَ﴾[الممتحنة:8-9]، أخبر الله جل وعلا أن من لم يظهر لنا العداوة فإننا نعامله بالعدل، نعامله بالقسط، نعامله بما أمر الله جل وعلا أن نعامله به، لم ينهنا الله جل علا أن نُقسط إليهم، فلا يجوز أن نبارزه بالعداوة ما دام لم يظهر لنا العداوة، لا يجوز أن نؤذيه ما دام أنه لم يؤذِ المؤمنين ولم يظهر عيبا للإسلام ولم يظهر قدحا فيه ولا في أهله.
فهذا الأمر بالعدل أمر عظيم من أصول الإسلام إن الله إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فالعدل للجميع للمؤمن وغير المؤمن أمر واجب، والبغي منهي عنه محرم سواء كان على المؤمنين أم كان على غير المؤمنين ممن لم يظهروا عداوة للإسلام وأهله.
فبهذا يتبين الأمر ويتكامل الحكم في ذهن كل واحد منا يبين حكم الشرع لأن:
منا من يجفو فيحسن إلى المشركين ولا يبغضهم ولا يظهر لهم العداوة مع أنهم يظهرون لنا العداوة.

وآخرون يغلون فيعلمون من لم تظهر منه العداوة بالجفاء والغلظة.
والله جل وعلا بين لنا حكم هؤلاء وحكم هؤلاء والله يقص الحق وهو خير الفاصلين.

واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله جل جلاله أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته فقال جل وعلا قولا كريما ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب:56]،
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى الآل والصحب والآل، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم انصر عبادك الذين يجاهدون في سبيلك لتكون كلمةُ الله هي العليا، اللهم أمدّهم بمدد من عندك، وانصرهم وقوهم وأعزهم فإنك أنت قوي عزيز.
اللهم نسألك أن تؤمننا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأن تدلّهم على الرشاد وتباعد بينهم وبين سبل أهل البغي والفساد، يا أكرم الأكرمين.

اللهم إنا نسألك أن ترفع عنّا الربا والزنى وأسبابه، وأن تدفع عنا الزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا هذه بخاصة وعن سائر بلادنا بعامة، يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك صلاحا فينا جميعا، لا يغادر منا أحدا رجالا ونساء صغارا وكبارا علماء وولاة وأنت مجيب السائلين.
عباد الرحمن: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾[النحل:90]، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه عن النعم يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. اهـ.

*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله الموفق
نحبكم في الله
والحمد لله