تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الخسوف والكسوف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    210

    افتراضي الخسوف والكسوف

    محاضرات وكلمات
    الخسوف والكسوف
    فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
    ـــــــــــــــ ــــــــ
    كان الحديث قد توقف بنا في الليلة الماضية عند العقبة الرابعة التي يضعها الشيطان في طريق العبد إلى الله :
    وتلك العقبة هي الصغائر :
    وقبل الحديث عن الصغائر التي هي أحد أنواع الذنوب
    أحب أن أنوه وأن ألقي بالضوء على ما جرى في الليلة الماضية في هذا الكون من خسوف للقمر
    الخسوف والكسوف مما يجريه الله في الكون وله مقصد وله مغزى شريف وحكم نبيلة أرادها الشرع
    قد بينها النبي عليه الصلاة والسلام بعدما كسفت الشمس في عهده
    قلنا كسوف وقلنا خسوف
    فالكسوف إذا أطلق يصدق على كسوف الشمس وعلى كسوف القمر
    وإذا قلنا خسوف :
    يصدق على خسوف الشمس وخسوف القمر
    لكن إذا جمعنا بين القمر والشمس نقول :
    إن الكسوف يكون للشمس
    وإنالخسوفيكون للقمر
    ولهذا لما كسفتالشمس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام بعض الرواة قال : (( انخسفت الشمس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ))
    وإن المتأمل إلى حال كثير من الناس حينما يحدث الله في هذا الكون ما يحدث من خسوف أو كسوف نرى هذا الأمر يعتبر أمرا طبيعيا عاديا لا يؤبه به ولا يلتفت إليه في قلوب كثير من الناس
    وهذا وللأسف من الران الذي طبع وخيم على قلب الإنسان
    وإلا فالنبي عليه الصلاة والسلام :
    وهو رسول الأمة
    رسول البشرية
    الرحمة المهداة لما كسفت الشمس في عهده عليه الصلاة والسلام قام عليه الصلاة والسلام فزعا خائفا وجلا مما حدث
    حتى كأن الساعة قد قامت
    وهو النبي عليه الصلاة والسلام
    وإذا رأينا إلى ما تعدد من الخسوف والكسوف في هذه السنوات نجد أن هذه الكسوفات وهذه الخسوفات إنما حصلت بذنوب العباد
    حصلت بخطاياهم بآثامهم
    وإلا فالعهد النبوي الكريم المبارك العهد النبوي لم يحدث فيه خسوف للقمر أبدا
    وإنما حصل كسوف للشمس مرة واحدة في غضون ثلاث وعشرين سنة
    فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل في عهده إلا مرة واحدة
    لكن إذا رأينا ما تكرر وما توالى من هذه الخسوفات والكسوفات
    هذه الأمور تدعونا إلى أن نقف وقفة حازمة جازمة مع أنفسنا
    لا يغتر أحد بما يقوله الصحفيون وبما تطالعنا به الصحف والجرائد من أن الخسوف والكسوف يحصل في الوقت الفلاني وينتهي في الوقت الفلاني
    هذا لا يطمئن إليه الإنسان :
    لأنه ربما يتبع الله عز وجل أو يصحب الله هذا الكسوف أو هذا الخسوف صاعقة أو نازلة أو نكبة أو زلزلة أو ما شابه ذلك من الأمور
    فلا أحد يأمن
    { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99
    إذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام هذه حالته وهذا رعبه وهذا خوفه وهذا وجله ألا يليق بنا نحن المذنبين المقصرين أن نهرع وأن نفزع إلى هذه الصلاة
    بل قبل أن نفزع إلى الصلاة نفزع إلى الله جل وعلا بالتوبة النصوح
    قام عليه الصلاة والسلام فزعا حتى إنه من شدة فزعه ورعبه وخوفه مما جرى لم يخرج إلا بإزاره ليس عليه رداء ، كان صدره عليه الصلاة والسلام وكان ظهره مكشوفا
    خرج بإزار من شدة الموقف
    حتى إنه أتبع عليه الصلاة والسلام بالرداء فوضع على عاتقيه عليه الصلاة والسلام
    فكان الرداء ينسحب وينجر من خلفه
    لم يكن لديه وقت لأن المقام ليس مقام إصلاح للرداء ليس مقاما للتجمل ليس مقاما للتحسين
    بل إن المقام مقام رهبة وخوف وخشية منه جل وعلا

    يتبع...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    210

    افتراضي

    انظرواإلى حاله عليه الصلاة والسلام
    فلما دخل في الصلاة صلى صلاة طويلة قرأ عليه الصلاة والسلام في الركعة الأولى بما يقدر بسورة البقرة
    حتى إن بعض الصحابة همّ أن يجلس من طول صلاته عليه الصلاة والسلام
    قالت أسماء : حتى النساء حضرن للصلاة مع النبي عليه الصلاة والسلام
    فلما حضرت النساء قالت أسماء :
    (( فهممت من طول القيام وطول الصلاة أن أجلس لكني أرى المرأة الكبيرة العجوز إذا بها تتابع النبي عليه الصلاة والسلام فشجعني ذلك على المضي في القيام ))
    فلما انصرف عليه الصلاة والسلام حدث أصحابه وخطب فيهم خطبة فقال عليه الصلاة والسلام :(( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله جل وعلا يخوف الله بهما عباده ))
    هذا هو المغزى
    هذا هو الأساس
    هذه هي الحكمة :
    يخوف الله بهما عباده
    ثم :
    إذا ببعض الألسن تتفوه وتتحدث بأن هذا الكسوف الذي حصل للشمس لأنه كسوف حصل بعد طلوع الشمس بمقدار رمحين أو ثلاثة
    كما قال ابن القيم رحمه الله
    الشاهد من هذا :
    أن بعض الألسن تحدثت وقالت : إن هذا الكسوف وأن ما جرى في هذا الكون وأن ما حدث إنما هو أمر مربوط بوفاة ابن النبي عليه الصلاة والسلام : إبراهيم
    فتوفي إبراهيم في ذلك اليوم
    فقال عليه الصلاة والسلام :
    (( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك :
    اسمعوا إلى التوجيه إلى الإرشاد إلى النصح العظيم : ((فافزعوا إلى الصلاة ))
    يحدث ما يحدث في الكون إذا بالمغني باق على غنائه
    إذا بالعاصي باق على عصيانه
    إذا بالفاسق باق على فسوقه كأن الأمر لا يعنيه ، يأمن مكر الله
    وهذا في الحقيقة من تراكم الذنوب على القلوب
    نسأل الله العافية
    {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } المطففين14
    وإلا لو كان القلب تقيا نقيا لهرع إلى الصلاة
    وكيف لا تفزع إلى الصلاة ونبيك عليه الصلاة والسلام أمرك بذلك ؟
    بل إن بعض العلماء قالوا :
    إن صلاة الكسوف واجبة
    وليست سنة مؤكدة لأمره عليه الصلاة والسلام
    وكيف يليق بالناس إذا رأوا هذا الأمر الجلل أن يدعو الصلاة
    لأنه إذا قيل :إن الصلاة سنة
    يمكن للجميع أن يترك هذه الصلاة
    فكيف يليق بالناس أن يتركوا الصلاة مع هذا الأمر
    وكيف يليق بهم والنبي عليه الصلاة والسلام قام فزعا وجلا ؟
    وكيف وهو عليه الصلاة والسلام قال :
    (( إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة ))
    وإلى التكبير
    وإلى ذكر الله عز وجل
    وإلى التصدق
    وإلى الدعاء
    هذا هو الواجب الذي يجب أن نتمعَّنه ونتأمله ونقف عنده
    البعض من الناس ينظر إلى أن الخسوف أنه أمر حسي بمجرد ما يعلن عنه يكون الأمر طبيعيا لأنه سينتهي بعد ساعة أو ساعتين
    وهذا أمر خطير جدا
    لاشك أن ما يجري من خسوف أو كسوف أمور حسية تحدث في الكون لها أسباب
    لكن من أعظم الأسباب التي يجب أن نربط القلوب بها :
    الأسباب الشرعية
    يخوف الله بهما عباده
    حتى إن بعض الصحابة لما سمع الصلاة وكان يرمي بقوسه رمى بقوسه ثم أتى إلى الصلاة مسرعا
    هنا أمر جدير بالتنبيه وجدير بأن يتنبه إليه الناس كلهم :
    وهو أن البعض يظن أن الإخبار عن كسوف الشمس أو عن القمر أن ذلك مرتبط بعلم الغيب
    إذا ذكرت الصحف أمرا من الكسوف أو الخسوف ظن البعض أن هذا من علم الغيب وهذا ليس بصحيح
    بعض الناس يظن أنه من الكهانة
    وهذاليس بصحيح
    بل الخسوف والكسوف ممكن أن يعرف متى يقع
    ولو بعد سنة أو سنتين
    وذلك بالحساب
    فهو يخضع لعميلة حسابية بحتة لا علاقة لها بالغيب
    لأن من اعتقد أو جزم أو شك بأن هناك أحدا يعلم الغيب سوى الله فهو كافر بالله كفرا يخرجه عن الملة
    {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65
    فهذا أمر حسي لا يتعلق بالغيب وإنما يتعلق بالحساب
    وقد ذكر الله ذلك في كتابه :
    ((فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ))
    {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ }الرحمن5
    ((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }الأنبياء33
    ولهذا :
    لا يظن أنه مع التقدم والتطور وقف هؤلاء الفلكيون على أمر لم يسبقهم إليه أحد من السلف
    لا
    شيخ الإسلام ،وتلميذه ابن القيم ذكرا هذا الأمر وقالا : إنه يخضع لأمور حسابية
    بل قال شيخ الإسلام رحمه الله :
    (( إن خسوف القمر لا يحصل إلا في ليالي الإبدار ))
    لا يمكن أن يخسف القمر آخر الشهر ولا أول الشهر
    وقال رحمه الله : (( إن خسوف ا لشمس لا يحصل إلا أواخر الشهر اليوم الثامن والعشرين اليوم التاسع والعشرين اليوم الثلاثين ))
    لا يحصل في وسط الشهر كسوف للشمس ولا في أول الشهر

    يتبع..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    210

    افتراضي

    انظروا :
    إلى كلمة هذا الإمام الشيخ العالم النحرير قال : (( لا يحصل خسوف للقمر إلا في ليالي الإبدار ولا يحصل كسوف للشمس إلا في أواخر الشهر ))
    كيف ؟
    قال رحمه الله : (( إنما لا يحصل خسوف للقمر إلا في ليالي الإبدار قال :
    (( لأن القمر يكون في جهة المشرق ، والشمس في جهة المغرب ))
    الشمس بعيدة عن القمر
    فتأتي الأرض
    هذا لا يكون إلا في منتصف الشهر حيث تكون الشمس جهة المغرب والقمر جهة المشرق
    فتأتي الأرض فتحول بين الشمس وبين القمر فيحصل الخسوف
    القمر ممحو لا نور فيه إنما القمر يستمد نوره من الشمس
    فالشمس بمثابة النور
    والقمر بمثابة المرآة
    المرآة إذا سلطت عليها الإضاءة ما ذا يحصل في المرآة ؟
    ضوء
    إضاءة
    إذا أطفأت الإضاءة لم يحصل في المرآة شيء
    فالقمر ممحو لا نور فيه وإنما يستمد ضياءه من الشمس فتأتي الأرض كما قال شيخ الإسلام فتحول بين الشمس وبين القمر من أن تمده الشمس بالنور فيحصل الخسوف
    هذا لا يكون إلا في وسط الشهر ؟
    لم ؟
    حتى يمكن لأرض أن تحول بين الشمس وبين القمر
    لأن كلا منهما في جهة بعيدة عن الآخر
    ثم قال رحمه الله :
    وأريد أن أنبه الجميع لما أذكر هذه الأمور أريد أن أنبه إلى أن هذا الأمر لا علاقة له بالغيب وإنما هو أمور حسابية
    قد يخطئ أهل الفلك :
    الذي سمعته أن الخسوف على حسب حساباتهم أنه هذه الليلة
    وإذا بالأمور تتغير وتختلف فأصبح بالأمس
    فعلى كل حال : قد يحصل خطأ ، وهذا الخطأ ناتج حينما يقولون عن خسوف أو كسوف
    قد يحصل خطأ ولا يتحقق ما ذكروا
    وأنا أذكر قبل أربع سنوات :
    أنهم ذكروا أنه يحصل خسوف ولم يحصل شيء من ذلك
    وإذا حصل إخبار منهم ثم لم يتحقق فهذا هو ناتج عن خطأ في حساباتهم
    فالشمس لا تكسف فعلا إلافي أواخر الشهر
    لماذا ؟
    قال رحمه الله : (( لأن الشمس قريبة من القمر ،فيأتي القمر فيحجب الشمس عن الأرض فيحصل الكسوف "
    ولذلك لا يحصل الكسوف لا في أول الشهر ولا في أوساطه
    وكسوف الشمس لا يمكن أن يكون كما قال شيخ الإسلام وغيره من العلماء – لا يمكن أن يكون كسوف للشمس على العالم أجمع
    لأن القمر أصغر من الشمس فكيف يحجبها عن جميع أقطار الدنيا ؟
    لا يمكن
    والدليل على أن الشمس أكبر من القمر :
    قال جل وعلا :
    ((فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ ))
    لكن ممكن يحصل كسوف كلي للشمس على بقعة أو بقع من الدنيا
    لكن على جميع أقطار الدنيا لا يمكن
    لماذا ؟
    لأن القمر هو الذي يحول ويحجب ضوء الشمس عن الأرض والقمر أصغر من الشمس
    هذه أمور حسابية كما قالها العلماء الآخرون
    وهذا هو شيخ الإسلام يتحدث منذ سبعمائة سنة عن هذا الأمر
    خلاصة هذا القول وخلاصة هذا الحديث :
    الواجب علينا حينما يحصل مثل هذه الأمور أن نتوب إلى الله وأن نفزع إليه وأن نهرع إليه بالتوبة النصوح
    وأما حديثنا عن العقبة الرابعة التي يضعها الشيطان في طريق العبد إلى الله فلعلنا أن نتحدث عنها في الليلة القادمة.
    ______________________________ _________________


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •