بسم الله الرحمن الرحيم
قرأنا وسمعنا من البعض أن طلب الحكم والعمل في السياسة ليس من الهدي النبوي بل منهج الانبياء في الدعوة الى الله تعالى هو دعوة الناس وتصحيح عقائدهم .. وهذا نص أنقله لكم [ أنَّ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ما جاءوا لإسقاط دول وإقامة أخرى، ولا يطلبون ملكاً ولا ينظّمون لذلك أحزاباً، وإنّما جاءوا لهداية النَّاس وإنقاذهم من الضلال والشرك وإخراجهم من الظلمات إلى النور وتذكيرهم بأيَّام الله.
ولو عرض عليهم الملك لرفضوه، ومضوا في سبيل دعوتهم.
وعرضت قريشٌ الملك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفضه.
وقد عرض عليه أن يكون ملكاً نبياً أو عبداً رسولاً، فاختار أن يكون عبداً رسولاً.]
ومن ضمن الاستدلالات لهذا الرأي أو القول ماجاء في السيرة :
(( أن قريشا أرسلت عتبة بن ربيعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يساومه فقال: ( يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب ، وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها : إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد شرفاً سوَّدناك – أي جعلناك سيداً - علينا فلا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملَّكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً – من الجن - تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ .فلما فرغ من قوله تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم صدر سورة " فصلت " إلى قوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ) .
فيقولون هو عليه الصلاة والسلام رفض السيادة والملك !!
لكن هو عليه الصلاة والسلام هنا رفض الملك والسيادة لأنها مقابل أن يترك دعوة التوحيد.أليس كذلك ؟
وهذا نقل آخر من السيرة ...
في السيرة .. عن ابن عباس أنه اجتمع نفر من قريش وعرضوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرضاً قريباً من عرض عتبة ومقالته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابهم - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
((ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً وأنزل عليَّ كتاباً وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربّي، ونصحت لكم؛ فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم...))
هل يمكن الاستدلال به على أن منهج الانبياء هو عدم مزاحمة الحكام والرؤساء فيما هم فيه ؟ بل دعوتهم فقط ؟
أظن أن الأمر يحتاج أولا دراسة حديثية ثم استدلال ..
أريد من الأخوة الأعضاء الكرام إجابات علمية وليست خطبا حماسية جزاكم الله خيرا .