عندما شرع أبو حيان في تفسيرة البحر المحيط كان عمره ٥٧ عاما وحين أنجزه أتم ٧٣ من العمر رحمه الله ! فكن ذا عزم وهمة .. تصل للقِمة .
عندما شرع أبو حيان في تفسيرة البحر المحيط كان عمره ٥٧ عاما وحين أنجزه أتم ٧٣ من العمر رحمه الله ! فكن ذا عزم وهمة .. تصل للقِمة .
همة أحد علماء شنقيط
حدثتني أمي -حفظها الله- عن كثرة مطالعة أبيها -رحمه الله- (*) للكتب وأنها كانت شغله الشاغل ..
فسألتُها عن الكتب التي تأكدت من قراءته لها كاملة بعد بلوغه السبعين من عمره
-على اشتغاله بالإمامة والتدريس اليومي والفتاوى وما لديه من أمراض مزمنة ومهام اجتماعية من صلة وضيافة- ؟
فكان جوابها :
أنه جرد هذه الكتب بتقسيم يومه إلى حصة صباحية من كتاب في التفسير حتى يُتمّه
ومسائية من أحد كتب الحديث حتى يكمله فيبدأ بالآخر ...
وهي :
جامع أحكام القرآن للقرطبي (مرتين)
تفسير ابن كثير
تفسير الجلالين
الدر المنثور للسيوطي
وفي الحديث :
شرح الزرقاني للموطأ
المنتقى للباجي
وتنوير الحوالك للسيوطي
فتح الباري لابن حجر (مرتين)
وإرشاد الساري للقسطلاني
شرح النووي على صحيح مسلم (مرتين)
ونيل الأوطار للشوكاني
وسبل السلام للصنعاني
وأتم كذلك زاد المعاد لابن القيم
ورياض الصالحين للنووي مرارا
وكان يكثر من مطالعة معالم السنن للخطابي
وعارضة الأحوذي لابن العربي
وتحفة الأحوذي للمباركفوري
هذا كله زيادة على محفوظاته ومطالعاته الكثيرة في شتى علوم الشريعة قبل بلوغ السن المذكورة .
رحمه الله وغفر له ورزقنا همة كهمّته!
_____________
(*) - هو : محمد يحيى _بن محمد علي بن عدود المباركي رحمهم الله_ [ت1427هـ]
قال ابن القاسم : كنت أسمع من مالك كل يوم غَلَسًا إذا خرج من المسجد ثلاثة أحاديث سوى ما أسمع مع الناس معه بالنهار ، وفي رواية : كنت آتي مالكاً غَلَسًا ، فأسأله عن مسألتينِ ، ثلاثةٍ ، أربعةٍ، وكنتُ أجدُ منه في ذلك الوقت انشراح صدر ، فكنت آتي كل سَحَرٍ ، فتوسدتُّ مرَّةً عتبته ، فغلبتني عيني فنمتُ ، وخرج مالكٌ إلى المسجد ولم أشعر به ، فركضتني جاريةٌ سوداءُ له برجلها ، وقالت لي : إن مولاك قد خرج ، ليس يغفل كما تغفل أنت ، اليوم له تسع وأربعون سنة ، قَلَّمَا صَلَّى الصبح إلا بوضوء العتمة - ظنَّت السوداء أنه مولاه من كثرة اختلافه إليه - قال ابن القاسم : وأنختُ بباب مالك سبع عشرة سنة ، ما بعت فيها ولا اشتريت شيئاً ، قال : فبينما أنا عنده إذْ أقبل حاجُّ مِصْرَ ، فإذا شابٌّ متلثِّمٌ دخل علينا ، فسلم على مالك ، فقال : أفيكم ابن القاسم ؟ فأُشِيْرَ إليَّ ، فأقبل يُقَبِّلُ عَيْنَيَّ ، ووجدتُّ منه ريحاً طيبة ، فإذا هي رائحة الولد ، وإذا هو ابني ، وكان ابن القاسم ترك أُمَّه حاملاً به ، وكانت ابنةَ عمِّه ، وقد خَيَّرَها عند سفره لطول إقامته ، فاختارت البقاء .
جزاك الله خيرا