20-12-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
رغم عدم وجود إحصائيات مؤكدة وموثوقة عن نسبة انتشار الإلحاد في الدول العربية والإسلامية، إلا أن جرأة بعض الفضائيات العربية في الآونة الأخيرة على استضافة بعض منهم، ناهيك عن جرأة البعض الآخر على التصريح بآرائهم الإلحادية في الصحف والمجالات والمواقع الإلكترونية، يشير إلى وجود هذه الفئة التي يبدو أنها لم تتحول إلى ظاهرة بعد.


رغم عدم وجود إحصائيات مؤكدة وموثوقة عن نسبة انتشار الإلحاد في الدول العربية والإسلامية، إلا أن جرأة بعض الفضائيات العربية في الآونة الأخيرة على استضافة بعض منهم، ناهيك عن جرأة البعض الآخر على التصريح بآرائهم الإلحادية في الصحف والمجالات والمواقع الإلكترونية، يشير إلى وجود هذه الفئة التي يبدو أنها لم تتحول إلى ظاهرة بعد.
وإذا كانت نسبة الإلحاد قد زادت في باكستان من 1% إلى 2% ما بين 2005 و2012، في حين انخفض الإلحاد في ماليزيا من 4% عام 2005 إلى الصفر عام 2012 حسب دراسة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" حول نسبة الإلحاد في العالم صدرت مؤخرا عن معهد غالوب الدولي الذي يتخذ من زوريخ مقرًّا له، فإن الصحيفة زعمت أن نسبة الإلحاد في المملكة تجاوز 5% مقابل 75% من المتدينين و19% من السعوديين يرون أنفسهم غير متدينين.
ورغم تأكيد بعض الباحثين بأن هذه النسبة لا يمكن اعتبارها إلحادا بمعناه الحقيقي، بقدر ما هي تأثر بقراءة الروايات العالمية، وتبني الأفكار الفلسفية والسياسية … إلخ، والذي قد يصنف أو يعتبر إلحادا، بالرغم من أن أولئك قد يكونوا مؤمنين بوجود الله، بل ويحافظون على أداء الصلاة أيضا، ناهيك عن كون أغلب هذه النسبة مأخوذة من أولئك الذي يعبرون عن آرائهم الإلحادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا يمكن التحقق من هويتهم ولا التحقق من أن أسماءهم المستعارة تعود بالفعل لسعوديين.
على الرغم من كل ذلك تهتم المملكة بمكافحة الإلحاد على كافة المستويات الحكومية والعلمية الدعوية، فعلى المستوى الحكومي أصدرت السلطات السعودية مرسوما ملكيا في بداية هذا العام، اعتبرت فيه من خلال أول مادة منه: أن التشكيك في مبادئ الديانة الإسلامية والإلحاد يعدّ (إرهابًا)، وبالتالي يجب اجتثاثه (أمنيًا) لقطع الطريق أمام انتشارها في المجتمع المحافظ ويخرج عن السيطرة.
وعلى المستوى العلمي نشرت صحيفة عكاظ السعودية في خبر لها يوم الثلاثاء الماضي، أن المملكة تعتزم عبر الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تأسيس مركز "لمكافحة الإلحاد"، أطلقت عليه اسم "يقين" تحت إشراف "الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان".
وذكرت الصحيفة أنّ المركز جاء باقتراح ودعم من الأمير الدكتور سعود بن سلمان آل سعود، بحسب تصريح رئيس الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب بالجامعة الإسلامية الدكتور سعود الخلف، مبينًا أن المركز سوف يحلل الخطاب الإلحادي المعاصر الموجه إلى الشباب، والتواصل مع المتأثرين بالنزعة الإلحادية ومحاورتهم لإقناعهم بالرجوع إلى جادة الحق، التعاون مع الجهات ذات العلاقة للحدّ من تأثير هذه الأفكار، عبر الكتب والرسائل والمطويات التي تواجه التيار الإلحادي وتعالج مسبباته وتناقش شبهاته وتحصن الشباب من الوقوع فيه، ونشرها في الوسائل المختلفة.
ومن أهداف المركز أيضا التواصل المباشر مع المتأثرين بالتيار الإلحادي عن طريق الشبكة وغيرها؛ للسعي في إصلاحهم، وإنتاج الأفلام والمقاطع المرئية والصوتية التي تعالج هذا الفكر، وإنشاء المواقع الشبكية المتخصصة في نقض الأطروحات الإلحادية، وإعداد الدورات التأهيلية وورش العمل لتأهيل الدعاة للتصدي لهذا التيار، والتواصل والتنسيق بين المختصين في دراسة هذا الفكر ومعالجته.
والحقيقة أن هذا المشروع إن تم تنفيذه وتفعليه بالأسلوب والطريقة المشار إليه في الصحيفة، سيكون خطوة مهمة وكبيرة بالاتجاه الصحيح نحو معالجة الإلحاد في ليس في المملكة فحسب، بل وفي المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام.
إن الحقيقة التي لا بد أن يعترف بها المسلمون، أن الانفتاح على جميع التيارات الفكرية الذي وفرته ثورة الاتصالات الحديثة للشباب المسلم، قد فتحت عليهم أبواب الأفكار الشيطانية الإلحادية بلباس العلمانية والليبرالية وغيرها، ولا بد أن يقابل ذلك الانفتاح توعية كاملة بشبهات الملحدين، وتوجيه وإرشاد لكيفية مواجهتها والرد عليها، بأسلوب علمي عصري حديث.