تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    « فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي مع فوائد أخرى »
    الحمد لله ، وبعد :
    فمن الاحتفالات التي اعتاد الناس إقامتها في هذا الشهر الاحتفال بالمولد النبوي ، وهو لا شك من البدع ؛ لإنَّه اجتماع على أعمال يُقصد بها التقرب إلى الله ، والله لا يُتقرب إليه إلا بما شرع ، ولا يُعبد إلا بما شرع ، فكلُّ محدثة في الدين بدعة ، والبدع منهي عنها .
    قال الله ـ تعالى ـ : (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) ، وقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ، أخرجاه عن عائشة ، وفي لفظ لمسلم : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) ، رواه مسلم .
    وفي حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( عليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهدييِّن من بعدي تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة )) .
    إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على النهي عن الابتداع في دين الله ، وعن تشريع الناس لأنفسهم عبادات وأعمالا يتقربون بها إلى الله ، وهي لم يشرعها الله ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [1] .
    وقد تتابع أهل العلم منذ ظهور هذه البدعة الشنيعة على إنكارها ، وإنكار ما يلتزمه الناس فيها دون سائر الأيام ، ومن هؤلاء الأعلام ؛ الإمام العلاّمة أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي المالكي ـ رحمه الله ـ ( ت 790هـ ) ؛ صاحب « الموافقات » و « الاعتصام » ؛ التي لم يُؤلَّف في بابها مثلها ، فكيف بأحسن منها ؟فقد ورد له كلام نفيس ضمن جوابه على جملة مسائل في كثير من البدع التي اعتادها الناس [2] ، وكانت المسألة الأولى عن حكم الوصية من الميراث لإقامة المولد النبوي ، ="فقال ـ رحمه الله ـ : (... فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة ، فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصيَّة به غير نافذة ، بل يجب على القاضي فسخُه وردُّ الثلث إلى الورثة يقتسمونه فيما بينهم ، وأبعد الله الفقراء [3] الذين يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصيّة ...) انتهى المراد من كلامه . و سُئل [4] : هل كل بدعة حُسِّنت أو قُبِّحت ضلالة لعموم الحديث ، أم تنقسم إلى أقسام الشريعة كما قال بعض الناس [5] ؟ والسلام .
    فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله : ( .. قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كلُّ بدعة ضلالة )) محمول عند العلماء على عمومه ، لا يُستثنى منه شيء ألبتة ، وليس فيها ما هو حَسَنٌ أصلا ، إذ لا حَسَن إلاّ ما حّسَّنه الشرع ، ولا قبيح إلا ما قبَّحه الشرع ، فالعقل لا يُحسِّن ولا يُقبِّح ، وإنمَّا يقول بتحسين العقل وتقبيحه أهل الضلال [6] .
    وما ذكره بعض الناس في تقسيم البدع لا يصح ظاهره ، بل له غَور لا أقدر الآن على تقريره ، فمن حمله على ظاهره زلَّ ، وبالله التوفيق .
    وأمَّا قولكم أولا : هل نحن مأجورون على فعلها أو داخلون تحت وعيد ما ذكرتم ؟ ؛ فإنَّ يحيى بن يحيى [7] قال : ( ليس في خلاف السنَّة رجاءُ ثوابٍ ) .
    والسلام على من يقف على هذا من كاتبه الشاطبي ورحمة الله وبركاته ) اهـ.
    و قال ـ أيضاً ـ في « الاعتصام » ( 1/ 46 ـ ط مشهور ) : ( ومنها [ أي البدع ] : التزام الكيفيات والهيئات المعينة ؛ كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عيداً ، وما أشبه ذلك ) للشيخ أبي عبد الله الحفَّار الغرناطي ـ رحمه الله ـ ( ت811هـ ) فتوى في نفس الموضوع [8] ذهب فيها إلى ما ذهب إليه الشاطبي ، وأفاض في الجواب لمَّا سُئل عن رجل حبَّس أصل توت على إقامة المولد ، ثمَّ مات فأراد ولده أن يتملَّك أصل التوت .
    وجاء في فتواه أنَّ السلف الصالح لم يفعلوا في ليلة المولد شيئاً زائداً على ما يفعلون في سائر الليالي ، لأنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنمَّا يُعظَّم بالوجه الذي شُرع في تعظيمه ، وهم قد اختلفوا في تعيين ليلة ولادته ، ولو شُرعت فيها عبادة لعيَّنها الصحابة وحقَّقوا .
    وقال الحفَّار ـ رحمه الله ـ : ( الخير كلُّه في اتِّباع السلف الصالح الذين اختارهم الله ، فما فعلوه فعلناه ، وما تركوه تركناه ، فإذا تقرَّر هذا ظهر أنَّ الاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوبٍ شرعاً بل يُؤمر بتركه ، وقوع التَّحبيس عليه مما يَحمل على بقائه ، واستمرار ما ليس له أصلٌ في الدين ، فمحوه وإزالته مطلوبة شرعا .
    ثم ها هنا أمر زائد في السؤال : أنَّ تلك الليلة تقام على طريقة الفقراء ، وطريقة الفقراء في هذه الأوقات شنعة من شنع الدين ، لأنَّ عُمدتهم في الاجتماع إنَّما هو الغناء والشطح ، ويقرِّرون لعوامِّ المسلمين أنَّ ذلك من أعظم القُربات ، وأنَّها طريقة أولياء الله ، وهم قوم جهلة لا يُحسن أحدهم أحكام ما يجب عليه في يومه وليلته ، بل هم ممَّن استخلفهم الشيطان على إضلال عوامِّ المسلمين ؛ إذ يُزيِّنون لهم الباطل ، ويضيفون إلى دين الله ما ليس منه ، لأنّ الغناء والشطح من باب اللَّهو و اللَّعب ، وهم يُضيفونه إلى أولياء الله ، وهم يكذبون في ذلك عليهم ليتوصَّلوا بذلك إلى أكل أموال الناس بالباطل ، فصار التَّحبيس عليهم ليُقيموا بذلك طريقتهم تحبيساً على ما لا يجوز تعاطيه ؛ فيبطل ما حُبس في هذا الباب على هذه الطريقة . ويُستحب لابن هذا المحبِّس أن يصرف هذا الأصل من التوت على باب آخر من أبواب الخير الشرعيَّة ، وإن لم يقدر على ذلك فينقله لنفسه )اهـ
    وقبل أن أضع القلم أنقل لك ـ أيُّها القارئ الكريم "]كلمات نيِّرات لعلاّمة الجزائر في زمانه الشيخ السلفي عبد الحميد بن باديس الصنهاجي المالكي ـ رحمه الله ـ ( ت1359هـ )[/ في الحثِّ على الاتِّباع و التَّحذير من الابتداع ، وحُقَّ لها أن تُكتب بماء الذهب و العيون لنفاستها .
    [قال ـ رحمه الله ـ أثناء ردِّه على شيخه العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور في مسألة القراءة على الأموات ( 3/ 273 ـ آثاره ) : ( ... ولا يكون الإقدام على إحداث شيء للتقرُّب به مع ترك النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ له مع وجود سببه ، إلاَّ افتياتاً عليه ، وتشريعاً من بعده ، وادعاءً ضِمنياًّ للتفوُّق عليه في معرفة ما يُتقرَّب به ، والحرص عليه ، والهداية إليه ، فلن يكون فعل ما تركه ـ والحالة ما ذُكر ـ من المباحات أبداً ، بل لا يكون إلاَّ من البدع المنكرات ..) .
    وقال في نفس السياق (3/298) : ( إنَّ هذا الأصل وهو ما تركه النبيُّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مع قيام مُقتضيه فالدِّين تركُه ، والزيادة عليه بدعة مذمومة مخالفة لمقصد الشارع ، هو حجة المصلحين في ردِّ البدع على الغالين والمتزيِّدين.. و قال ـ رحمه الله ـ في رسالته الموسومة بـ « جواب سؤال عن سوء مقال » (3/222 ـ آثاره) : ( اعلموا ـ جعلكم الله من وُعاة العلم ، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم ، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع ، وجنَّبكم ذلّة الابتداع ـ أنَّ الواجب على كلّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ ؛ أن يَعتقد عَقْداً يتشرَّبه قبله ، وتسكن له نفسه ، وينشرِح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ؛ أنَّ دين الله ـ تعالى ـ من عقائد الإيمان ، وقواعد الإسلام ، وطرائق الإحسان ، إنَّما هو في القرآن والسنَّة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول ، ولم يحظ لديها بالقَبول ـ قولاً كان أو عملاً أو عقداً أو احتمالاً ـ ؛ فإنَّه باطلٌ من أصله ، مردودٌ على صاحبه ـ كائناً من كان ، في كلِّ زمان مكان .
    فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله ـ تعالى ـ ، فقد تظافرت عليها الأدلَّة من الكتاب والسنة وأقوال أساطين الملَّة ، من علماء الأمصار أئمَّة الأقطار وشيوخ الزهد الأخيار ، و هي لَعَمر الحقِّ لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان ، ولا يردُّها إلاّ أهل الزَّيْغ والبُهتان ، والله أسأل التوفيق لي لكم ولجميع المسلمين ، والخاتمةَ الحسنة والمنزلةَ الكريمة في يوم الدين ، آمين والحمد لله ربِّ العالمين ) اهـ
    وبهذه النَّصيحة النَّافعة والوصيَّة الجامعة أختم المقال ، وصلّى الله على رسولنا الكريم وعلى جميع الصَّحب الآل .
    فريد المرادي ( 9 / ربيع الأول / 1426هـ ) .
    ( ثم راجعتُ المقال و صححته : ليلة 12 / ربيع الأول / 1429هـ ) .
    =========
    [الهوامش :[/
    [1] « المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة » لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ( ص17ـ18) .
    [2] « فتاوى الإمام الشاطبي » ( ص 203ـ204 / جمعها و حقَّقها و قدَّم لها : محمد أبو الأجفان ) ، وبنحوها في « المعيار المعرب » (7/102) و(9/252) .
    [3] المراد بهم الصوفية ؛ فتنبه.
    [4] كما في « فتاويه » (ص180ـ181) .
    [5] وعلى رأسهم العلاّمة العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ في كتابه « قواعد الأحكام » ( 2 / 172-173 ) .
    [6] لا يخفى عليك أن الشاطبي ـ غفر الله له ـ أشعري العقيدة في الجملة ؛ راجع ـ فضلا ـ كتاب « الإمام الشاطبي : عقيدته وموقفه من البدع وأهلها » لعبد الرحمن آدم علي ـ رحمه الله ـ
    [7] هو الليثي ( ت203هـ ) راوي موطأ الإمام مالك ، ومفتي الأندلس في زمانه .
    [8] أفادها المحقِّق في الحاشية ، وبنحوها في « المعيار المعرب » ( 7 / 99 ـ101
    )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    شكرا لك ... بارك الله فيك . لكن الخط غير واضح ..
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    وفيكم بارك الله أخي الكريم : أبا محمد الغامدي ...

    وبالنسبة للخط ؛ فأرجو من أحد المشرفين تغييره للأحسن ، مع كل االاعتذار و المسامحة ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    التعديل الأخير تم بواسطة : ابو محمد الغامدي بناء على طلبك
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    408

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    جزاك الله خير..
    لكن كلمات الشيخ ابن باديس- رحمه الله تعالى - التأصيلية خالفها عمليا في مسألة الإحتفال بالمولد ، ولا بأس من نقل فصل من كتاب: (الرد الوافي..) للأخت أم أيوب- وفقها الله -لتوضيح المقصود:

    إصرار ابن باديس رحمه اللّه على بدعة المولد النّبوي

    و من الأخطاء الّتي لفتت انتباهي عند الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه، إصراره على إحياء بدعة المولد النّبوي، وهذا ينافي تماما سلفيّة علمائنا الكبار قديما وحديثا، والّذين عملوا بلا هوادة على إطفاء هذه البدعة والقضاء عليها، ولقد استغربت تماما هذا الموقف من "ابن باديس" والّذي خالف فيه بدون أدنى شكّ منهج السّلف الصّالح، ولقد وجدته مصرّا على حضور هذه الاحتفالات بنفسه، والزّيادة على ذلك بإلقاء كلمة عن هذه المناسبة (العظيمة) في زعمه، والّتي هي بدعة ضلالة في حقيقة أمرها.. تابعوا معي أيّها القرّاء الكرام مدى تمسك "ابن باديس" ببدعة المولد حيث ألقى خطابا ارتجاليّا في نادي التّرقي قال فيه ما يأتي :

    » بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور(1) كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين«(2)، ثمّ واصل كلامه قائلا :
    » ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟ المحبّة في صاحبها..إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما«(3)، ثمّ ازداد تمسّكا بهذه البدعة والاستدلال لها فقال : » فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين"، وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.. ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟ استثمار هذه المحبّة...«(1)

    لا يا أيّها الشّيخ، كلامك هذا فيه مؤاخذات كثيرة منها :

    1 ـ التّرويج للبدعة وتشجيع النّاس على التّمسك بها..
    2 ـ غياب روح التّصوّر السّلفي عند الشّيخ "ابن باديس" في هذه النّقطة، لأنّ الخير كلّ الخير في اتّباع من سلف والشّر كلّ الشّر في ابتداع من خلف، فكيف يخفى هذا عن رجل جعله طلاّب العلم من السّلفيّين عندنا مؤخّرا سلفيا محضا ؟!..
    3 ـ القطع بأنّ الدّوافع لإحياء ذكرى المولد حبّ صاحبها وهو نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم، والمحبّة الحقيقية لا تكون إلاّ بالابتعاد عن البدع الّتي كان عليه الصّلاة والسّلام ينهي عنها، ويعلو صوته عند ذكرها كأنّه منذر جيش يقول : صبّحكم اللّه ومسّاكم، فكيف تجتمع المحبّة مع عدم الانقياد والتّسليم لأوامر اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، وفي التّحذير من البدع وشرّها ؟..
    إنّ هذا الكلام قرّة عين المبتدعة في هذا الموضوع.. أين هذا من تحذيرات علمائنا السّلفيّين من شرّ هذه البدعة "الفاطميّة" الأصل، والّتي تسمّى أصحابها بابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (فاطمة) رضي اللّه عنها زورا وكذبا وتمويها وخداعا للنّاس، وهم أبعد النّاس عن سنّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لأنّهم غلاة الرّوافض؟ أين كلام الشّيخ "ابن باديس" من كلام علمائنا في ذمّ بدعة المولد ؟ لقد قضى شيوخنا الكبار دهرا طويلا في محاربة هذه الضّلالة حتّى آخر أعمارهم، فها هو الشّيخ العلاّمة "ابن باز" رحمه اللّه يحذّر من بدعة المولد في عشرات الرّسائل، إيمانا منه بأنّ التّحذير من هذه البدعة فيه تعظيم لسنّة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم حقّ التّعظيم وفيه حبّ له ومتابعة لهديه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولقد ظلّ إلى آخر رمق من حياته يدعو إلى محاربة هذه البدعة، لما يعرفه من شدّة حبّ النّاس لها وتمسّكهم بها حيث قال رحمه اللّه في إحدى رسائله عن حكم الاحتفال بالمولد ما نصّه : » لا يجوز الاحتفال بمولد الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ولا غيره لأنّ ذلك من البدع المحدثة في الدّين، لأنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لم يفعله ولا خلفاؤه الرّاشدون، ولا غيرهم من الصّحابة رضوان اللّه على الجميع.. ولا التّابعون لهم بإحسان في القرون المفضّلة، وهم أعلم النّاس بالسنّة وأكمل حبّا لرسول صلّى اللّه عليه وسلّم(1)، ومتابعة لشرعه ممّن بعدهم وقد ثبت عن النّبيّ صّلى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: » من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ« أي مردود عليه، وقال في حديث آخر: »عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنّواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة«. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها، وقد قال اللّه سبحانه في كتابه المبين وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتّهوا، وقال عزّوجلّ :  فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، وقال سبحانه: لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر وذكر اللّه كثيرا، وقال تعالى : والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم، وقال تعالى :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن اللّه سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرّسول صلى اللّه عليه وسلّم لم يبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع اللّه ما لم يأذن به زاعمين أن ذلك ممّا يقربهم إلى اللّه وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على اللّه سبحانه وعلى رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتمّ عليهم النّعمة«.(2)
    ففي هذا الكلام الماتع ردّ قاطع على بدعية المولد النّبوي وعلى الخطأ الجسيم الّذي ارتكبه الشّيخ "ابن باديس" رحمه اللّه لمّا شارك في الاحتفال بالمولد مشاركة فعّالة فضلا عن الدّعوة إلى تجديد تلك الذّكرى في كلّ سنة، وهذا مستغرب غاية الاستغراب حيث أنّه لو صدر من شخص عاديّ لكان الخطب أهون ولكن أن يصدر من شخص أعطيت له راية العلم في بلادنا فهذا شيء عجاب، وليس فيه من دليل سوى غياب روح السّلفية الحقيقيّة في الكثير من الجوانب عند الإمام "ابن باديس" رحمه اللّه.. ويُمكن إجمال مؤاخذات أخرى في هذا الموضوع منها :

    1) أنّ دعوتنا السّلفية علّمتنا بأن لا نحابي أحدا في ديـن اللّه، ولاشكّ أنّ السّكوت عن هذا الخطأ الجسيم، والّذي هو في حدّ ذاته بدعة ضلالة مجاملة لشخصية "ابن باديس" رحمه اللّه..
    2) أنّنا لو تساهلْنا مع "ابن باديس" رحمه اللّه في مثل هذه البدعة الشّنيعة، نكون قد وقعنا في ظلم شخصيات أخرى آخذناها مؤاخذة شديدة على دعوتها للاحتفال بالمولد، وبلا شكّ سيكون معيارنا آنذاك مختلاّ، إذ سيقال حينها : أتكون بدعة المولد شنيعة لمّا يرتكبها بعض الناس وتكون طيّبة لما يرتكبها "ابن باديس" ؟ والجواب الصّحيح أن يُنكر على هذا وذاك بدون تفريق لأنّهما يشتركان في العمل نفسه وهو إحياء بدعة المولد النّبوي.
    3) أنّ البدعة تظلّ بدعة مهما رآها النّاس حسنة.
    4) أنّ الإنكار يشتدّ أكثر على الشّخصيات القيـاديّة والشّخصيات المعروفة في دنيـا العـلم والدّعوة، لأنّ تأثيرهم على الجماهير كبير وسريع المفعول كما يقال.
    5) أنّ العامّة ستظلّ راكنة إلى هذه البدعة دون أن تنفر منها على أساس أنّ فلانا وهو من هو في دنيا النّاس يفعلها ويشارك عمليّا في احتفالاتها.
    6) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه حصل له شرف الرّحيل إلى الحجاز بلد التّوحيد وعلماء التّوحيد، وبلا شكّ وجد كتبا في هذا المجال ووجد كتبا في قمع البدع، وخاصّة بدعة المولد..فما هو عذره يا ترى في إحياء مثل هذه المنكرات والدّعوة إلى تجديد الذّكرى في كلّ سنة بحجّة حبّ المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم ؟!.
    7) أنّ هذا الكلام تكـرّر في كتب "ابن باديس" وتكرّر احتفاله بالمولد النّبوي وفي هذا دليل على إصْرار عجيب منه على هذه البدعة لأنّ ما تكرّر تقرّر كما يقال.
    8) أنّ المسألة لو كانت مسألة اجتهاديّة لقلـنا بأنّ الرّجل أهل لذلك، ولكنّ الأمر ليس كذلك إذ أنّ مدار الموضوع حول بدعة ضلالة ولا اجتهاد مع بدعة.
    9) أنّه لو قال قائل بأنّ "ابن باديس" يُدخل ذلك ضمن البدع الحسنة لكان الرّد الفوري بأنّ علماء السّلفية الكبار قديما وحديثا لا يقرّون بأنّ هناك (بدعة حسنة) بل غايتهم واحدة في أنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار.

    وحول هذه النّقطة قال الشّيخ العلاّمة "عبـد العزيز بن باز" رحمه اللّه ما يلي : » والآيـات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرّح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتّحذير منها عملا بالأدلّة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخّرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلمّ، وكاختلاط النّساء والرّجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك ممّا ينكره الشّرع المطهّر، وظنّوا أنّها من البدع الحسنة، والقاعدة الشّرعية ردّ ما تنازع فيه النّاس إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله محمّد صلىّ اللّه عليه وسلمّ، كما قال اللّه عزّوجلّ : يا أيّها الّذين آمـنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا، وقال تعالى : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى اللّه، وقد رددنا هذه المسألة.. وهي الاحتفال بالمولد، إلى كتاب اللّه سبحانه فوجدناه يأمرنا باتّباع الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فيما جاء به ويحذّرنا عمّا نهى عنه ويخبرنا بأنّ اللّه سبحانه قد أكمل لهذه الأمّة دينها، وليس هذا الاحتفال ممّا جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فلم نجد فيها أنّه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضيّ اللّه عنهم فعلمنا بذلك أنّه ليس من الدّين بل هو من البدع المحدثة، ومن التّشبه بأهل الكتاب من اليهود والنّصارى في أعيادهم، وبذلك يتّضح لكلّ من له أدنى بصيرة ورغبة في الحقّ، وإنصاف في طلبه أنّ الاحتفال بالمولد ليس من دين الإسلام بل هو من البدع المحدثات، الّتي أمر اللّه سبحانه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلمّ بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتّر بكثرة من يفعله من النّاس في سائر الأقطار فإنّ الحقّ لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنّما يُعرف بالأدلّة الشّرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنّصارى : وقالوا لن يدْخل الجنّة إلاّ من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وقال تعالى : وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه الآية، ثمّ إنّ غالب هذه الاحتفالات بالمولد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى...«.(1)
    10) أنّ الشيّخ "ابن بـاديس" عُرف بحربه العظيمة على الطّرقية الضّـلال، ولكـن فـي إحيائه لأمـر الـمـولـد النـّبوي وتشجيـعـه عـلى ذلك قـمّة الإرضاء لهـؤلاء المـنحرفيـن الّذيـن اشتهروا بالتّرويج لهذه البدعة المنكرة.
    11) أنّ "ابـن بـاديـس" رحمه اللّه يؤكّـد فـي الكثـيـر من قـواعـده أنّه لا فَـهْم للقـرآن الكـريـم والسنّة النّبوية إلاّ علـى ضـوء فهم السّلف الصّالح فلماذا لم يُعمل هذه القاعدة العظيمة في مسألة المولد هذه ؟

    وأخيرا أقول : إنّ بدعة المولد النّبوي بدعة ضلالة، ولا تساهل فيها أبدا وهي ليست بالأمر الهيّن الّذي يمكننا غضّ النّظر عنه كسلفييّن، وتبقى هذه النّقطة نقطة سوداء تعكّر على الشيّخ "ابن باديس" سلامة منهجه، فلا مجال لأن يقول قائل : هذا أمر هيّن لا يحتاج إلى وقفة لأنّ البدعة بدعة مهما رآها النّاس حسنة.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ

    (1) هكذا وردت في الكتاب ولعلّ الصّواب : المعمورة..
    (2) (مجالس التذكير من حديث البشير النذير)، [ص 287].
    (3) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [ص289].
    (1) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [من 289 إلى 295].
    (1) إذن حجّة الاحتفال بهذه البدعة بادّعاء حبّه صلّى اللّه عليه وسلّم حجّة أوْهَن من بيـوت العنكبوت!
    (2) التّحذير من البدع [للشيّخ العلاّمة فقيد الأمّة "ابن باز" رحمة اللّه عليه].

    (1) التّحذير من البدع [للشيّخ العالم العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه].

    هذا الفصل منقول للفائدة من كتاب : (الرد الوافي..) للأخت أم أيوب وفقها الله.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    الأخ الكريم عبد الحق - وفقه الله إلى الحق - : ليتك لم تنقل من تسويد تلك ( الأخت الفاضلة !!! ) ، لأنه على يساوي شيئاً - وأنا أعني ما أقول - ...

    نعم ، لا شك في خطأ الشيخ ابن باديس - رحمه الله - في هذه المسألة ، لكن أن يقرن فيها بالصوفية والقبورية فلا يستقيم ...

    وفقك الله ونفع بك ...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    443

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    جزاكم الله خير الجزاء
    قياس الحياة ليس في طول بقائها و لكن في قوة عطائه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    298

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    بارك الله فيك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    الأخ الكريم عبد الحق آل أحمد - وفقك المولى - :

    1 - من يطلع على كتابات ( الأخت الفاضلة !!! ) يدرك مستواها على الحقيقة ، ولا يحتاج إلى معرفة رأي فلان أو علان ،،،

    2 - بدعة المولد مردودة من أي أحد ؛ ابن باديس أو غيره ، ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة ، والله أعلم ،،،

    3 - ( الباحثة الفاضلة !!! ) ذكرت احتفال ابن باديس - رحمه الله - في سياق حملتها الظالمة لإخراجه من المنهج السلفي ، ولو أنها اكتفت برد الخطأ فقط لما خالفها أحد ، فتنبه ،،،

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    408

    Lightbulb رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد المرادي مشاهدة المشاركة

    الأخ الكريم عبد الحق آل أحمد - وفقك المولى - :

    1 - من يطلع على كتابات ( الأخت الفاضلة !!! ) يدرك مستواها على الحقيقة ، ولا يحتاج إلى معرفة رأي فلان أو علان ،،،
    2 - بدعة المولد مردودة من أي أحد ؛ ابن باديس أو غيره ، ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة ، والله أعلم ،،،
    3 - ( الباحثة الفاضلة !!! ) ذكرت احتفال ابن باديس - رحمه الله - في سياق حملتها الظالمة لإخراجه من المنهج السلفي ، ولو أنها اكتفت برد الخطأ فقط لما خالفها أحد ، فتنبه ،،،

    الأخ الكريم: "فريد المرادي" - حفظكم الله وبراك فيكم وسدد على طريق الحق خطاكم -، أعرني سمعك و اصبر عليَّ قليلا:
    1- قولك : (من يطلع على كتابات ( الأخت الفاضلة !!! ) يدرك مستواها على الحقيقة ، ولا يحتاج إلى معرفة رأي فلان أو علان ،،،) : غير منضبط لأن بعض أهل العلم كالشيخ صالح السحيمي - مثلا - قرظ لها كتابها في الرد على دعوة عمرو خالد ووصفها بالباحثة و أوصاف أخرى ، و قد اطلع هو وغيره على كتاباتها ولم يدركوا حقيقة ما أدركته، فإما أنك علمت أشياء بالدليل قد خفيت عليهم فتبينها مشكور، وإما أنك تتحامل على الباحثة لأسباب شخصية لا نعلمها ، فذلك شيء آخر إلا إذا كان له تعلق بالدين فينبغي بيانه لنحذر..و أظن الأخت متزوجة و لها أكثر من طفلين؟ ، وقد وصفها بعض طلاب العلم في الجزائر العاصمة بالتعالم و ما إلى ذلك ولا أدري ما صحة ذلك و لا حقيقته ، فهل لك علم به؟ .
    2- قولك : (بدعة المولد مردودة من أي أحد ؛ ابن باديس أو غيره ، ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة ، والله أعلم ،،، ) نعم كلامك حق بارك الله فيكم، لكن قولك : (ومن يحتفل بالمولد النبوي ليس بحاجة إلى رأي الشيخ ابن باديس في المسألة ) هذا من وجهة نظرك و إلاَّ فهم يحتاجون لأيّ قول يدعم بدعتهم و يروجها ، وهذا غير خاف على طلاب العلم ممن علموا أحوال المبتدعة و مناهجهم الخسيسة، وعاصروهم وعاشوا معهم خاصة السباب الجامعي في الأحياء الطلابية الجامعية ، والله المستعان، ولا أظنه يخفى على أمثالك، فقولك إذن من باب زلة القلم، والله أعلم.
    3- قولك : ( الباحثة الفاضلة !!! ) ذكرت احتفال ابن باديس - رحمه الله - في سياق حملتها الظالمة لإخراجه من المنهج السلفي ، ولو أنها اكتفت برد الخطأ فقط لما خالفها أحد ، فتنبه ) : لا داعي للتعجب ولي سلف ، ثم أخي الكريم : لم يظهر لي أنها أخرجته من العقيدة السلفية بدليل أنه كلامهما المحكم في رسالتها (الرد الوافي..) و الذي طلبت فيها الحكم عليه من العلماء، وإن كان يفهم من بعض العبارات ما قلته خاصة العنوان ، لكن إحسانا بالظن أقول لعلها تقصد المنهج السلفي المحض أو العقيدة السلفية المحضة، ومع ذلك فقد ردت الأخطاء و ينبغي قبول الحق الذي فيه ، والله أعلم.

    ختاما أخي الكريم : لا يدفعنّك حب الشخص أن ترد ما قيل فيه من حق ، فكلامها في المولد حق و ينبغي قبوله لا رفضه ، وغير ذلك مما جانبت فيه الصواب يرد ولا يقبل، وإذا قبل النبي - صلى الله عليه و سلم - الحق من الكفار ، وأهل السنة من أهل البدع ، فكيف بامرأة - والأصل فيهن الضعف و النقص في الدين العقل - بذلت جهد لا يستهان به في الرد على من خالف عقيدة و منهج أهل السنة ، ولعل ردها على كتاب (سر تأخر العرب و المسلمين ) في حين كان الكثير ممن يتهمونها بالتعالم من طلاب العلم بالجزائر يقرظ لهم الغزالي الكتب، و ردها على الشيعة في بحث لم ييسر الله طبعه ، و دفاعها عن الشيخ الالباني، ورسالتها إلى المرأة الجزائرية ، ..الخ ، دليل على تحريها الحق و غيرتها ، فلا نهون من جهودها وقد فعلت ما لم يفعله الذكور في بلادها..
    والله أعلم.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    « الحمد لله وحده »

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    يوجد فتوى في حكم بدعة المولد للإمام الشوكاني رحمه الله
    وهذه الفتوى مطبوعة ضمن كتاب ( فتح الرباني في فتاوي الإمام الشوكاني ) .
    أنصح الاخوة بقرأتها والإستفادة منها .
    والله أعلم .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي ( مع فوائد أخرى )

    يرفع للفائدة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •