دور منزلة المعنى في تقديم مطلوب خبر ليس

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قوله :"وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ۗ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَوفي هذه الآية الكريمة ما يلي:
1-تقديم مطلوب خبر ليس عليها بحسب الأهمية المعنوية ليتصل بأداة النفي "ليس" ليكون النفي منصبا على يوم مجيء العذاب ، وليتصل مطلوب الخبر"يوم يأتيهم" بقوله "ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه"فقد كان الكفار يستعجلون العذاب ،ولهذا تقدم مطلوب الخبر ليرتبط مع الكلام السابق بسبب قوة العلاقة المعنوية بينهما ، وتقديم مطلوب الخبر مؤذن بتقديم الخبر لأن الأول أصعب .
2-يقوم المتكلم بنصب الظرف "يوم" والطالب له ما زال في الذاكرة وهو خبر ليس ، ويربط بينهما برابط الاحتياج المعنوي ويدلل المتكلم على هذه العلاقة بواسطة علامة أمن اللبس .
3- كان في تقديم مطلوب الخبر اتصال لقوله "مصروفا عنهم" بقوله "وحاق بهم" فهما متقاربان في المعنى ،وتأخير مطلوب الخبر يفصل بينهما.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس .