
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي
و له شاهد آخر يرويه جامع بن مطر الحبطي : حدثنا أبو رؤبة شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إني مررت بوادي كذا و كذا ، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اذهب إليه فاقتله . قال : فذهب إليه
أبو بكر ، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : اذهب فاقتله ، فذهب
عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر قال فكره أن يقتله قال فرجع ، فقال :
يا رسول الله ! إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله ، قال : يا علي ! اذهب
فاقتله ، قال ، فذهب علي فلم يره ، فرجع علي فقال : يا رسول الله ! إنه لم يره
، فقال صلى الله عليه وسلم : إن هذا و أصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ،
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ، حتى يعود السهم
في فوقه ، فاقتلوهم ، هم شر البرية ."
أخرجه أحمد ( 3 / 15 ) .
قلت : و إسناده حسن ، رجاله ثقات معروفون ، غير أبي روبة هذا ، و قد وثقه ابن حبان و روى عنه
يزيد بن عبد الله الشيباني أيضا .
و قال الهيثمي ( 6 / 225 ) : " رواه أحمد ورجاله ثقات " . ثم صرح في الصفحة التالية أنه صح هو و حديث أبي بكرة المتقدم ، " .
قال محققو المسند: (17/ 188 - 190): (إسناده ضعيف، أبو رؤبة شداد بن عمران القيسي مجهول الحال، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 4/226، وفي "الكنى" 9/30، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/329 -ونسباه قشيرياً، وقال البخاري: القشيري من قيس-، والحافظ في "تعجيل المنفعة" ص174، ونسبه ثعلبياً!، وذكر في الرواة عنه اثنين، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/358، ونسبه تغلبياً!. وقد ترجم ابن حبان في "الثقات" 4/357 لآخر اسمه شداد بن عبد الرحمن أبو رؤبة القشيري، وذكر أنه يروي عن أبي سعيد الخدري، وروى عنه أبو حنيفة، فمال الحافظ في "التعجيل" إلى ترجيح أنهما واحد، اختلف في اسم أبيه ونسبه، لكن جزم ابن حبان أنهما اثنان، وبقية رجاله ثقات. بكر بن عيسى: هو أبو بشر البصري الراسبي.
ثم إن في متنه نكارة بينها السندي كما سيأتي.
وأخرجه البخاري في "الكنى" 9/30 من طريق حفص بن عمر، عن جامع بن مطر، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/225، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! وذكره الحافظ في "الفتح" 12/298-299، وجود إسناده!
وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن ... " الخ، سلف نحوه بإسنادٍ صحيح برقم (11008) ، وسيأتي برقم (11648) .
وفي الباب نحو هذه القصة عن أبي بكرة، سيرد 5/42.
وعن أنس عند أبي يعلى (90) .
وعن جابر عند أبي يعلى (2215) .
قال السندي: ولا يخفى ما في ظاهره من البعد، إذ كيف يكره أبو بكر ثم عمر قتل من أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله، وقد جاء أن عمر استأذن في قتل من قال: إن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عدل في القسمة، وكذا خالد بن الوليد، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أذن في قتله، وعلل ذلك بأنه مصل، والذي يظهر أن هذا الرجل المذكور في هذه الأحاديث هو ذاك الرجل الذي جاء فيه أنه استأذن عمر في قتله وخالد، ولا يخفى أن استئذان عمر في قتله أصح وأثبت من هذه الأحاديث، فهذا يقتضي أن في هذه الأحاديث شيئاً، ومن نظر في اختلاف عنوان الواقعة في هذه الأحاديث لا يستبعد ما قلنا، والله تعالى أعلم.
قلنا: قصة خالد سلفت برقم (11008) ، وفيها: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم" وإسنادها صحيح على شرط الشيخين، وقصة عمر ستأتي برقم (11537) ، وإسنادها صحيح على شرط الشيخين كذلك. وقد حاول الحافظ في "الفتح" 12/299 أن يجمع بين الروايتين؛ رواية النهي عن قتله، ورواية الأمر بقتله، بما لا مقنع فيه، والله أعلم).