قال الإمام العقيلي في الضعفاء(314/2-315) ط.دار التأصيل- وما بين الشرطتين زدته توضيحًا-: (سمعتُ عبد الله بن أحمد يقول : سمعت أبي-الإمام أحمد- يقول : كنا نختلف إلى بهز بن أسد أنا ويحيى بن معين ، وعلي-بن المديني- ، وكان الذي ينتقي علي ، وكان بهز يُخْرِجُ إلينا حديثه في غُناديق وكراريس ، فأخرج يومًا غنداقا وكراسة في أولها : عن حماد بن سلمة ، وفي آخرها : عن عبد الله بن جعفر-والد الإمام علي، وهو ضعيف- ، فلما رأى يحيى بن معين الفصل تطاول ولمحته ، فعرفتُ ما يريد ، فنكَّستُ رأسي حياءً من الرجل-أي علي-، فلما انقضى حديث حماد، قال يحيى-مخاطبًا علي- : يا أبا الحسن ، تجاوزها تجاوزها-أي تجاوز أحاديث أبيك-، فوضع الغنداق أو الكراسة من يده ، فأخذ شيئا آخر ينظر فيه ، قال أبي-الإمام أحمد- : ولحقني من ذلك حشمةٌ عظيمةٌ ، فلما قمنا أقبلت على يحيى بن معين فقلتُ : يا أبا زكريا ابنُ الرجل، وما كان يضرنا أن نكتب منها خمسة أحاديث أو ستة ؟ فقال : ما كنت لأكتب من حديثه شيئً بعد أن تبينتُ حاله).
يا لها من كلماتٍ تحزُّ في نفس أبي الحسن رضي الله عنه حين قال له ابن معين: تجاوزها تجاوزها.
لله درك أبا عبد الله، كم أنت طاهر السريرة، نظرتَ إلى قلب علي فعرفتَ ما يكنُّ الولدُ لأبيه، فأخذتك حشمةٌ وقلتَ ما قلتَ؟؟؟
لله درُّك أبا زكريا، لا تعنيكَ الصداقةُ أو المجاملاتُ في كتابة الحديث؟؟؟
اللهم ارضَ عن علي...اللهم ارضَ أحمد...اللهم ارضَ عن ابن معين.