تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: سؤال/ ما صحة هذين الأثرين؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي سؤال/ ما صحة هذين الأثرين؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سؤال/ ما صحة هذين الأثرين:

    الأول: عن ابن الزبير، {من استطاع إليه سبيلا} قال: «قدر القوة».

    أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 433)؛ والطبري في تفسيره (6/ 43)، وابن المنذر في تفسيره (1/ 308).


    الثاني: عن شرحبيل بن شريك أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول في هذه الآية:"ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" السبيل: الصحة.

    أخرجه الطبري في تفسيره (6/ 44)؛ وابن المنذر في تفسيره (1/ 308)؛ وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 714)؛ وابن عبد البر في التمهيد (9/ 129).

    ففي سند الأول خالد بن أبي كريمة، وفي سند الثاني عكرمة مولى ابن عباس.
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    أيضا هل نذكر:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    ابن المنذر في تفسيره (1/ 308)؛ وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 714)؛ وابن عبد البر في التمهيد (9/ 129)
    في التخريج أم أن كتبهم لا تعتبر من كتب التخريج؟
    بارك الله فيكم .
    هي كتب مسندة ، فلذا تذكر في التخريج ، مع مراعاة : هل أوردوا الأثر مسندا أم لا ؟
    وبصفة عامة : إذا لم يذكر أي مصنف الحديث أو الأثر مسندا ، فيقال : ذكره ـ أورده ـ ونحو ذلك .
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    أثر ابن الزبير : لا يصح .
    وأثر عكرمة : صحيح .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    بارك الله فيكم .. وجزاكم كل خير

    طيب سند أثر ابن الزبير هكذا: (عن سفيان، عن خالد أبي كريمة، عن ابن الزبير)
    هل المقصود بسفيان هو: سفيان الثوري؟
    وهل سبب عدم صحته هو وجود (خالد بن أبي كريمة) في سنده؟

    أمر آخر:
    حينما يقولون (ادرسي الحديث دراسة حديثية) هل يقصدون أن أدرس صحة سنده أم لهم مقصد آخر؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    أيضا هل نذكر:



    بارك الله فيكم .
    هي كتب مسندة ، فلذا تذكر في التخريج ، مع مراعاة : هل أوردوا الأثر مسندا أم لا ؟
    وبصفة عامة : إذا لم يذكر أي مصنف الحديث أو الأثر مسندا ، فيقال : ذكره ـ أورده ـ ونحو ذلك .
    نعم تذكر في التخريج، ما دام الحديث أخرجوه مسندًا. فالقاعدة: إذا وجد الحديث مسندًا في إي ديوانٍ من دواوين الإسلام المعتمدة= فهو من كتب التخريج.
    وكذا يقال: ذكره، وأورده، إن لم يك مسندًا. وهذا يقال إذا كان هناك فائدة متعلقة بهذا.

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم .. وجزاكم كل خير

    طيب سند أثر ابن الزبير هكذا: (عن سفيان، عن خالد أبي كريمة، عن ابن الزبير)
    هل المقصود بسفيان هو: سفيان الثوري؟
    وهل سبب عدم صحته هو وجود (خالد بن أبي كريمة) في سنده؟

    أمر آخر:
    حينما يقولون (ادرسي الحديث دراسة حديثية) هل يقصدون أن أدرس صحة سنده أم لهم مقصد آخر؟
    سفيان: هو الثوري، فالأثر رواه عنه: وكيع بن الجراح، وابن مهدي، وابن المبارك، وثلاثتهم مشهورين، بالرواية عن الثوري.

    أما خالد بن أبي كريمة: فهو مختلف فيه، فوثقه البعض وضعفه آخرون، ولخص حاله الحافظ بقوله: "صدوق يخطئ ويرسل". كما أنه لا يعرف بالرواية عن ابن الزبير، فلم يذكره المزي من جملة الرواة عنه، والظاهر أنه لم يدركه أصلًا فهو من السادسة، وعبد الله بن الزبير صحابي. وبه يعتل من يضعف هذا الأثر.
    وكذا أيضًا اختلف عليه، فمرة قال: عن ابن الزبير، ومرة عن رجل عن ابن الزبير. وعلى الثاني يقوى ضعف الأثر، لجهالة الرجل هذا، ولعلَّه الراجح، والله أعلى وأعلم.
    وعلى كلٍ، فالأثر يحتاح مني تخريج ومراجعة، ولعلي أفعل، بإذن الله تعالى.

    أما قولهم: "دراسة الحديث دراسة حديثية"، فهي دراسة للرواية والدراية معًا، أي: استيفاء الدراسة على أسانيده ومتونه.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    فتح الله عليكم .. ونفع بكم .. ويسر أمركم..
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    فتح الله عليكم .. ونفع بكم .. ويسر أمركم..
    بارك الله فيكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    عذرا أخي أبو عاصم بارك الله فيكم قلتم
    كما أنه لا يعرف بالرواية عن ابن الزبير، فلم يذكره المزي من جملة الرواة عنه
    فهل تقصد أن المزي لم يذكره في كتاب (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) أم تقصد كتاب آخر؟

    أيضا
    وأثر عكرمة : صحيح .
    هذا يدل أن اسناده صحيح، فما هو اسناده؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    هذا يدل أن اسناده صحيح، فما هو اسناده؟
    أقصد هل هذا الاسناد (حدثنا حيوة بن شريح وابن لهيعة قالا أخبرنا شرحبيل بن شريك المعافري: أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس)
    متفق عليه في جميع الروايات
    ؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    عذرا أخي أبو عاصم بارك الله فيكم قلتم

    فهل تقصد أن المزي لم يذكره في كتاب (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) أم تقصد كتاب آخر؟

    أيضا

    هذا يدل أن اسناده صحيح، فما هو اسناده؟
    بعد إذن أخينا الحبيب أبي عاصم ـ نفع الله به ـ
    نعم هو يقصد المزي في كتابه تهذيب الكمال الذي ذكرتموه .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    أقصد هل هذا الاسناد (حدثنا حيوة بن شريح وابن لهيعة قالا أخبرنا شرحبيل بن شريك المعافري: أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس)
    متفق عليه في جميع الروايات
    ؟
    بارك الله فيكم .
    هذا الأثر :
    أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان ( تفسيره ) 5 / 616 ، وابن المنذر في تفسيره ( 749 ) ، وابن أبي حاتم في تفسيره 3 / 714(3861) ، وابن عبد البر في التمهيد 9 / 128 ـ 129 كلهم من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء ، عن حيوة وابن لهيعة به .
    وإسناده حسن صالح .
    المقريء هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد ، ثقة .
    وابن لهيعة ـ فيه ضعف ـ إلا أنه قد تابعه حيوة بن شريح ، وهو ثقة .
    وشرحبيل بن شريك صدوق .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    بارك الله فيكم ..ونفع بكم .. وزادكم علما

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وإسناده حسن صالح
    هل هذا الحكم من أحد أئمة لحديث؟ أم منكم أستاذي الكريم؟ (هذا السؤال فقط من أجل التوثيق)
    وهل جُعل الاسناد حسن وليس صحيح لوجود ابن لهيعة؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    أيضا يتهم البعض عكرمة مولى ابن عباس بالتضعيف والبعض يقول ثقة فما الصحيح؟
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم ..ونفع بكم .. وزادكم علما

    هل هذا الحكم من أحد أئمة لحديث؟ أم منكم أستاذي الكريم؟ (هذا السؤال فقط من أجل التوثيق)
    وهل جُعل الاسناد حسن وليس صحيح لوجود ابن لهيعة؟
    وفيكم بارك الله ، ونفع بكم .
    إنما هو من العبد الفقير ، والله المستعان .
    وجعل الاسناد حسنا ، ليس لوجود ابن لهيعة ـ كما قلت ـ لأنه متابع من قبل حيوة بن شريح وهو ثقة كما تقدم ، ولكن جعل حسنا من أجل شرحبيل بن شريك ، فهو صدون صالح ، فقد قال فيه أبو حاتم : صالح الحديث . وقال النسائى : ليس به بأس . وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى مشاهدة المشاركة
    أيضا يتهم البعض عكرمة مولى ابن عباس بالتضعيف والبعض يقول ثقة فما الصحيح؟
    من تكلم في عكرمة فقد تكلم فيه لمذهبه ـ لأنه متهم بأنه خارجي ، ولا يثبت عنه ذلك ، وقيل : كان يكذب ، ولا يثبت أيضا عنه ذلك ، وقد دفعه جمع من أهل العلم ، فهو ثقة ، وقد احتج به وأخرج له البخاري في صحيحه .
    قال ابن عبد البر في التمهيد :عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه لأنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يرميه بالكذب ويحتمل أن يكون لما نسب إليه من رأي الخوارج وكل ذلك باطل عليه إن شاء الله وقد قال الشافعي في بعض كتبه نحن نتقي حديث عكرمة وقد روى الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى والقاسم العمري وإسحاق بن أبي فروة وهم ضعفاء متروكون وهؤلاء كانوا أولى أن يتقى حديثهم ولكنه لم يحتج بهم في حكم وكل أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن إسحاق الطباع قال سألت مالك بن أنس قلت أبلغك أن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس قال لا ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه وقيل لابن أبي أويس لم لم يكتب مالك حديث عكرمة مولى ابن عباس قال لأنه كان يرى رأي الإباضية وأما قول سعيد بن المسيب فيه فقد ذكر العلة الموجبة للعداوة بينهما أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في كتاب الانتفاع بجلود الميتة وقد ذكرت ذلك وأشباهه في كتابي كتاب جامع بيان أخذ العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله في باب قول العلماء بعضهم في بعض فأغنى ذلك عن إعادته ها هنا وتكلم فيه ابن سيرين ولا خلاف أعلمه بين نقاد أهل العلم أنه أعلم بكتاب الله من ابن سيرين وقد يظن الإنسان ظنا يغضب له ولا يملك نفسه ذكر الحلواني عن زيد بن الحباب قال سمعت الثوري يقول خذوا تفسير القرآن عن أربعة عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك فبدأ بعكرمة وقال ابن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار قال دفع إلى جابر بن زيد مسائل اسأل عنها عكرمة قال فجعل جابر يقول هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا البحر فاسألوه وقال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل فقال سل عنها عكرمة قال فكأني تبطأت فانتزعها من يدي وقال هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا أعلم الناس وقال جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قيل لسعيد بن جبير تعلم أحدا أعلم منك قال نعم عكرمة قال فلما قتل سعيد بن جبير قال إبراهيم ما خلف بعده مثله .... وقال أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي عكرمة مولى ابن عباس ثقة وهو بريء مما رماه الناس به من الحرورية ... وقال أبو العرب سمعت قدامة بن محمد يقول : كان خلفاء بني أمية يرسلون إلى المغرب يطلبون جلود الخرفان التي لم تولد بعد العسلية قال فربما ذبحت المائة شاة فلا يوجد في بطنها إلا واحد عسلي كانوا يتخذون منها الفراء فكان عكرمة يستعظم ذلك ويقول : هذا كفر هذا شرك فأخذ ذلك عنه الصفرية والإباضية فكفروا الناس بالذنوب.
    قال أبو عمر ( ابن عبد البر ) :
    لهذا كان سحنون يقول : يزعمون أن عكرمة مولى ابن عباس أضل المغرب.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقال الذهبي في السير 5 / 22 :
    قالَ مُصْعَبُ بنُ عَبْدِ اللهِ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ، وَادَّعَى عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الخَوَارِجِ.هَذِهِ حِكَايَةٌ بِلاَ إِسْنَادٍ.
    قَالَ أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عِيْسَى الخَزَّازُ، عَنْ يَحْيَى البَكَّاءِ:
    سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُوْلُ لِنَافِعٍ: اتَّقِ اللهَ، وَيْحَكَ، لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، كَمَا أَحَلَّ الصَّرْفَ، وَأَسْلَمُ ابْنُهُ صَيْرَفِيّاً.
    البَكَّاءُ: وَاهٍ .
    إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:
    أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ لِغُلاَمٍ لَهُ: يَا بُرْدُ، لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا يَكْذِبُ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
    قَالَ إِسْحَاقُ بنُ الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ مَالِكاً:
    أَبَلَغَكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِنَافِعٍ: لاَ تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ؟
    قَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ قَالَ ذَلِكَ لِبُرْدٍ مَوْلاَهُ.
    قُلْتُ: هَذَا أَشْبَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِعِكْرِمَةَ ذِكْرٌ فِي أَيَّامِ ابْنِ عُمَرَ، وَلاَ كَانَ تَصَدَّى لِلرِّوَايَةِ.



    وقال محقق تهذيب الكمال 20 : 279 ( في الحاشية ) : .. بعض الاقوال تنسب الكذب إلى عكرمة ، وإن كان هذا القول المنسوب إلى ابن عُمَر لا يصح عنه فإنه من رواية أبي خلف الجزار عن يحيى البكاء ، ويحيى البكاء هذا متروك ، فلا يصح أن يجرح أحد بكلام مجروح ، ثم إن أهل الحجاز يطلقون (كذب) في موضع (أخطأ) ، ذكر ذلك ابن حبان في ترجمة برد من كتاب "الثقات" ويؤيد ذلك اطلاق عبادة بن الصامت قوله : كذب أبو محمد لما أخبر أنه يقول : الوتر واجب ، فإن أبا محمد (مسعود بن زيد وهو صحابي لم يقله رواية وإنما قاله اجتهادا والمجتهد لا يقال إنه كذب إنما يقال إنه أخطأ ، وذكر ابن عَبد الْبَرِّ لذلك أمثلة كثيرة (انظر الفتح : 1 / 426). وَقَال ابن منظور في (كذب) من لسان العرب : وفي حديث صلاة الوتر : كذب أبو محمد ، أي : أخطأ ، سماه كذبا ، لانه يشبهه في كونه ضد الصواب ، كما أن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد ، لان الكاذب يعلم إن ما يقوله كذب ، والمخطئ لا يعلم ، وهذا الرجل ليس بمخبر ، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب ، والاجتهاد لا يدخله الكذب ، وإنما يدخله الخطأ ، وأبو محمد صحابي واسمه مسعود بن زيد ، وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ وأنشد بيت الاخطل : كذبتك عينك أم رأيت بواسط وَقَال ذو الرمة : وما في سمعه كذب. وفي حديث عروة ، قيل له : إن ابن عباس يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة ، فقال : كذب ، أي أخطأ. ومنه قول عِمْران لسمرة حين قال : المغمى عليه يصلي مع كل صلاة صلاة حتى يقضيها فقال : كذبت ، ولكنه يصليهن معا. أي : أخطأت.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ويحسن بنا أن ننقل كلام الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري وهو يلخص ما ذكر عنه ، ودفع التهم عنه رحمه الله ، حيث قال :
    عكرمة أبو عبد الله مولى بن عباس احتج به البخاري وأصحاب السنن وتركه مسلم فلم يخرج له سوى حديث واحد في الحج مقرونا بسعيد بن جبير وإنما تركه مسلم لكلام مالك فيه وقد تعقب جماعة من الأئمة ذلك وصنفوا في الذب عن عكرمة منهم أبو جعفر بن جرير الطبري ومحمد بن نصر المروزي وأبو عبد الله بن منده وأبو حاتم بن حبان وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم وقد رأيت أن الخص ما قيل فيه هنا وإن كنت قد استوفيت ذلك في ترجمته من مختصري لتهذيب الكمال فأما أقوال من وهاه فمدارها على ثلاثة أشياء على رميه بالكذب وعلى الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج وعلى القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأمراء فهذه الأوجه الثلاثة يدور عليها جميع ما طعن به فيه فأما البدعة فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه لأنه لم يكن داعية مع أنها لم تثبت عليه وأما قبول الجوائز فلا يقدح أيضا إلا عند أهل التشديد وجمهور أهل العلم على الجواز كما صنف في ذلك بن عبد البر وأما التكذيب فسنبين وجوه رده بعد حكاية أقوالهم وأنه لا يلزم من شيء منه قدح في روايته فالوجه الأول فيه أقوال فأشدها ما روى عن بن عمر أنه قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على بن عباس وكذا ما روى عن سعيد بن المسيب أنه قال ذلك لبرد مولاه فقد روى ذلك عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعيد بن المسيب وقال إسحاق بن عيسى بن الطباع سألت مالكا أبلغك أن بن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على بن عباس قال لا ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه وقال جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة مقيد عنده فقلت ما لهذا قال إنه يكذب على أبي وروى هذا أيضا عن عبد الله بن الحارث أنه دخل على علي وسئل بن سيرين عنه فقال ما يسوءني أن يدخل الجنة ولكنه كذاب وقال عطاء الخرساني قلت لسعيد بن المسيب إن عكرمة يزعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج ميمونة وهو محرم فقال كذب مخبثان وقال فطر بن خليفة قلت لعطاء إن عكرمة يقول سبق الكتاب الخفين فقال كذب سمعت بن عباس يقول أمسح على الخفين وإن خرجت من الخلاء وقال عبد الكريم الجرزي قلت لسعيد بن المسيب إن عكرمة كره كرى الأرض فقال كذب سمعت بن عباس يقول إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء وقال وهب بن خالد كان يحيى بن سعيد الأنصاري يكذبه وقال إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى وغيره كان مالك لا يرى عكرمة ثقة ويأمر أن لا يؤخذ عنه وقال الربيع قال الشافعي وهو يعني مالكا سيء الرأي في عكرمة قال لا أرى لأحد أن يقبل حديث عكرمة وقال عثمان بن مرة قلت للقاسم إن عكرمة قال كذا فقال يا بن أخي إن عكرمة كذاب يحدث غدوة بحديث يخالفه عشية وقال الأعمش عن إبراهيم لقيت عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى فقال يوم القيامة فقلت إن عبد الله يعني بن مسعود كان يقول البطشة الكبرى يوم بدر فبلغني بعد ذلك أنه سئل عن ذلك فقال يوم بدر وقال القاسم بن معن بن عبد الرحمن حدثني أبي حدثني عبد الرحمن قال حدث عكرمة بحديث فقال سمعت بن عباس يقول كذا وكذا قال فقلت يا غلام هات الدواة قال أعجبك فقلت نعم قال تريد أن تكتبه قلت نعم قال إنما قلته برأيي وقال بن سعد قال كان عكرمة بحرا من البحور وتكلم الناس فيه وليس يحتج بحديثه فهذا جميع ما نقل عن الأئمة في تكذيبه على الإبهام وسنذكر إن شاء الله تعالى بيان ذلك ونصرف وجوهه وأنه لا يلزم عكرمة من شيء منه قدح في حديثه فأما الوجه الثاني وهو الطعن فيه برأي الخوارج فقال بن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة كان عكرمة وفد على نجدة الحروري فأقام عنده تسعة أشهر ثم رجع إلى بن عباس فسلم عليه فقال قد جاء الخبيث قال فكان يحدث برأي نجدة قال وكان يعني نجدة أول من أحدث رأي الصفرية وقال الجوزجاني قلت لأحمد بن حنبل أكان عكرمة إباضيا فقال يقال إنه كان صفريا وقال أبو طالب عن أحمد كان يرى رأي الخوارج الصفرية وعنه أخذ ذلك أهل إفريقية وقال علي بن المديني يقال إنه كان يرى رأي نجدة وقال يحيى بن معين كان ينتحل مذهب الصفرية ولأجل هذا تركه مالك وقال مصعب الزبيري كان يرى رأي الخوارج وزعم أن علي بن عبد الله بن عباس كان هو على هذا المذهب قال مصعب وطلبه بعض الولاة بسبب ذلك فتغيب عند داود بن الحصين إلى أن مات وقال خالد بن أبي عمران المصري دخل علينا عكرمة إفريقية وقت الموسم فقال وددت أني اليوم بالموسم بيدي حربة أضرب بها يمينا وشمالا وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الإباضية يعرفون بالصفرية يزعمون أنهم أخذوا ذلك عن عكرمة وقال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر فنزل بها دارا وخرج منها إلى المغرب فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا وروى الحاكم في تاريخ نيسابور عن يزيد النحوي قال كنت قاعدا عند عكرمة فأقبل مقاتل بن حيان وأخوه فقال له مقاتل يا أبا عبد الله ما تقول في نبيذ الجر فقال عكرمة هو حرام قال فما تقول فيمن يشربه قال أقول إن من شربه كفر قال يزيد فقلت والله لا أدعه أبدا قال فوثب مغضبا قال فلقيته بعد ذلك في مفازة فرد فسلمت عليه وقلت له كيف أنت فقال بخير ما لم أرك وقال الدراوردي توفي عكرمة وكثير عزة في يوم واحد فعجب الناس لموتهما واختلاف رأيهما عكرمة يظن به رأي الخوارج يكفر بالذنب وكثير شيعي مؤمن بالرجعة إلى الدنيا وأما الوجه الثالث فقال أبو طالب قلت لأحمد ما كان شأن عكرمة قال كان ابن سيرين لا يرضاه قال كان يرى رأي الخوارج وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم ولم يترك موضعا إلا خرج إليه وقال عبد العزيز بن أبي رواد رأيت عكرمة بنيسابور فقلت له تركت الحرمين وجئت إلى خراسان قال جئت أسعى على عيالي وقال أبو نعيم قدم علىالوالي بأصبهان فأجازه بثلاثة آلاف درهم هذا جميع ما قيل فيه من القدح فإما الوجه الأول فقول بن عمر لم يثبت عنه لأنه من رواية أبي خلف الجزار عن يحيى البكاء أنه سمع بن عمر يقول ذلك ويحيى البكاء متروك الحديث قال بن حبان ومن المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح وقال بن جرير: إن ثبت هذا عن بن عمر فهو محتمل لأوجه كثيرة لا يتعين منه القدح في جميع روايته فقد يمكن أن يكون أنكر عليه مسألة من المسائل كذبه فيها قلت : وهو احتمال صحيح لأنه روى عن ابن عمر أنه أنكر عليه الرواية عن بن عباس في الصرف ثم استدل بن جرير على أن ذلك لا يوجب قدحا فيه بما رواه الثقات عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال إذ قيل له إن نافعا مولى بن عمر حدث عن بن عمر في مسألة الإتيان في المحل المكروه كذب العبد على أبي قال ابن جرير : ولم يروا ذلك من قول سالم في نافع جرحا فينبغي أن لا يروا ذلك من بن عمر في عكرمة جرحا وقال بن حبان أهل الحجاز يطلقون كذب في موضع أخطأ ذكر هذا في ترجمة برد من كتاب الثقات ويؤيد ذلك إطلاق عبادة بن الصامت قوله كذب أبو محمد لما أخبر أنه يقول الوتر واجب فإن أبا محمد لم يقله رواية وإنما قاله اجتهادا والمجتهد لا يقال إنه كذب إنما يقال إنه أخطأ وذكر بن عبد البر لذلك أمثلة كثيرة وأما قول سعيد بن المسيب فقال ابن جرير : ليس ببعيد أن يكون الذي حكى عنه نظير الذي حكى عن بن عمر قلت وهو كما قال فقد تبين ذلك من حكاية عطاء الخرساني عنه في تزويج النبي صلى الله عليه و سلم بميمونة ولقد ظلم عكرمة في ذلك فإن هذا مروي عن بن عباس من طرق كثيرة أنه كان يقول إن النبي صلى الله عليه و سلم تزوجها وهو محرم ونظير ذلك ما تقدم عن عطاء وسعيد بن جبير ويقوي صحة ما حكاه ابن حبان أنهم يطلقون الكذب في موضع الخطأ ما سيأتي عن هؤلاء من الثناء عليه والتعظيم له فإنه دال على أن طعنهم عليه إنما هو في هذه المواضع المخصوصة
    وكذلك قول ابن سيرين الظاهر أنه طعن عليه من حيث الرأي وإلا فقد قال خالد الحذاء كل ما قال محمد بن سيرين ثبت عن ابن عباس فإنما أخذه عن عكرمة وكان لا يسميه لأنه لم يكن يرضاه وأما رواية يزيد بن أبي زياد عن علي بن عبد الله بن عباس في تكذيبه فقد ردها أبو حاتم بن حبان بضعف يزيد وقال إن يزيد لا يحتج بنقله وهو كما قال وأما ما روى عن يحيى بن سعيد في ذلك فالظاهر أنه قلد فيه سعيد بن المسيب وأما قصة القاسم بن محمد فقد بين سببها وليس بقادح لأنه لا مانع أن يكون عند المتبحر في العلم في المسألة القولان والثلاثة فيخبر بما يستحضر منها ويؤيد ذلك ما رواه بن هبيرة قال قدم علينا عكرمة مصر فجعل يحدثنا بالحديث عن الرجل من الصحابة ثم يحدثنا بذلك الحديث عن غيره فأتينا إسماعيل بن عبيد الأنصاري وكان قد سمع من بن عباس فذكرنا ذلك له فقال أنا أخبره لكم فأتاه فسأله عن أشياء كان سمعها من بن عباس فأخبره بها على مثل ما سمع قال ثم أتيناه فسألناه فقال الرجل صدوق ولكنه سمع من العلم فأكثر فكلما سنح له طريق سلكه ... وأما ذم مالك فقد بين سببه وأنه لأجل ما رمي به من القول ببدعة الخوارج وقد جزم بذلك أبو حاتم قال بن أبي حاتم سألت أبي عن عكرمة فقال ثقة قلت يحتج بحديثه قال نعم إذا روى عنه الثقات والذي أنكر عليه مالك إنما هو بسبب رأيه على أنه لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك وإنما كان يوافق في بعض المسائل فنسبوه إليهم وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك فقال في كتاب الثقات له عكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما مكي تابعي ثقة بريء مما يرميه الناس به من الحرورية وقال ابن جرير : لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه وأما قبوله لجوائز الأمراء فليس ذلك بمانع من قبول روايته وهذا الزهري قد كان في ذلك أشهر من عكرمة ومع ذلك فلم يترك أحد الرواية عنه بسبب ذلك
    وإذ فرغنا من الجواب عما طعن عليه به فلنذكر ثناء الناس عليه من أهل عصره وهلم جرا قال محمد بن فضيل عن عثمان بن حكيم كنت جالسا مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف إذ جاء عكرمة فقال يا أبا أمامة أذكرك الله هل سمعت بن عباس يقول ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي فقال أبو أمامة نعم وهذا إسناد صحيح ...
    إلخ كلامه رحمه الله ، فليراجع كله لأهميته .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    1,435

    افتراضي

    بورك فيكم .. وفي علمكم .. وفي جهدكم
    أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم .. تقم لكم على أرضكم ..

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وفيكم بارك الله ونفع بكم .
    http://majles.alukah.net/t150509/#post810867

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •