الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبعد
قال تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم ))
النصر خلق من خلق الله تعالى ، وقال تعالى (( إنا كل شيء خلقناه بقدر ))
وما دام النصر مخلوقا فهو ينزل بقدر وما ننزله إلابقدر معلوم
فلا ينال النصر إلا بالصبر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم " النصر مع الصبر "
فاعلم أن الله تعالى لن يضيع أهله ، فربنا ملك الملوك ،والكون تحت السيطرة ، ولا كرب وهو رب سبحانه وتعالى
وينزل النصر بقدر معلوم ليفرح المؤمنون ، وما كان الله ليبخل على المؤمنين بالنصر بل ينزله بقدر معلوم وهي حكمته فهو الحكيم الخبير بعباده العليم بما يصلحهم
- في بدر 2هـ كان نصرا ولكنه - نصر قليل - بعد الغزوة ماذا حدث ، حدث خلاف على ماذا ؟ على الغنائم ( الأموال ) فأدبهم الله تعالى وقال " قل الأنفال لله وللرسول " وأمرهم بإصلاح ذات بينهم وبعد 40 آية، آية تقسيم الغنائم اعلموا .
لذلك فنصر بدر كان قليلا (( وما ننزله إلا بقدر معلوم ))
- ثم غزوة أحد 3هـ يستشهد فيها العظماء واعمدة الدولة سفير الأمة مصعب رضي الله عنه ، وعم الرسول أسد الله حمزة رضي الله عنه ومعهم 70 شهيدا فكانت مصيبة عارمة عمت بيوت المسلمين آنذاك
- ثم يأتي عام 4هـ المملوء بالحوادث الضخام شهداء الرجيع وهم من علماء الصحابة ، وبئر معونة استشهد فيها 40 من خيرة الحفظة ، وفي هذا العام حدثت عملية اغتيال للنبي صلى الله عليه وسلم في بني النضير ،
- ثم غزوة الأحزاب واجتماع العرب قاطبة وحلفاؤهم من يهود بني قريظة والحصار الأكبر حتى بلغت القلوب الحناجر ، بعد هذا التأديب كله والتمحيص للصف تأتي بشريات النصر يقول النبي نغزوهم ولا يغزوننا
بعد هذه الشدة والصبر استحقوا إنا فتحنا لك فتحا مبينا
أعلمت(( وما ننزله إلا بقدر معلوم))
لأنه إذا جاءك نصر بسيط قليل لن ترضى به وسيكون سخطك ظاهرا ولعله يوديك لفتنة لا تدري مداها .
أنت تستعجل النصر ولكن على قدر الصبر يأتي النصر فلذلك وما نؤخره إلا لأجل معلوم
فالنصر مع الصبر ، وإن مع العسر يسرا ، ورزق ربك خير وأبقى ولا كرب وهو رب،
فاعمل ما عليك لتُعطى ما لك
فعليك بكثرة السجود ، والذكر والاضطرار والإلحاح في الدعاء
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد
رب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وصل اللهم على محمد وآله وسلم
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني