الويل لمن يقف عند المصلِّين
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"*فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ*وفي هذه الأية الكريمة ما يلي:
أولا:الوقوف ممنوع عند كلمة المصلين لأن المعنى لا يكتمل ،ويجب ربط الآية الكريمة بالآية التي بعدها من أجل اكتمال المعنى،وقد وضع علماء اللغة حرف (لا) فوق كلمة المصلين للدلالة على ذلك،ومصطلحات الضبط القرآني تعتمد على منزلة المعنى ،ومثل ذلك قوله تعالى :"ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا*إلا أن يشاء الله" فهناك إشارة (لا)فوق كلمة "غدا" لمنع الوقوف ، وفي هذا إشارة كذلك إلى أن الفاصلة القرآنية لا تمنع اتصال المعاني .
الثاني:هناك فرق بين:
قوله تعالى"الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ*
وقولنـــــا"الذ ن هم في صلاتهم ساهون"*
التركيب الأول يعني من يسهو عن الصلاة ويتركها،أما التركيب الثاني فيعني من يسهو في صلاته ، وقد حمد الصحابة والتابعين - رضوان الله عليهم - الله - سبحانه وتعالى - على أنه لم يقل التركيب الثاني .
الثالث:جاء الله -سبحانه وتعالى - بكلمة ويل نكرة ليدخل فيها كل لون من ألوان العذاب، وهذا أعظم من كلمة "الويل"،لأنها تدل على ويل معروف ، أما التنكير فيفيد التعظيم والتهويل.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس.