تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: محبة أهل التوحيد وموالاتهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي محبة أهل التوحيد وموالاتهم

    محبة أهل التوحيد وموالاتهم


    أهل السنَّة والجماعة يعتقدون:
    محبة أهل التوحيد وموالاتهم، وبُغض أهل الشِّرك ومعاداتهم، وأن الأخوَّة الإيمانية ثابتة مع المعاصي، ونرى الصلاة خَلْف كلِّ بَرٍّ وفاجر، والصلاة على من مات منهم.قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ﴾ [الممتحنة: 1]، وقال تعالى: ﴿ لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، ولا نُكفِّر أحدًا من أهل القِبلة بمُطلَق معصية فعَلها، أو كبيرة اقترَفها.أي إن الأخوةَ الإيمانية ثابتة مع المعاصي؛ كما قال سبحانه: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 178]، وقال: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 9، 10].
    وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق السارقُ حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرَب الخمرَ حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبةً ذاتَ شرَف يرفع الناسُ إليه فيها أبصارَهم حين ينتهبُها وهو مؤمن))؛ متفق عليه. فهو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانِه، فاسق بكبيرته، فلا يُعطَى الاسمَ المطلَق، ولا يُسلَب مطلَق الاسم.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:ولا يجوز تكفيرُ المسلم بذَنْب فعَله، ولا بخطأ أخطأ فيه؛ كالمسائل التي تنازع فيها أهلُ القِبلة؛ فإن الله تعالى قال: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]. وقد ثبَت في الصحيح أن اللهَ تعالى أجاب هذا الدعاء، وغفَر للمؤمنين خطأهم.
    والخوارج المارقون الذين أمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقتالهم، قاتَلهم أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب أحدُ الخلفاء الراشدين، واتَّفَق على قتالِهم أئمَّةُ الدِّين من الصحابةِ والتابعين ومَن بعدهم، ولم يُكفِّرْهم عليُّ بن أبي طالب وسعدُ بن أبي وقاص وغيرُهما من الصحابة، بل جعَلوهم مسلمينَ مع قتالهم، ولم يُقاتِلهم عليٌّ حتى سفَكوا الدَّمَ الحرام، وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتَلهم لدَفْع ظُلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفَّار؛ ولهذا لم يَسْبِ حريمهم، ولم يغنَمْ أموالهم.وإذا كان هؤلاء الذين ثبَت ضلالُهم بالنص والإجماع لم يكفُروا مع أمرِ الله ورسوله بقتالهم، فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحقُّ في مسائلَ غلِط فيها مَن هو أعلمُ منهم؟! فلا يحل لأحدٍ من هذه الطوائف أن تكفِّرَ الأخرى، ولا تستحلَّ دمَها ومالَها، وإن كانت فيها بدعة محقَّقة، فكيف إذا كانت المكفِّرة لها مبتدعةً أيضًا؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلَظَ، والغالب أنهم جميعًا جُهَّال بحقائقِ ما يختلفون فيه.والأصل أن دماءَ المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرَّمة من بعضهم على بعض، لا تحلُّ إلا بإذن الله ورسوله؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خطَبهم في حجة الوداع: ((إن دماءَكم وأموالَكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا))، وقال: ((كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ: دمُه، وماله، وعِرضُه))، وقال: ((مَن صلَّى صلاتنا، واستقبَل قبلتَنا، وأكَل ذبيحتَنا، فهو المسلمُ، له ذمَّة الله ورسوله))، وقال: ((إذا التقى المسلمانِ بسيفيهما، فالقاتلُ والمقتول في النار))، قيل: يا رسول الله، هذا القاتلُ، فما بال المقتول؟ قال: ((إنه أراد قَتْل صاحبه))، وقال: ((لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضُكم رقابَ بعض))، وقال: ((إذا قال المسلمُ لأخيه: يا كافرُ، فقد باء بها أحدُهما)).وهذه الأحاديث كلُّها في الصحاح، وإذا كان المسلمُ متأوِّلاً في القتال أو التكفير، لم يكفُرْ بذلك؛ كما قال عمرُ بن الخطاب لحاطبِ بن أبي بلتعةَ: يا رسول الله، دَعْني أضرب عُنقَ هذا المنافق، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنه قد شهِد بدرًا، وما يُدريك أن اللهَ قد اطلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرتُ لكم!))؛ وهذا في الصحيحينِ.وفيهما أيضًا: من حديث الإفك: (أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة: إنك منافقٌ تجادل عن المنافقين، واختصم الفريقانِ، فأصلح النبيُّ صلى الله عليه وسلم بينهم).فهؤلاء البدريُّون فيهم مَن قال لآخرَ منهم: إنك منافق، ولم يكفِّرِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا هذا ولا هذا، بل شهِد للجميع بالجنَّة.
    وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامةَ بن زيد أنه قتَل رجلاً بعدما قال: لا إله إلا الله، وعظَّم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما أخبره، وقال: ((يا أسامةُ، أقتلتَه بعدما قال: لا إله إلا الله؟!))، وكرَّر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنَّيتُ أني لم أكن أسلمتُ إلا يومئذٍ!ومع هذا، لم يوجب عليه قَوَدًا ولا ديَةً ولا كفارةً؛ لأنه كان متأوِّلاً ظنَّ جوازَ قتلِ ذلك القائل؛ لظنِّه أنه قالها تعوذًا.فهكذا السلف قاتَل بعضهم بعضًا من أهل الجمل وصِفِّين ونحوهم، وكلهم مسلمون مؤمنون؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الحجرات: 9].
    فقد بيَّن الله تعالى أنهم مع اقتتالهم وبغيِ بعضهم على بعض إخوةٌ مؤمنون، وأمَر بالإصلاح بينهم بالعدل؛ ولهذا كان السلفُ مع الاقتتال يوالي بعضُهم بعضًا موالاة الدِّين، لا يعادون كمعاداةِ الكفَّار، فيقبَل بعضهم شَهادةَ بعض، ويأخذ بعضُهم العلمَ عن بعض، ويتوارثون، ويتناكَحون، ويتعامَلون بمعاملة المسلِمين بعضهم مع بعض، مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن، وغير ذلك.وقد ثبَت في الصحيح (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم سأَل ربَّه ألاَّ يُهلِك أمَّتَه بسَنة عامة، فأعطاه ذلك، وسأله ألا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم، فأعطاه ذلك، وسأله ألا يجعَلَ بأسهم بينهم، فلم يُعطَ ذلك).وأخبَر أن اللهَ لا يسلط عليهم عدوًّا من غيرهم يغلِبُهم كلَّهم، حتى يكونَ بعضُهم يقتُلُ بعضًا وبعضهم يَسبي بعضًا.وثبَت في الصحيحين: لَمَّا نزل قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ [الأنعام: 65]، قال: ((أعوذُ بوجهك))، ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ [الأنعام: 65]، قال: ((أعوذُ بوجهك))، ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ [الأنعام: 65]، قال: ((هاتانِ أهونُ)).هذا، مع أنَّ اللهَ أمر بالجماعة والائتلاف، ونهى عن البِدعة والاختلاف، وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 159]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالجماعةِ؛ فإن يدَ الله على الجماعة))، وقال: ((الشيطان مع الواحدِ، وهو من الاثنين أبعدُ))، وقال: ((الشيطان ذئبُ الإنسان كذئب الغَنَم، والذئبُ إنما يأخذ القاصيةَ والنائيةَ من الغنم)).

    رابط الموضوع: محبة أهل التوحيد وموالاتهم


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي

    قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } [المائدة 81].
    قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •