رد: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).
19 - قال ابن الصلاح في طوايا كلامه عند المناولة: (وأما إذا لم يُملِّكه الشيخ الكتاب، ولم يُعِرْهُ إياه، فإنه منحطٌّ عما قبله، حتى إن منهم من يقول: هذا مما لا فائدة فيه، ويبقى مُجرَّد إجازة).
استدرك عليه ابن كثير قائلًا: (قلت: أما إذا كان الكتاب مشهورًا، كالبخاري ومسلم، أو شيء من الكتب المشهورة: فهو كما لو ملكه أو أعاره إياه، والله أعلم).
رد: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).
20 - قال ابن الصلاح في طوايا كلامه عن كيفية رواية اللحن من الشيخ، وهل يصححه، أو يرويه كما سمعه: (قال: والأولى سد باب التغيير والإصلاح، لئلا يجسر على ذلك من لا يحسن، وينبه على ذلك عند السماع).
استدرك ابن كثير على ابن الصلاح وزاد قولًا في المسألة حيث قال: (قلت: ومن الناس من إذا سمع الحديث ملحونًا عن الشيخ ترك روايته، لأنه إن تبعه في ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن في كلامه، وإن رواه عنه على الصواب، فلم يسمعه منه كذلك).
رد: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).
21- قال ابن الصلاح في طوايا ذكره الصحابة المكثرين من الرواية: (قال أحمد بن حنبل: وأكثرهم رواية ستة: أنس، وجابر، وابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة، وعائشة).
استدرك ابن كثير وزاد عليهم بعض الصحابة: (قلت: وعبد الله بن عمرو، وأبو سعيد، وابن مسعود، ولكنه توفي قديمًا، ولهذا يعده لم أحمد بن حنبل في العبادلة، بل قال: العبادلة أربعة: عبد الله بن الزبير، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص).
رد: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).
فإن الحاكم أحيانًا يلفق الإسناد !
"يلفق" مبنية حسب سياق ما بين الشيخين والحاكم لا حسبنا نحن.
والإستدراك ليس في الرواة ولا الإسناد
ولكن في مسائل المذهب أهل السنة ما يوجد في السنن والصحاح غير الصحيحين
وأصله _أقرب منه- عندهما ولم يخرجاه بسبب شرط كل منهما
رد: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عبد الحميد العريفي
فإن الحاكم أحيانًا يلفق الإسناد !
"يلفق" مبنية حسب سياق ما بين الشيخين والحاكم لا حسبنا نحن.
والإستدراك ليس في الرواة ولا الإسناد
ولكن في مسائل المذهب أهل السنة ما يوجد في السنن والصحاح غير الصحيحين
وأصله _أقرب منه- عندهما ولم يخرجاه بسبب شرط كل منهما
!!!!!
رد: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي
جزاكما الله خيرًا وبارك فيكما.
موضوع طيب ومفيد يا شيخ محمد ، ولي بعض تسديدات :
الأولى : كان ينبغي التنبيه على خطأ شهرة كتاب (اختصار علوم الحديث) باسم (الباعث الحثيث) ، لأن الباعث عبارة عن حاشية العلامة الشيخ أحمد شاكر على الكتاب ، وهذا لا يخفى عليك لكن مرورك عليه دون تعقيب قد يحدث لبسًا لدى بعض الإخوة المبتدئين أو لدى عامي يقف على الموضوع عبر الشبكة ، فلزم التنبيه.
أكمل يا شيخ محمد سددك الله وأعانك ، موضوع مفيد ، أحسن الله إليك ، وجزى الله شيخنا الفاضل أبا مالك خيرًا .
وفيكم بارك الله، آمين
من مواضيع ملتقى أهل الحديث:
وفيكم بارك الله، آمين
من مواضيع ملتقى أهل الحديث:
كتاب "الباعث الحثيث"؛ تسميةُ مَن؟
الحمد لله باعث الأمم، والصلاة والسلام على من دعا إلى الله بسير حثيث في السهول والقمم.
وبعد:
فإن كتاب ابن الصلاح في مصطلح الحديث؛ يُعدّ من أجود المؤلفات في علم مصطلح الحديث، وقد تقاطر عليه العلماء قديماً وحديثاً، ما بين شارح ومختصر، وناظم ومَن عليه مقتصر.
وقد اشتهر عند علماء الحديث وطلابه بـ: علوم الحديث، وبـ: مقدمة ابن الصلاح.
وكان ممن اختصره، الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير -رحمه الله-؛ فغدا اختصاراً فذّاً، ومَعلماً فرداً؛ فدرسه الطلاب في المدارس والكتّاب، وكان ضمن سُلّم دراسة المصطلح، فاستفاد منه كل من درسه دراسة صحيحة، وعند أهله الخرِّيتين.
بل إني علمت أن الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- كان يقول: إن كتاب "الباعث الحثيث"؛ يكفي ويغني في باب المصطلح.
وقد درّسه في قلعته الشامخة -أعادها الله على خير- وقد فُرّغت أشرطته، وطبعت، باسم: (السير الحثيث شرح اختصار علوم الحديث).
واشتهر هذا المختصر في المشرق والمغرب، لا سيما في عصرنا هذا؛ فتناوله الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة -رحمه الله- بالتحقيق والتعليق، وطبعه باسم: "الباعث الحثيث".
ثم عُهد إلى المحدّث أحمد بن محمد شاكر -رحمه الله-؛ بشرحه؛ فشرحه بنفسه، وترك العنوان السابق كما هو "الباعث الحثيث"؛ لشهرته.
وكان عمل الشيخ أحمد شاكر؛ متنوع ما بين تبيان بعض الكلمات، أو ترجمة مبهم، أو شرح مسألة، أو تخريج أحاديث الكتاب.
وسبب عناية الشيخ بهذا الكتاب: أنه اختير من قبل شيخ الجامع الأزهر الإمام المراغي للمشاركة في لجنة المناهج في علوم التفسير والحديث للمعاهد الدينية، وكان مما اختارت اللجنة في علم مصطلح الحديث كتاب (اختصار علوم الحديث)، وقررت دراسته كله في كلية أصول الدين، ودراسة بعض أنواعه في كلية الشريعة.
ولما كانت نُسخ الكتاب نادرة الوجود؛ أشار بعض الإخوان على الشيخ أحمد شاكر؛ إعادة طبع الكتاب في مصر، مع تصحيحه وتحليته بشرح لأبحاثه، مع تحقيق بعض المسائل الدقيقة في علم المصطلح، فبادر الشيخ إلى النزول عند إرادتهم؛ فكان هذا الشرح الموسوم بـ (الباعث الحثيث).
(الباعث الحثيث: ١/ ٦٨) مقدمة الطبعة الأولى.
وقد اختلف العلماء، وأشكل على طلبة العلم، وشداة المعرفة
في هذه التسمية "الباعث الحثيث"، لمن تكون؟
هل هي للإمام ابن كثير؟
أو للعلامة محمد عبد الرزاق حمزة؟
أو للعلامة أحمد محمد شاكر؟
أو لغيرهم؟
فقيدّتُ نقولاً مختصرة، واستنبطت استنباطات مبعثرة في طرسٍ لدي عتيق؛ فاطلعت عليه هذه الأيام، فلملمت شعثه، ووصلت آصرته، وزدت عليه زيادات، أرجو أن تكون وجادات، وأحببت مشاركة إخواني طلبة العلم.
وها أنا ذا، أدلي بدلوي القاصر، مستعيناً بربي القادر الغافر الظاهر.
فأقيموا أوْدها، وعدلوا رطيب عودها.
فأقول -وبالله التوفيق-: إن الباحث لو فحص ومحص؛ لوجد ما يلي:
أولاً: أن الحافظ إسماعيل بن عمر ابن كثير -رحمه الله-، سمّى كتابه (اختصار علوم الحديث) وليس له بتسمية "الباعث الحثيث" أيّ صحابة أو قرابة؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن من ترجم الحافظ -وهم كثر-؛ لم يذكروا له كتاباً، باسم "الباعث الحثيث" عند عدِّهم تواليفه، ولم يذكرها هو في إحالاته إلى كتبه، وهذه دلالة قوية في عدم نسبة التسمية إليه.
الثاني: أن الحافظ ابن كثير، في آخر (اختصار علوم الحديث: ٢٤٣) قال: "وهذا آخر ما يسره الله تعالى من "اختصار علوم الحديث"، وله الحمد والمنة".
قلت: لعل من ترجم الحافظ ابن كثير؛ أخذ تسمية كتابه، من هذه النص؛ لأنه لم يسمه تسمية جلية.
وأخبر البعض: أن في بعض الفهارس، تسميته، بـ (الباعث الحثيث) ومنسوباً لابن كثير؟!
ولكن الفهارس قد تسمي الكتاب بالاسم المشهور المتداوَل؛ فلا حجة في ذلك.
ووجّه بعضهم: أن للحافظ كتابين، أحدهما: "اختصار علوم الحديث"، والثاني: "الباعث الحثيث"؛ كما في (المعجم المصنف لمؤلفات الحديث الشريف: ١/ ٤٥) ومقدمة (تفسير ابن كثير) دار عالم الكتب.
ولكننا لم نجد من ذكر هذا من أهل العلم المحققين، ولا مَن ترجم له من المؤرخين، وإنما هو ظن وتخمين لا يغني من الحق شيئا.
ولكن يشكل على البعض؛ ما أورده العلامة صديق حسن خان، في كتابه (أبجد العلوم)، قال: "وهذا العلم كثير النفع؛ لا غنى عنه لمن يدخل في علم الحديث، والكتب فيه كثيرة جداً ما بين مختصر ومطوّل، منها: كتاب: (إسبال المطر على قصب السكر) وكتاب: (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار)، كلاهما للسيد الإمام المجتهد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير اليمني -رحمه الله- و(الباعث الحثيث) للحافظ ابن كثير".
(أبجد العلوم: ٢٧٥) دار ابن حزم.
وقال أيضاً: "أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي الفقيه الشافعي الحافظ عماد الدين ابن الخطيب شهاب الدين المعروف بالحافظ ابن كثير.
ولد سنة سبعمائة، وقدم دمشق وله نحو سبع سنين مع أخيه، بعد موت أبيه، وحفظ (التنبيه) و (مختصر ابن الحاجب)، وتفقه بالبرهان الفزاري، والكمال ابن شهبة، ثم صاهر المزي، وصحب شيخ الإسلام ابن تيمية ومدحه في كتابه: (الباعث الحثيث) أحسن مدح".
(أبجد العلوم: ٦١٧) دار ابن حزم.
فالمتأمل لأول وهلة لكلام الشيخ صدّيق؛ يكاد يجزم أن التسمية قطعاً لابن كثير، ولكن عند السبر والنظر في كتب التواريخ والطبقات، لا يجد ذكراً لهاته التسمية "الباعث الحثيث" منسوبة لابن كثير، وهذا عجيب بحق؛ إذ لو كانت له؛ لذكرت في بعض تواليفه، أو ذكرها المترجمون له، كما ذكروا بقية كتبه؛ لأنه عالم جليل شهير، وكتبه معروفة مشهورة مذكورة في كتب التواريخ والسير والطبقات؛ فعدم ذكره لهذه التسمية، وعدم ذكر من ترجمه لها؛ دليل على أنها ليست تسميته.
ولعل هذه التسمية؛ تسمية صديق؛ إذ أنه كان -رحمه الله- مُولعاً بسجع عناوين تواليفه، فلا أستبعد أن يكون جرى قلمه بتعديل إلى عنوان كتاب الإمام ابن كثير. -والله أعلم-.
لكن الشيخ بسام حجازي أرسل لي بنص في (سلسلة العسجد: ٣٣٢) للشيخ صديق حسن خان؛ يذكر فيه: أن اسم "الباعث الحثيث" وجده في مخطوطة عنده لـ عبد الرشيد! منسوباً للحافظ ابن كثير؛ مما يدل أنها ليست تسمية صديق، بل تسمية من قبله.
تنبيه: شكك البعض في صحة نسبة هذا الكلام لصدّيق، وقال: لعل هذا من تصرف الناسخين أو المحققين؟!
ولكن رجع بعض المشايخ لمخطوطات (أبجد العلوم) ووجد الكلام مثبتاً فيها.
زد عليه؛ أنه ذكر في موضعين: الأول في ترجمته، والثاني: في فصل: علم أصول الحديث؛ مما يبعد أن يكون من تصرفهم.
وأما قول الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة -رحمه الله- في مقدمته للكتاب: ". . . ثم جاء الإمام ابن كثير الفقيه الحافظ المفسر -الذي ستقف على تاريخ حياته فيما بعد-؛ فاختصرها في رسالة لطيفة، سمّاها: (الباعث الحثيث في معرفة علوم الحديث)"!
ينظر مقدمته لـ (الباعث الحثيث: ١٣) الطبعة الثالثة سنة ١٣٧٠.
فالجواب عليه؛ في ثلاثة احتمالات:
الأول: إما أنه وَجد الكتاب مخطوطاً بهذا الاسم، وهو ما أشار إليه البعض؛ من وجود مخطوطات كتب على طرتها "الباعث الحثيث"!
الثاني: إما أنه اعتمد تسمية غيره له، وهو صديق حسن خان؛ وهذا -والله أعلم- أقرب وأصوب.
الثالث: وإما أنه أنشأ اسماً من عنده؛ ميّز بها تعليقاته عن أصل ابن كثير؛ وهو محتمل.
ولا أظن أن الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، قد رضي بهذه التسمية لابن كثير، ولا قطع بها؛ لأنه عندما ترجم للإمام ابن كثير في مقدمة الكتاب، ذكر في ثناياها مصنَّفاته، ومن ضمنها، كتابه هذا، وقال: "واختصر كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث. قاله الحافظ العسقلاني" (مقدمة الكتاب: ١٥) ولم يسمه: "الباعث الحثيث" مما يوحي أنها من إضافته هو -رحمه الله-.
وهو أول من اطلع على كتاب ابن كثير؛ وكتب له مقدمة، وعلق عليه، وطبعه باسم: "الباعث الحثيث" بالمطبعة الماجدية، سنة ١٣٥٣.
ثانياً: أن هذه التسمية أيضاً ليست تسمية العلامة أحمد شاكر، تـ١٣٧٧؛ لأنها سبقت حياته.
فليست تسميته -رحمه الله- يقيناً، وذلك لأمور:
الأول: أن العلامة صدّيق حسن خان -رحمه الله- تـ١٣٠٧؛ ذكر هذه التسمية في كتابه "أبجد العلوم"؛ ونسبها لابن كثير، في موضعين.
والشيخ صدّيق توفي قبل الشيخ أحمد شاكر بـ ٧٠ سنة.
الثاني: أن الشيخ أحمد شاكر نفسه؛ نفى أن تكون التسمية له.
قال الشيخ أحمد شاكر في (تعليقه على جامع الترمذي): ".. وشرحنا على (اختصار علوم الحديث) لابن كثير".
قال -رحمه الله- في مقدمة الطبعة الثانية لـ "الباعث الحثيث" عام ١٣٧٧: "قصة هذا الكتاب (اختصار علوم الحديث، لابن كثير) وتقرير دراسته في بعض كليات الأزهر، وإعادة طبعه؛ مفصّلة في مقدمة الطبعة الأولى، وهي مثبتة بنصها في مقدمة هذه (الطبعة الثانية)؛ حفظاً لحق التاريخ في عرض وقائعه على قارئ هذه الطبعة.
وقد غيّرنا شيئاً قليلاً من خطتنا التي أشرنا إليها في الطبعة السابقة؛
فرأيت أن أجعل الشرح كله من قلمي، وأن أزيد عليه وأعدّل، بما يجعل الكتاب أقرب إلى الطلاب، وأكثر نفعاً لهم إن شاء الله.
ثم رأيت أنّ أصل كتاب ابن كثير عرف باسم: (اختصار علوم الحديث)، وأن الأخ العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة؛ جعل له عنواناً آخر في طبعته الأولى بمكة، فسماه: (اختصار علوم الحديث)، أو (الباعث الحثيث إلى معرفة علوم الحديث) التزاماً للسجع الذي أغرم به الكاتبون في القرون الأخيرة، وأنا أكره التزام السجع، وأنفر منه؛ ولكن لا أدري كيف فاتني أن أغيّر هذا في الطبعة الثانية التي أخرجتها.
ثم اشتهر الكتاب بين أهل العلم باسم (الباعث الحثيث)، وليس هذا اسم كتاب ابن كثير، وليس من اليسير أن أعرض عن الاسم الذي اشتهر به أخيراً.. فرأيت من حقي -جمعاً بين المصلحتين: حفظ الأمانة في تسمية المؤلف كتابه، والإبقاء على الاسم الذي اشتهر به الكتاب-؛ أن أجعل (الباعث الحثيث) عَلماً على الشرح الذي هو من قلمي، ومن عملي، فيكون اسم الكتاب (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) والأمر في هذا كله قريب".
فكلام الشيخ أحمد شاكر واضح، أن التسمية ليست تسميته، وإنما جرياً وراء ما اشتهر به الكتاب، جعل "الباعث الحثيث" عَلماً على شرحه!
قال: "والأمر في هذا كله قريب".
ولكنه عزا التسمية: للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة! ولكن الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة قد نفى؛ التسمية عن نفسه.
وذكر بعضهم: أن كلا التسميتين؛ مما توارد عليه الحافظان؟
ولكن؛ هذا بعيد؛ إذ قد تقدم معك من النصوص ما يدحض هذا وأمثاله.
أقول: إلى هنا؛ وضح واتضح؛ أن التسمية، ليست تسمية الحافظ ابن كثير، ولا الشيخ أحمد شاكر، ولا الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة؛ لما قدّمنا لك.
وقد أحالني الشيخ غازي بن سالم أفلح؛ إلى تتبع غرر المخطوطات، وما هو مكتوب عليها؟
فسألت بعض المشايخ،؛ فأفادني الشيخ أبو بسطام الكناني: أن عنده عدّة نسخ للكتاب منها نسخة مقروءة على ابن كثير، باسم: "اختصار علوم الحديث". قال: وجُلّ النسخ بهذا الاسم: "اختصار علوم الحديث".
ولكن اصطلاح المحققين: أن تتبع غرر المخطوطات؛ ليس كافياً في نسبة كتاب ما، فهو عاضد ومؤنس لأدلة أخرى.
قال الدكتور عبد الستار الحلوجي: "وتدل أقدم المخطوطات التي بين أيدينا؛ على أن العرب لم يعرفوا صفحة العنوان في أول عهدهم بصناعة الكتب، وأن العنوان كان يأتي في المقدمة، وفي نهاية المخطوط، ومع هذا فقد كانوا يتركون الصفحة الأولى بيضاء؛ إما خوفاً على ما يكتب فيها من التعرض للتلويث والطمس إذا لم يجلد المخطوط، وإما رغبة منهم في أن تستبقى للحلي والزخارف كما هو الحال في المصاحف الكبيرة التي نستبعد أنها كانت تترك بدون تجليد.
وكان الناسخون الذين يقومون بنسخ الكتب عن أصولها؛ يضيفون عنوان الكتاب واسم مؤلفه على الصفحة الأولى في بعض الأحيان، وكان بعضهم ينسخ الكتب كما هي دون أن يضيف إليها شيئا، وبعد فترة من الزمن؛ يأتي من يضيف العناوين بخط مخالف لخط النسخة ومتأخر عنه كما الحال في كثير من المخطوطات القديمة".
(المخطوط العربي: س ٢/ ١٥٧)
وأخبرني الشيخ بسام حمزاوي -محقق الكتاب على أربع نسخ بعضها عليها خط ابن كثير في المقابلات-: أنه بغضّ النظر عن غرر المخطوطات، إلا أنه استقرأ كل من عزا إلى ابن كثير الكتاب قبل القرن الثاني عشر؛ فلم يذكر هذا الاسم.
قلت: وقد جهدت أن أقف على عالم متقدم نسب هذه التسمية لابن كثير؛ فلم أظفر بشيء من ذلك، حاشا تصريح صديق، وقد قدمت الجواب عن ذلك.
والخلاصة بلا ملاصة:
-أن التسمية قطعاً ليست للشيخ أحمد شاكر.
-أن التسمية قطعاً ليست للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.
-أن التسمية -على الراجح- ليست للإمام ابن كثير؛ لما قدمنا من البينات.
-أن التسمية؛ قد تكون للعلامة صديق حسن خان؛ لِما أسلفت، أو أنها تسمية غيره، وجدها، فنقلها.
هذا بالنسبة للتسمية، وأما المحتوى والمضمون؛ فإن هناك متناً وشرحاً، فالمتن للحافظ ابن كثير، والشرح للعلامة أحمد شاكر.
وعلى هذا: الشيخ محمد عوامة، في تحقيقه، لكتاب (الكاشف: ١/ ١٦٨) والمؤرخ خير الدين الزركلي، في كتابه (الأعلام: ١/ ٣٢٠) والدكتور محمد أحمد معبد في (حوار معه في ملتقى أهل الحديث) والشيخ خلدون الأحدب، في (التصنيف في السنة النبوية: ٢٩) والعلامة عبد السلام هارون، في (تحقيق النصوص ونشرها: ٤٦) والشيخ عبد الكريم الخضير، في (حاشية على الباعث الحثيث: ١٥).
ولعل هذا هو المتعيّن؛ للأدلة الماضية، ولعلها تكون على الخلاف قاضية.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم.
كتبه: وليد بن عبده الوصابي.
.١٤٣٤/٣/٩
وتمت مراجعته: ١٤٣٩/٤/٢١.
وزدته مراجعة: ١٤٤٠/٩/٢٥.
<span style="color:#0000ff;"><span style="font-family: 'Traditional Arabic', verdana, geneva, lucida, 'lucida grande', arial, helvetica, sans-serif; font-size: 24px; font-weight: bold; background-color: rgb(245, 245, 255);">https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=381891