تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 139

الموضوع: كتاب: (الشريعة) للآجري ... وقفات وتنبيهات

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    34 - قال محمد بن الحسين- الآجُري- رحمه الله- موضحًا الفرق بين المراء الذي هو كفر وبين استدلالات الفقهاء بالقرآن، وأن المناظرة للنصيحة لا للمغالبة-: (وقد ذكرت في تأليف كتاب المصحف- كتابًا للآجُري- مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي أجمعت عليه الأمة والصحابة، ومن بعدهم من التابعين، وأئمة المسلمين في كل بلد، وقول السبعة الأئمة في القرآن ما فيه كفاية، ولم أحب ترداده هاهنا، وإنما مرادي هاهنا ترك الجدال والمراء في القرآن، فإنا قد نهينا عنه، ولا يقول إنسان في القرآن برأيه، ولا يُفَسِّرُ القرآنَ، إلا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة، أو عن أحد من التابعين أو عن إمام من أئمة المسلمين، ولا يماري ولا يجادل.
    فإن قال قائل: فإنا قد نرى الفقهاء يتناظرون في الفقه، فيقول أحدهم: قال الله تعالى كذا، وقال النبي كذا وكذا، فهل يكون هذا من مراء في القرآن؟ قيل: معاذ الله، ليس هذا مراء فإن الفقيه ربما ناظره الرجل في مسألة، فيقول له على جهة البيان والنصيحة حجتنا فيه: قال الله تعالى كذا وقال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة النصيحة والبيان،لا على جهة المماراة، فمن كان هكذا، ولم يرد المغالبة، ولا أن يخطئ خصمه ويستظهر عليه سلم، وَقُبِلَ إن شاء الله تعالى كما ذكرنا في الباب الذي قبله.
    قال الحسن: (المؤمن لا يُدَارِي ولا يُماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حَمِدَ الله وإن رُدَّتْ حَمِدَ الله).-ضعيف: رواه ابن المبارك كما في زوائد الزهد (30)، بإسناد فيه جهالة، ورواه غير واحد من قول سفيان الثوري-.
    وَبَعْدَ هذا فأكره الجدالَ والمراء ورفع الصوت في المناظرة في الفقه إلا على الوقار والسَّكينة.
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، وليتواضع لكم من تُعَلِّمونه، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم). -ضعيف: رواه البيهقي في الشعب (1651)، وغيره بسند فيه انقطاع؛ فإن عمران بن مسلم لم يدرك عمر-. (صـ 71 - 72).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    35 - قال محمد بن الحسين- الآجُري- موضحًا جزاء من يُلَبِّس على الناس ويسئل عما لا ينفعه- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: (أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا لَقِينَا رَجُلًا يَسْأَلُ عَنْ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَمْكِنِّي مِنْهُ قَالَ: فَبَيْنَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ يُغَدِّي النَّاسَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَعِمَامَةٌ يَتَغَدَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ {وَالذَّارِيَات ذَرْوًا، فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2] فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ هُوَ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِدُهُ حَتَّى سَقَطَتْ عِمَامَتُهُ، فَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوْ وَجَدْتُكَ مَحْلُوقًا لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ، أَلْبِسُوهُ ثِيَابَهُ، وَاحْمِلُوهُ عَلَى قَتَبٍ، ثُمَّ أَخْرِجُوهُ حَتَّى تَقْدِمُوا بِهِ بِلَادَهُ، ثُمَّ لِيَقُمْ خَطِيبًا، ثُمَّ لِيَقُلْ: إِنَّ صَبِيغًا- اسم الرجل- طَلَبَ الْعِلْمَ فَأَخْطَأَهُ فَلَمْ يَزَلْ وَضِيعًا فِي قَوْمِهِ حَتَّى هَلَكَ وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ). صحيح الإسناد. (صـ 73 - 74).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    36 - قال محمد بن الحسين- الآجُري-: موضحًا سبب ضرب عمر لهذا الرجل- (فإن قال قائل: فمن يسأل عن تفسير {وَالذَّارِيَات ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2] استحق الضرب، والتنكيل به والهجرة؟ قيل له: لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب عن هذه المسألة، ولكن لما تأدى إلى عمر ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه علم أنه مفتون، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به، وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه، سأل عمر الله تعالى أن يمكنه منه، حتى يُنَكَّل به، وحتى: يحذر غيره؛ لأنه راع يجب عليه تفقد رعيته في هذا وفي غيره، فأمكنه الله تعالى منه.
    وقد قال عمر رضي الله عنه:
    (سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى). (صـ 74).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    37 - قال محمد بن الحسين- الآجُري - موضحًا أن نهي السائل عن السؤال عما لا يعنيه منهج علي بن أبي طالب- (وهكذا كان مَنْ بعد عمر، علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، إذا سأله إنسان عما لا يعنيه عَنَّفَهُ وَرَدَّهُ إلى ما هو أولى به.
    روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال يومًا:
    سلوني، فقام ابن الكواء فقال: ما السواد الذي في القمر؟ فقال له: قاتلك الله، سل تَفَقُهًا، ولا تسأل تعنتًا، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك؟ ثم قال: ذلك محو الليل. - صحيح رواه ابن جرير من عدة طرق-
    قلت: وقد كان العلماء قديمًا وحديثًا يكرهون عَضْل المسائل ويردونها، ويأمرون بالسؤال عما يعني خوفًا من المراء والجدال الذي نهوا عنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال، وكثرة السؤال - البخاري (6473)، ومسلم (593) -
    ونهى عن الأغلوطات - رواه أحمد (23737)، وضعفه الألباني في تمام المنة (صـ 45)-
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته). -البخاري (7289)، ومسلم (2358).-
    كل هذا خوفًا من المراء والجدال، فاتقوا الله يا أهل القرآن، ويا أهل الحديث، ويا أهل الفقه، ودعوا المراء والجدال والخصومة في الدين واسلكوا طريق من سلف من أئمتكم، يستقم لكم الأمر الرشيد، وتكونوا على المحجة الواضحة إن شاء الله تعالى، فقد أثبت في ترك المراء والجدال ما فيه كفاية لمن عقل، والله الموفق لمن أحبّ). (صـ 75).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    38 - قال محمد بن الحسين-الآجُري- موضحًا أن القرآن كلام الله غير مخلوق-: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن قول المسلمين الذين لم يزغ قلوبهم عن الحق، ووفقوا للرشاد قديمًا وحديثًا أن القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق؛ لأن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقًا، تعالى الله عن ذلك.
    دلَّ على ذلك القرآن والسنة، وقول الصحابة رضي الله عنهم وقول أئمة المسلمين لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمي فعند العلماء كافر قال الله تعالى:
    {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6]، وقال تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} [البقرة: 75] وقال تعالى لنبيه عليه السلام {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ}وهو القرآن، وقال لموسى عليه السلام {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: 144]
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    39 - قال محمد بن الحسين- الآجُري- موضحًا أن الكلام من صفاته سبحانه وتعالى-: (لم يزل الله عالمًا متكلمًا سميعًا بصيرًا بصفاته قبل خلق الأشياء، من قال غير هذا كفر، وسنذكر من السنن والآثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم: ما إذا سمعها من له عِلْمٌ وعَقْلٌ، زاده علمًا وفهمًا، وإذا سمعها من في قلبه زيغ، فإن أراد الله هدايته إلى طريق الحق رجع عن مذهبه، وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم). (صـ 76).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    40 - قال محمد بن الحسين -الآجُري- رحمه الله -موضحًا دليل من أدلة أن القرآن كلام الله غير مخلوق-: (وقد احتج أحمد بن حنبل رحمه الله بحديث ابن عباس: (إن أول ما خلق الله من شيء القلم) وذكر أنه حجة قوية على من يقول: إن القرآن مخلوق، كأنه يقول: قد كان الكلام قبل خلق القلم، وإذا كان أول خلق الله من شيء القلم دل على أن كلامه ليس بمخلوق؛ ولأنه قبل خلق الأشياء). (صـ 82).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    41 - قال محمد بن الحسين -الآجُري- رحمه الله -موضحًا أن الأدلة من القرآن والسنة تقوي أهل الحق وتخزل أهل الباطل- (وقد خَرَّجت هذا الباب في كتاب القدر، وأنا أذكره ههنا لتقوى به حُجَّة أهل الحق على أهل الزيغ). (صـ 83).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    42 - قال محمد بن الحسين -الآجُري- موضحًا الشاهد من حديث آدم مع موسى على أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق-: (فإن قال قائل: أين موضع الحجة فيما قلت؟ قيل له: قول آدم لموسى: (أنت الذي كلمك الله من وراء حجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟)، وإنما كان بينهما الكلام فدلَّ على أن كلام الله تعالى ليس بمخلوق، إذ قال: (لم يجعل بينك وبينه رسولاً، من خلقه)، فَتَفَهَّموا هذا تفقهوا -إن شاء الله-). (صـ 85).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    43 - قال محمد بن الحسين - الآجُري- موضحًا ضلال من توقفوا ولم يقولوا: القرآن غير مخلوق- : (وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله، ووقفوا فيه، وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رَدَّ على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكُّوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). (صـ 86).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    44 -قال الآجُري: حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: (هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟)، فقال: (وَلِمَ يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟). (صحيح).

    قال محمد بن الحسين- الآجُري- موضحًا معنى كلام أحمد-: (معنى قول أحمد بن حنبل في هذا المعنى يقول: لَمْ يختلف أهل الإيمان أن القرآن كلام الله تعالى؟ فلما جاء جهم بن صفوان فأحدث الكفر بقوله: القرآن مخلوق لم يسع العلماء إلا الرد عليه؛ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق بلا شك، ولا توقف فيه، فمن لم يقل غير مخلوق سمي واقفيًا، شاكًا في دينه). (صـ 86).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    45 - قال الآجُري: قال أبو داود: وسألت أحمد بن صالح: عمن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق؟ فقال: (هذا شاك، والشاك كافر). صحيح. (صـ 87).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    46 -قال الآجُري - موضحًا ضلال قول من زعم أن القرآن حكاية لما في اللوح المحفوظ-: (احذروا -رحمكم الله- هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق، فقد كفر، ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضًا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغّلَّظَ فيه القول جدًا وكذا من قال: إن هذا القرآن الذي يقرؤه الناس، وهو في المصاحف حكاية لما في اللوح المحفوظ، فهذا قول منكر، ينكره العلماء يقال لقائل هذه المقالة القرآن يكذبك، ويرد قولك، والسنة تكذبك وترد قولك قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة: 6] فأخبر الله تعالى: إنه إنما يسمع الناس كلام الله، ولم يقل: حكاية كلام الله، وقال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف: 204] فأخبر أن السامع إنما يسمع القرآن، ولم يقل: حكاية القرآن. وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء: 9] ، وقال تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين، قالوا: يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه، يهدي إلى الحق، وإلى طريق مستقيم} [الأحقاف: 30] وقال تعالى: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن، فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} [الجن: 1] ولم يقل يستمعون حكاية القرآن ولا قالت الجن: إنا سمعنا حكاية القرآن، كما قال من ابتدع بدعة ضلالة، وأتى بخلاف الكتاب والسنة وبخلاف قول المؤمنين وقال تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20].
    قال محمد بن الحسين: وهذا في القرآن كثير لمن تَدبَّره).
    (صـ 88 - 89).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    47 -قال الآجُري - موضحًا وناصحًا للمسلمين كيفية الاعتقاد السليم في القرآن-: (فينبغي للمسلمين أن يتقوا الله تعالى، ويتعلَّموا القرآن، ويتعلَّموا أحكامه، فَيُحِلُّوا حلاله ويحرِّموا حرامه، ويعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه، ولا يماروا فيه، ويعلموا أنه كلام الله تعالى، غير مخلوق، فإن عارضهم إنسان جهمي فقال: مخلوق، أو قال: القرآن كلام الله ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو قال: هذا القرآن حكاية لما في اللوح المحفوظ؛ فحكمه أن يُهجر ولا يُكلم، ولا يُصَلَّى خلفه، ويحذر منه.
    وعليكم بعد ذلك بالسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله تعالى عنهم، وقول التابعين، وقول أئمة المسلمين مع ترك المراء والخصومة والجدال في الدين، فمن كان على هذا الطريق رجوتُ له من الله تعالى كُلَّ خير.
    وسأذكر بعد ذلك ما لا بُدَّ منه لمن كان هذا مذهبه وعلمه، والعمل به من معرفة الإيمان، وشريعة الإسلام، حالًا بعد حال، والله الموفق لكلِّ رشاد، والمعين عليه إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
    (صـ 90).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    48 - قال الآجُري - موضحًا معنى الإيمان-: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد لله على كل حال. أما بعد: فاعلموا -رحمنا وإياكم- أن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ليقروا بتوحيده، فيقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله فكان من قال هذا موقنًا من قلبه وناطقًا بلسانه أجزأه،ومن مات على هذا فإلى الجنة، فلما آمنوا بذلك، وأخلصوا توحيدهم، فرض عليهم الصلاة بمكة، فَصَدَّقوا بذلك، وآمنوا وصلوا، ثم فرض عليهم الهجرة، فهاجروا، وفارقوا الأهل والوطن، ثم فرض عليهم بالمدينة الصيام، فآمنوا وصدقوا وصاموا شهر رمضان، ثم فرض عليهم الزكاة، فآمنوا وصدقوا، وأدَّوا ذلك كما أمروا، ثم فرض عليهم الجهاد، فجاهدوا البعيد والقريب، وصبروا وصدقوا، ثم فرض عليهم الحج، فحجوا وآمنوا به، فلما آمنوا بهذه الفرائض، وعملوا بها تصديقًا بقلوبهم، وقولًا بألسنتهم، وعملا بجوارحهم قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ثم أعلمهم أنه لا يقبل في الآخرة إلا دين الإسلام فقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ، وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] وقال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: 19]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلًا)، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته شرائع الإسلام، حالًا بعد حال، وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى، وهذا رحمكم الله طريق المسلمين فإن احتج محتج بالأحاديث التي رويت: (من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة) قيل له: هذه كانت قبل نزول الفرائض، على ما تقدم ذكرنا له، وهذا قول علماء المسلمين، ممن نفعهم الله تعالى بالعلم، وكانوا أئمة يقتدى بهم، سوى المرجئة الذين خرجوا عن جملة ما عليه الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وقول الأئمة الذين لا يستوحش من ذكرهم في كل بلد وسنذكر من ذلك ما حضرنا ذكره إن شاء الله تعالى، والله سبحانه وتعالى الموفق لكل رشاد، والمعين عليه، ولا قوة إلا بالله). (صـ 95 - 96).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    49 - قال الآجُري: -موضحًا سبيل النجاة في باب الإيمان- (هذا بيان لمن عقل، يعلم أنه لا يصح الدين إلا بالتصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، مثل الصلاة، والزكاة والصيام، والحج، والجهاد، وما أشبه ذلك). (صـ 98).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    50 - قال الآجُري: - موضحًا أن الإيمان يزيد وينقص، أما الإسلام فلا- (ما أحسن ما قاله محمد بن علي رضي الله عنهما، وذلك أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، والإسلام لا يجوز أن يقال: يزيد وينقص وقد روى جماعة ممن تقدم أنهم قالوا: إذا زنى نزع منه الإيمان، فإن تاب ردَّه الله إليه، كل ذلك دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، والإسلام ليس كذلك، ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر). صحيح
    وعن ابن مسعود قال: (إن الله تعالى: قرن الزكاة في كتابه مع الصلاة، فمن لم يزك فلا صلاة له). ضعيف. (صـ 106 - 107).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    51 - قال محمد بن الحسين -الآجُري-:موضحًا أن ما ذكره من أدلة على أن الإيمان يزيد وينقص فيه غُنية- (فيما ذكرتُ من هذا الباب مقنع لمن وَفَّقَهُ الله تعالى للرشاد، وسَلِمَ من الأهواء الضالة).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    52 - قال محمد بن الحسين - الآجُري- موضحًا أن الإيمان قول وعمل واعتقاد-: (اعملوا -رحمنا الله وإياكم- أنَّ الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا: أنه لا تُجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقًا، ولا تُجزيء معرفة بالقلب، ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال: كان مؤمنًا دلَّ على ذلك القرآن، والسنة، وقول علماء المسلمين.
    فأما ما لزم القلب من فرض الإيمان فقول الله تعالى في سورة المائدة: {
    يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة: 41] وقال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 106] وقال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14] الآية فهذا مما يدلك على أن على القلب الإيمان، وهو التصديق والمعرفة، ولا ينفع القول إذ لم يكن القلب مصدقًا بما ينطق به اللسان مع العمل، فاعلموا ذلك.
    وأما فرض الإيمان باللسان: فقوله تعالى في سورة البقرة {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ، وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبَ، وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِي النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} الآية وقال تعالى من سورة آل عمران: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 84] الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأني رسول الله)، وذكر الحديث فهذا الإيمان باللسان نطقًا فرضًا واجبًا.
    وأما الإيمان بما فرض على الجوارح تصديقًا بما آمن به القلب، ونطق به اللسان: فقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77] إلى قوله تعالى: {تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189] وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43] في غير موضع من القرآن، ومثله فرض الصيام على جميع البدن، ومثله فرض الجهاد بالبدن، وبجميع الجوارح فالأعمال رحمكم الله بالجوارح: تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه: مثل الطهارة، والصلاة والزكاة، والصيام والحج والجهاد، وأشباه لهذه ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمنًا، ولم ينفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيبًا منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرناه تصديقًا منه لإيمانه، وبالله التوفيق). (صـ 111 - 113).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    53 - قال محمد بن الحسين -الآجُري- موضحًا أن من تدبر القرآن أوجب على المؤمنين بعد الإيمان بالله ورسوله: العمل-: (اعلموا -رحمنا الله وإياكم- يا أهل القرآن، ويا أهل العلم، ويا أهل السنن والآثار، ويا معشر من فَقَّههم الله تعالى في الدين، بعلم الحلال والحرام أنكم إن تدبرتم القرآن، كما أمركم الله تعالى علمتم أن الله تعالى أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله: العمل، وأنه تعالى لم يُثْنِ على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم وأنهم قد رضوا عنه وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة، والنجاة من النار، إلا الإيمان والعمل الصالح وقرن مع الإيمان العمل الصالح، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده، حتى ضم إليه العمل الصالح، الذي قد وفقهم له، فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى يكون مصدقًا بقلبه، وناطقًا بلسانه، وعاملًا بجوارحه لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه، وجده كما ذكرت.
    واعلموا
    -رحمنا الله تعالى وإياكم- أني قد تصفحت القرآن فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعًا من كتاب الله عز وجل أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان به، والعمل الصالح، وهذا رد على من قال: الإيمان: المعرفة، ورد على من قال: المعرفة والقول، وإن لم يعمل نعوذ بالله من قائل هذا). (ص 114).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •