قال رحمه الله في تفسيره 12 / 377 ( ط .الرسالة )
قوله تعالى: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) فيه خمس مسائل: الأولى- قوله تعالى: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ) ظاهر في تعديد النعمة في الأبناء، ووجود الأبناء يكون منهما معا، ولكنه لما كان خلق المولود فيها وانفصاله عنها أضيف إليها، ولذلك تبعها في الرق والحرية وصار مثلها في المالية. قال ابن العربي(1): سمعت إمام الحنابلة بمدينة السلام أبا الوفاء على بن عقيل يقول: إنما تبع الولد الام في المالية وصار بحكمها في الرق والحرية ؛ لأنه انفصل عن الأب نطفة لا قيمة له ولا مالية فيه ولا منفعة، وإنما اكتسب ما اكتسب بها ومنها فلأجل ذلك تبعها. كما لو أكل رجل تمر في أرض رجل وسقطت منه نواة في الأرض من يد الآكل فصارت نخلة فإنها ملك صاحب الأرض دون الآكل بإجماع من الامة لأنها انفصلت عن الآكل ولا قيمة لها.
______________
(1) أحكام القرآن لابن العربي 3 / 1148 ـ 1149 .