تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يهودي في الرمق الأخير

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    المشاركات
    100

    افتراضي يهودي في الرمق الأخير

    يهودي في الرمق الأخير

    كيف سيتحدِّث الإعلامُ لو أن رئيسَ الدولة أو الملك زارَ مديراً لدائرةٍ حكوميةٍ في بيته بسبب مرضه؟!
    وكيف ستكون لغةُ الحديثِ لو أن المريضَ أحدُ الموظفين مِن ذوي المراتب المتدنّية؟
    أم كيف ستكون "المانشيتات" في الصحف ومقدِّمات النشرات الإخبارية، لو كان الشخصُ المزور خادماً في القصر الملَكي أو الرئاسي؟
    هذا مشهدٌ حقيقيٌّ وقَع بلا ضجيج إعلامي، في طيبةَ الطيبة..
    أما المزور: فغلامٌ يهوديٌّ مريض! ومهنته: خادم! وأما الزائر، فليس رئيسَ الدولة في وقته فحسب؛ بل هو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم.
    لا تزال معاني هذه القصة تتجددُ لي في مناسبات عدّة.. إنها قصةُ زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام اليهودي الذي كان يَخدمه، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: «أسلِم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده! فقال له: أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذَه من النار»([1])، لا تزال معالمها ومعانيها تتجدد لي وتلوح في مناسبات عدّة!
    ولو أردنا أن نُحلّل هذا الموقف لوجدنا عجباً عاجباً!
    لعلنا نستشف بعضاً من هذه المعاني من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
    ما الذي يُتوقَّع من غلامٍ حديث السنّ؟ يهودي الديانة؟ وفي مهنة خادم؟
    ما الذي كان صلى الله عليه وسلم يتعامل به مع هذا الغلام حتى لم يحتج موقفُ الدعوة إلى الإسلام سوى كلمة: "أسلم"؟
    وما الذي كان ينقله هذا الغلام من صور التعامل النبوي معه لأبويه اليهوديين؟
    إنّ مِن شأن من يكون خادماً حديثَ السنِّ أن يقع منه ما يستحق التنبيه.
    وكون هذا الغلام يهودياً؛ فيُتَوقّعُ منه ما لا يتوقع مِن غيره -مِنْ قَصْدِ الأذى بمن يخدمه- خصوصاً مع ما عُرف عن اليهود مِن حسَد وغَدر، وكراهيةٍ لاختيار النبي العربي صلى الله عليه وسلم رسولاً بدلاً من بني إسرائيل.
    يقعُ المرضُ فتقع الزيارة، فيُسلم الغلام في الرمق الأخير!
    ويفرح صلى الله عليه وسلم بهذه النفس التي نجت من النار، مع أنها لم تُقدِّم للإسلام شيئاً! لكن النجاة من جهّنم حَدَث يستحق الفرح، ولمثله تدمع العينُ سروراً.
    لكن ما الذي يَحدث من بعض المسلمين مع من يَفِد إلى بلادنا من الخدم والعمالة الكافرة؟! وهم مِن أديان ومِلَل شتى، وربما بقي بعضُهم سنوات عِدّة، وكثيرٌ من هؤلاء لا يحتاج ـ في عَرْض الإسلام عليه ـ أكثر وضوحاً ونقاءً، وأسرع اختصاراً من حُسن المعاملة.
    وفي المقابل، كيف نتوقّع أن تكون الصورةُ الذهنية عن الإسلام في نفوس هؤلاء، إذا بُخِسَتْ حقوقُهم، أو أُهينت كرامتُهم، أو تأخرت رواتبُهم، أو كُلّفوا فوقَ ما يطيقون؟! لن تُمسح هذه الصورة ولو أُعطوا مائةَ كتابٍ أو مادةٍ مسموعة أو مرئيةٍ عن الإسلام.
    لقد دعا الخليلُ عليه الصلاة والسلام ـ ومن معه من المؤمنين ـ فقالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾[الممتحنة: 5]، وأحسب أن لهؤلاء نصيباً من هذه الفتنة؛ حين يصدّون الناسَ عن الإسلام بسوءِ تصرفاتهم وشنيعِ فِعالهم.
    كم يجني المسيئون لمعاملة مَن تحت أيديهم من العمّال والخدَم، لا على أنفسهم فحسب؛ بل على دين الإسلام! ويا لعِظَم إساءتهم وجريمتهم!
    وهنيئاً لتلك النفوس الكبيرة، والقلوب الطاهرة التي أنقذ اللهُ بحسن معاملتها أنفساً من النار.


    ــــــــــــــ
    ([1]) البخاري ح(1356).




    * المقال على الموقع: http://almuqbil.com/web/?action=arti...r&show_id=1522
    موقع د. عمر المقبل: almuqbil.com
    للتواصل مع إدارة النشر: entries.almuqbil@gmail.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    34

    افتراضي

    السلام عليكم فكم نحن بحاجة للعمل الميداني الذي لايفتقر الى الكلام ...بارك الله فيك وجزاك الخير على هذه النفثات المهمة والتي نحن بحاجة اليها اليوم قبل الغد...
    فالكلام الان قد كثر وتنميق الجمل قد استفحل و ...امام الجماهير قد زاد عن حده حتى انه لم يصبح للحديث فائدة ....ومنه دعت الحاجة الى العمل الميداني والتطبيق العملي والسلوك الوقعي لجوانب الاسلام الحنيف...نسل الله التوفيق وبارك الله فيكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    34

    افتراضي

    السلام عليكم
    بارك الله فيك على هذه الاطلالة والتنبيه الجليل ، وكم نحن بحاجة لاخلاق عملية ميدانية لاتفتقر الى الكلام او التشدق بكلمات تنم عن صابها ارادة التحدث وعرض عضلات اللسان امام الجهور

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •