الخطوة الأولى: تحديد نوعية المقالة

فالمقالات على أنواع :
1- مقالة تريد أن تنتقد من خلالها رأياً معيناً.
2- مقالة تريد أن تؤيد بها فكرة معينة.
3- مقالة تريد أن تعبر من خلالها عن رأيك الشخصي تجاه قضية ما.
4- مقالة تريد أن تناقش من خلالها فكرتين متعارضتين حول مسألة محددة، ثم تريد أن تعرض رأيك الشخصي حيالها.
5- مقالة تريد أن تعرض فيها وجهات نظر مختلفة حيال مسألة معينة دون أن تكون لك أي موقف شخصي.
ولكل هذه الأنواع خطواتها وأساليبها الخاصة. ولنبدأ، الآن، بالنوع الأول من المقالات، وهي مقالة تريد أن تعارض من خلالها رأيا معيناً. وقد قدمت هذا النوع لأن الإنسان ميال بطبعه إلى النقد ومعارضة الآخرين.
وكما تعرف بان المقالة عبارة عن مجمومة من الفقرات، والفقرة عبارة عن مجموعة من الجمل. والمقالة القصيرة الجيدة ينبغي أن تحتوى على أربع فقرات على أقل التقدير. وسوف أبين فيما يلي كيفية كتابة هذه الفقرات.
الفقرة الأولى: فقرة ممهدة ويجب أن تشمل أربع جمل على أقل التقدير.
الجملة الأولى: جملة الخلفية، وهي جملة تعطي القارئ خلفية عامة عن الموضوع الذي تريد أن تتحدث حوله في مقالتك.
الجملة الثانية: جملة الخلفية المفصلة، وهي جملة تفصل الخلفية العامة حتى يصير أكثر جلاءً.
الجملة الثالثة: جملة موضوع البحث، وهذه الجملة التي تحدد مباشرة ما الذي تريد إثباته أو نفيه أو مناقشته.
الجملة الرابعة: جملة التلخيص، وهذه الجملة تلخص ما أوردته في الجمل الثلاث المذكورة سلفاً.
الفقرة الثانية: الفقرة المساندة الأولى، وهي تساند ما تذكره في البند الأول من موضوع البحث. وتحتوى هذه الفقرة على أربع جمل كذلك،
الجملة الأولى : جملة العنوان
الجملة الثانية: جملة المثال
الجملة الثالثة: جملة المناقشة،
الجملة الرابعة : جملة خاتمة الفقرة.
الفقرة الثالثة: الفقرة المساندة الثانية، وهى أيضا تشتمل على أربع جمل:
الجملة الأولى: جملة العنوان
الجملة الثانية: جملة المثال
الجملة الثالثة: جملة المناقشة
الجملة الرابعة: جملة خاتمة الفقرة
الفقرة الثالثة: الفقرة الختامية، وتحتوي على أربع جمل:
الجملة الأولى: جملة التلخيص
الجملة الثانية: جملة تكرار موضوع البحث
الجملة الثالثة: جملة التوصيات والمقترحات.
هذا هو الشكل العام لمقالة جيدة.
والآن إليكم الفقرات والجمل بالتفصيل:
وقبل الشروع في الكتابة أود أن أشير بأننا سنكتب مقالة نعارض فيها الرأي القائل بأن التكنولوجيا ستحل، يوما ما، محل الأستاذ البشرفي قاعات التدريس بالجامعات، وذلك نظرا إلى شيوع استخدام التكنولوجيا في العالم أجمع.
والآن كيف ستكون فقرات وجمل هذا الموضوع يا تُرى؟
طبعا نحن سنكنت هذه المقالة فقرة فقرة وجملة وجملة، ثم نضم جميعها في النهاية إلى بعضها لتشكل مقالة واحدة متكاملة الأطراف.
الفقرة الأولى: فقرة ممهدة، ويجب أن تشمل أربع جمل على أقل التقدير.

الجملة الأولى: جملة الخلفية: التكنولوجيا، هذه الأيام، تشهد نمواً متسارعا وزيادة مطردة في عرض العالم وطوله.
الجملة الثانية: جملة الخلفية المفصلة: فما نراه بأم أعيننا في قاعات التدريس بالجامعات ،اليوم، إنما يدل على هذا.
الجملة الثالثة: جملة موضوع البحث. وليسمح لي القارئ بأن أتحدث في هذه المقالة عن موقفي المعارض لما يقال بأن التكنولويجيا ستحل يوما ما محل الأستاذ الإنسان في قاعات التدريس.
الجملة الرابعة: جملة التلخيص:وهذا ما سأثبته، إن شاء الله تعالى، من خلال تحليل كيف أن الأساتذة البشر باستطاعتهم وحدهم أن يستجيبوا لمطالب الطلاب، ويمكنهم، كذلك، تفعيلهم وتنشيطهم وجعلهم يلتزمون بالنظام.
مزيداً من الشرح:
الجملة الأولى في فقرة التمهيد: قد أعطت القارئ خلفية عامة عن الموضوع الذي أردنا أن نكتبه في هذه المقالة. فالموضوع الأصلى الذي نود الكتابة فيه هو ما يسمى ” موضوع البحث” وهو : (معارضة الرأي القائل بأن التكنولوجيا ستحل يوما ما محل الإنسان المدرس.) علماً بأن هذا الرأي لا يمكن الوصول إليه إلا بعد شيوع التكنولوجيا في ربوع العالم. ولذا يحسن بنا أن نأتي بجملة تشير إلى هذا الشيوع والانتشار.
الجملة الثانية في الفقرة الممهدة: جملة الخلفية المفصلة: (وقد أصبح هذا واقعاً مشاهد اً في قاعات التدريس بالجامعات.)
هذه الجملة قد فصلت مسألة شيوع استخدام التكنولوجيا عبر العالم، بحيث أصبحت تستخدم بكثرة في قاعات التدريس بالجامعات. ويمكن القول بأن هذا يعتبر مثالاً ودليلاً على ما قيل في جملة الخلفية.
الجملة الثالثة: جملة موضوع البحث: وهي " وليسمح لي القارئ الكريم بأن أعرض هنا موقفاً يعارض لما يقال بأن التكنولويجيا ستحل يوما ما محل الأستاذ البشر في قاعات التدريس.. )
لم سميت هذه الجملة جملة موضوع البحث؟ لأنها تمثل بيت القصيد، أي تريد أن تعارض رأيا ما، وقد عبرت عن قصدك بكل جلاء، بحيث إن قارئاً معيناً إذا لم يقرأ مقالتك بالكامل بل اكتفى بالفقرة الأولى فإنه يكفيه ذلك لفهم مرادك. وكتابة جملة موضوع البحث مهم للغاية. فمن لا يكتبها أو لايحسن كتابتها فإنه مرفوض في مجتمعات الكتاب العالميين. والقضية سهلة كما رأيت. فلا داعي للقلق.
الجملة الرابعة: جملة التلخيص: وهي : (وهذا ما سأثبته، إن شاء الله تعالى، من خلال تحليل كيف أن الأساتذة البشر باستطاعتهم وحدهم أن يستجيبوا لمطالب الطلاب، ويمكنهم، كذلك، تفعيلهم وتنشيطهم وجعلهم يلتزمون بالنظام.)
وهذه الجملة تلخص مجمل ما ستقوم به في المقالة، أي أنك تثبت رأيك المعارض من خلال نقطتين:
النقطة الأولى : تحليل كيف أن الأساتذة البشر باستطاعتهم وحدهم أن يستجيبوا لمطالب الطلاب.
النقطة الثانية: تحليل كيف يمكن للأساتذة البشر أن يقوموا بتفعيل الطلاب وتنشيطهم كلما ركنوا إلى الفتور، ويجعلهم يلتزمون بالنظام إن لجأوا إلى الفوضى.
هاتين النقطيتن التي تذكرهما في جملة التلخيص من الفقرة الممهدة هما اللتين تفصلهما من خلال فقرتين مساندتين. فانتبه يا أخي إلى هذا.
طيب، الآن نرى كيف هو شكل الفقرة الأولى:
التكنولوجيا، هذه الأيام، تشهد نمواً متسارعاً وزيادة مطردة في عرض العالم وطوله. فما نراه بأم أعيننا في قاعات التدريس بالجامعات ،اليوم، إنما يدل على هذا. وليسمح لي القارئ الكريم بأن أعرض هنا موقفاً يعارض لما يقال بأن التكنولويجيا ستحل يوما ما محل الأستاذ البشر في قاعات التدريس. وهذاما سأثبته، إن شاء الله تعالى، من خلال تحليل كيف أن الأساتذة البشر باستطاعتهم وحدهم أن يستجيبوا لمطالب الطلاب، ويمكنهم، كذلك، تفعيلهم وتنشيطهم وجعلهم يلتزمون بالنظام.
الفقرة الثانية: فقرة مساندة أولى، وتحتوي على أربع جمل:

الجملة الأولى : جملة العنوان: ( إن من أهم جوانب العملية التعليمية هو أن يكون الأستاذ قادراً على إعادة هيكلة مهمته التعليمية وفقا لاحتياجات الطلاب.)
الجملة الثانية : جملة المثال: فعلى سبيل المثال إذا كان الطلاب لا يستمعون إلى ما يقوله الأستاذ فبإمكانه أن يعيد طرح عنوان الدرس بأسلوب جديد ويقدم ما لديه من المعلومات بصورة أكثر فعالية.
الجملة الثالثة : جملة المناقشة: إن الكمبيوتر يصعب عليه أن يساير ما يتطلبه التلاميذ.
خاتمة الفقرة: ومن ثم، فإن التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل محل الأستاذ البشر.
مزيداً من الشرح:
الفقرة الثانية: فقرة مساندة أولى، وتحتوي على أربع جمل:
الجملة الأولى: جملة العنوان: وهي هنا: ( إن من أهم جوانب العملية التعليمية هو أن يكون الأستاذ قادراً على إعادة هيكلة مهمته التعليمية وفقا لاحتياجات الطلاب.)
فهذه الجملة الأولى في الفقرة المساندة الأولى. وهذه الجملة، كما ترى، تشير إلى الموضوع الرئيس الذي تريد أن تتناوله في بقية الفقرة.وهذا الموضوع الرئيس قد ذكرته بإيجاز في جملة التلخيص في الفقرة الأولى الممهدة عندما قلت: (وهذاما سأثبته، إن شاء الله تعالى، من خلال تحليل كيف أن الأساتذة البشر باستطاعتهم وحدهم أن يستجيبوا لمطالب الطلاب.)
الجملة الثانية: جملة المثال: فعلى سبيل المثال إذا كان الطلاب لا يستمعون إلى ما يقوله الأستاذ فبإمكانه أن يعيد طرح عنوان الدرس بأسلوب جديد ويقدم ما لديه من المعلومات بصورة أكثر فعالية.
في هذه الجملة ضربت مثلا يوضح ما قلت في جملة العنوان. إذن في الفقرة المساندة الأولى تأتي بمثال توضيحي بعد أن تنتهي من كتابة جملة العنوان.
جملة النقاش: ولاشك أن الكمبيوتر يصعب عليه مثل هذه المسايرة أيا كان نوعه.
وبما أنك تكتب مقالة ترد من خلالها على رأي معين، لذا سيكون معنى النقاش هنا : الجدل، والإنكار.
جملة خاتمة الفقرة: ومن هنا يتبين لنا أن التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل محل الأستاذ البشر.
وفي هذه الجملة لا تذكر شيئا جديداً وإنما تعيد ذكر البند الذي تناولته في جملة التلخيص في الفقرة الأولى والذي فصلت القول فيه في هذه الفقرة.
وإليك الآن الفقرة الثانية بكاملها:
إن من أهم جوانب التعليم هو أن يكون الأستاذ قادراً على إعادة هيكلة مهمته التعليمية وفقا لاحتياجات الطلاب. فعلى سبيل المثال إذا كان الطلاب لا يستمعون إلى ما يقوله الأستاذ فإنه بإمكانه أن يعيد طرح عنوان الدرس بأسلوب جديد، ويقدم ما لديه من المعلومات بصورة أكثر فعالية. ولاشك أن الكمبيوتر يصعب عليه مثل هذه المسايرة أيا كان نوعه. ومن هنا يتبين لنا أن التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل محل الأستاذ البشر.
الفقرة الثالثة: الفقرة المساندة الثانية وتحتوى على أربع جمل:

الجملة الأولى : جملة العنوان: إن تفعيل الطلاب وجعلهم يلتزمون بالنظام أمر مهم في المجال التعليمي.
الجملة الثانية: جملة المثال: وهذا شيء مشاهد عندما يقوم أحدنا بتدريس الطلبة الصغار حيث يحتاجون إلى إيجاد الدوافع لديهم وجعلهم منتظمين حتى يمكن للمعلم ممارسة العملية التعليمية بصورة فعالة.
الجملة الثالثة : جملة المناقشة: فالأستاذ الآلي لا يمكنه أن يفعل ذلك بكل بساطة. حيث تحتاج بعض الظروف إلى إعادة تقييم الموقف ما إذا كانت الطلاب يتصرفون بصورة سيئة.
الجملة الرابعة: جملة خاتمة الفقرة: وبعد هذا التحليل قد اتضح لنا بصورة جلية بأن الأستاذ البشر سيستمر في مهامه ويبقى محتاجاً إليه إلى الأبد.
مزيداً من الشرح:
الفقرة الثالثة: الفقرة المساندة الثانية وتحتوى على أربع جمل.
الجملة الأولى : جملة العنوان: إن تفعيل الطلاب وجعلهم يلتزمون بالنظام شيء مهم في المجال التعليمي.
هذه الجملة تشير إلى ما ستفصله في بقية الفقرة، وقد وضعت هذه الفقرة لتوضيح البند الثاني من بين البندين المذكورين في جملة التلخيص في الفقرة الأولى.
الجملة الثانية: جملة المثال: وهذا أمر مشاهد عندما يقوم أحدنا بتدريس الطلبة الصغار حيث يحتاجون إلى إيجاد الدوافع لديهم وجعلهم يتقيدون بالنظام، وذلك حتى يمكن للمعلم ممارسة العملية التعليمية بصورة فعالة.
هذه الجملة توضح بالمثال ما ذكرته في جملة العنوان.
الجملة الثالثة : جملة المناقشة: فالأستاذ الآلي لا يمكنه أن يفعل ذلك بكل بساطة. حيث يحتاج بعض الظروف إلى إعادة تقييم الموقف ما إذا كان الطلاب يتصرفون بصورة سيئة.
هذه الجملة ترد على الرأي القائل بإن التكنولوجيا ستحل محل الأستاذ الإنسان.
الجملة الرابعة: جملة خاتمة الفقرة: وبعد هذا التحليل قد اتضح لنا بصورة جلية بأن الأستاذ البشر سيستمر في مهامه ويبقى محتاجا إليه إلى الأبد.
وهذه الجملة لا تذكر شيئا جديداً، وإنما تعيد ذكر ما أوردته في كامل الفقرة، وما ذكرته في جملة التلخيص في الفقرة الأولى.
وإليك الآن الفقرة بكاملها:
إن تفعيل الطلاب وجعلهم يلتزمون بالنظام شي مهم في المجال التعليمي. وهذا أمر مشاهد بكل وضوح عندما يقوم أحدنا بتدريس الطلبة الصغار حيث يحتاجون إلى إيجاد الدوافع لديهم وجعلهم يتقيدون بالنظام، وذلك حتى يمكن للمعلم ممارسة العملية التعليمية بصورة فعالة. فالأستاذ الآلي، كما ترى، لا يمكنه أن يفعل هذا بكل بساطة. حيث يحتاج بعض الظروف إلى إعادة تقييم الموقف ما إذا كان الطلاب يتصرفون بصورة سيئة. وبعد هذا التحليل قد اتضح لنا بصورة جلية بأن الأستاذ البشر سيستمر في مهامه ويبقى محتاجاً إليه إلى الأبد.
فقرة الخاتمة، وتحتوى على ثلاث جمل:

الجملة الأولى : جملة التلخيص: من خلال تحليل قدرة الأستاذ على الاستجابة لمطالب التلاميد وإيجاد الدوافع لديهم ليكووا أناسا ناجحين، اتضح لنا أن–.
الجملة الثانية: جملة إعادة ذكر موضوع البحث: التكنولوجيا لن تحل محل الأستاذ البشر، ولن تسعه أن نقوم بما يقوم الأستاذ البشر، فلا تحل محله أبدا.
الجملة الثالثة: جملة ذكر التوصياتّ : وإن كنا لا نمانع من استمرار التكنولوجيا في لعب دور مساعد في العملية التعليمية.
مزيدا من الشرح:
فقرة الخاتمة، وتحتوى على ثلاث جمل:
في فقرة الخاتمة لا تذكر شيئا جديدا، وإنما تلخص ما ورد في كامل المقالة مع إعادة ذكر موضوع البحث بألفاظ جديدة.
الجملة الأولى : جملة التلخيص: من خلال تحليل قدرة الأستاذ على الاستجابة لمطالب التلاميذ وإيجاد الدوافع لديهم ليكووا أناسا ناجحين، فد اتضح لنا أن–.
هذه الجملة لا تذكر شيئا جديدا وإنما تلخص النقطتين اللتين فصلت القول فيهما في فقرتين مساندتين.
الجملة الثانية: جملة إعادة ذكر موضوع البحث: التكنولوجيا لن تسعه أن تقوم بما يقوم الأستاذ البشر، فلا تحل محله أبدا.
الجملة الثالثة: جملة ذكر التوصياتّ: وإن كنا لا نمانع من استمرار التكنولوجيا في لعب دور مساعد في العملية التعليمية.
في هذه تم ذكر مقترح مفاده أننا لا نمانع من استمرار التكنولوجيا في لعب دور المساعد في العملية التعلمية.
وإليك الفقرة بكاملها:
من خلال تحليل قدرة الأستاذ على الاستجابة لمطالب التلاميد وإيجاد الدوافع لديهم ليكووا أناسا ناجحين، فد اتضح لنا أن التكنولوجيا لن نسعه أن نقوم بما يقوم الأستاذ البشر، فلا تحل محله أبدا. وإن كنا لا نمانع من استمرار التكنولوجيا في لعب دور مساعد في العملية التعليمية.
وهذه هي المقالة بكاملها:
هل تحل التكنولوجيا محل الأستاذ البشر في يوم من الأيام؟
التكنولوجيا، في هذه الأيام، تشهد نمواً متسارعا وزيادة مطردة في عرض العالم وطوله. فما نراه بأم أعيننا في قاعات التدريس بالجامعات ،اليوم، إنما يدل على هذا. وليسمح لي القارئ الكريم بأن أعرض هنا موقفاً يعارض لما يقال بأن التكنولويجيا ستحل يوما ما محل الأستاذ البشر في قاعات التدريس. وهذاما سأثبته، إن شاء الله تعالى، من خلال تحليل كيف أن الأساتذة البشر باستطاعتهم وحدهم أن يستجيبوا لمطالب الطلاب، ويمكنهم، كذلك، تفعيلهم وتنشيطهم وجعلهم يلتزمون بالنظام.
إن من أهم جوانب التعليم هو أن يكون الأستاذ قادراً على إعادة هيكلة مهمته التعليمية وفقا لاحتياجات الطلاب. فعلى سبيل المثال إذا كان الطلاب لا يستمعون إلى ما يقوله الأستاذ فإنه بإمكانه أن يعيد طرح عنوان الدرس بأسلوب جديد، ويقدم ما لديه من المعلومات بصورة أكثر فعالية. ولاشك أن الكمبيوتر يصعب عليه مثل هذه المسايرة أيا كان نوعه. ومن هنا يتبين لنا أن التكنولوجيا لا يمكنها أن تحل محل الأستاذ البشر في يوم من الأيام.
أضف إلى ذلك، أن تفعيل الطلاب وجعلهم يلتزمون بالنظام شيء مهم في مجال التعليم. وهذا أمر مشاهد بكل وضوح عندما يقوم أحدنا بتدريس الطلبة الصغار حيث يحتاجون إلى إيجاد الدوافع لديهم وجعلهم يتقيدون بالنظام، وذلك حتى يمكن للمعلم ممارسة العملية التعليمية بصورة فعالة. فالأستاذ الآلي، كما ترى، لا يمكنه أن يفعل هذا بكل بساطة. حيث يحتاج بعض الظروف إلى إعادة تقييم الموقف ما إذا كان الطلاب يتصرفون بصورة سيئة. وبعد هذا التحليل قد اتضح لنا بصورة جلية بأن الأستاذ البشر سيستمر في مهامه ويبقى محتاجا إليه إلى الأبد.
ومن خلال تحليل قدرة الأستاذ على الاستجابة لمطالب التلاميد وإيجاد الدوافع لديهم ليكووا أناسا ناجحين، اتضح لنا أن التكنولوجيا لن تسعه أن تقوم بما يقوم به الأستاذ البشر، فلا تحل محله أبدا. وإن كنا لا نمانع من استمرار التكنولوجيا في لعب دور مساعد في العملية التعليمية.