تقديم غض البصر على حفظ الفرج
النظر بريد الزنا ورائد الفجور
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى :"*قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون "*وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن"*(النور30-31)
والأصل تقدم حفظ الفرج على غض البصر بالأهمية المعنوية تقدم الخاص على العام ، ولكنه عدل عن ذلك وتقدم العام على الخاص بحسب الأهمية المعنوية كذلك ، وتقدم السبب على المسبب ، وما أحسن ما رتَّب هذا الأمر ،حيث أمر أولا بما يعصم من الفتنة ويُبعد عن مواقعة المعصية ، وهو غض البصر، لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر،والبصر داعية إلى الفرج ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - العينان تزنيان والفرج يُصدِّق ذلك أو يُكذِّبه ".
وكما قال الشاعر أحمد شوقي :نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
والهدف من هذا التقديم هو التركيز على السبب أكثر من المسبب ، والسبب هنا أهم من المسبَّب ،لأن المتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخرفي الموقع كذلك.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.