حديث «اليمين الفاجرة تذر الدِّيار بلاقع».
روى هذا الحديث يحيى بن أبي كثير واختلف عنه في وصله وإرساله
وقد رواه هشام بن حسان واختلف عليه:
فأخرجه البزار (1034)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (275)، والبيهقي في "الشعب" (7601) من طريق محمد بن عبد الله بن علاثة، عن هشام بن حسان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، مرفوعا بلفظ: «اليمين الفاجرة تذهب المال أو تذهب بالمال». إلا أن الخرائطي لم يذكر موضع الشاهد.
ومن طريق الخرائطي أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (978).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف، إلا من هذا الوجه ولا نعلم أسند هشام بن حسان، عن يحيى بن أبي كثير، غير هذا الحديث ولا نعلم رواه عن هشام إلا ابن علاثة، وابن علاثة هذا لين الحديث».
وإسناده فيه ابن علاثة ضعيف، وثقه ابن معين، وقال البخارى: فيه نظر ، وقال الدارقطنى: متروك ، وقال ابن عدى : أرجوا أنه لا بأس به.
وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه. انظر "المراسيل" لابن ابي حاتم (ص255).
وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص242) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن هشام بن حسان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به،
وعلي بن الحسين صدوق يهم كما في "التقريب".
وخالفهم ناصح بن عبد الله واضطرب فيه فأخرجه الحارثي في "مسند أبي حنيفة" (875 و876 و877 و878 و879)، والجصاص في "أحكام القرآن" (2/336)، والإسماعيلي –كما في "تلخيص الحبير" (3/458)-، وأبو يعقوب محمد بن إسحاق في "المناهي وعقوبات المعاصي" (ق125/أ)، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص242)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (255 و815)، والبيهقي في "الشعب" (4501)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/411) من طريقه، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مطولا. إلا أن الحارثي ذكره مبهما في الموضع الثالث ولم يسمه، وسقط من الموضع الثاني عند القضاعي.
ورواه أيضا الحارثي في "مسند أبي حنيفة" (880) من طريقه، عن يحيى ابن أبي كثير، عن مجاهد، وعكرمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
وناصح بن عبد الله ضعيف الحديث كما في "التقريب".
وذكره الدارقطني في "العلل" (8/233) فقال: «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه؛
فروي عن أبي حنيفة، عن ناصح، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال قائل: عن المقبري، عن أبي حنيفة، عن ناصح، عن يحيى بن أبي كثير، عن مجاهد، وعكرمة، عن أبي هريرة، ولم يصنع شيئا ولعله أراد عن المهاجر بن عكرمة».
وخالفهم المقرئ، فأخرجه البيهقي في "السنن" (10/35) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن أبى حنيفة، عن يحيى بن أبى كثير عن مجاهد وعكرمة عن أبى هريرة، ولم يذكر ناصحا.
قال البيهقي: «وخالفه إبراهيم بن طهمان وعلى بن ظبيان والقاسم بن الحكم فرووه عن أبى حنيفة عن ناصح بن عبد الله عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة».
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1092) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال، عن أبي جعفر النفيلي، عن أبي الدهماء البصري، شيخ صدق، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به،
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص243).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا أبو الدهماء، تفرد به: النفيلي ».
وسنده فيه أحمد بن عبد الرحمن بن عقال، قال أبو عروبة: «ليس بمؤتمن على دينه». انظر "لسان الميزان" (1/523).
أخرجه معمر بن راشد في "جامعه" (20231) عن يحيى بن أبي كثير، قال: لا أعلمه إلا رفعه قال:وذكره مطولا وفيه ... «واليمين الفاجرة تدع الدار بلاقع».
ومن طريق معمر أخرجه البيهقي في "السنن" (10/35).
قال البيهقي: «والحديث مشهور بالإرسال».
وقال الإمام أحمد كما في "شعب الإيمان" للبيهقي عقب (7601):«اختلفوا فيه على يحيى، فقيل: هكذا، وقيل: عنه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقيل: عنه منقطعا وهو أصح».
وانظر "تلخيص الحبير" (3/458)، و"البدر المنير" (8/194- 196).