تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: إجلاس الله عز وجل نبيّه صلى الله عليه وسلم على العرش

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    46

    افتراضي إجلاس الله عز وجل نبيّه صلى الله عليه وسلم على العرش

    إجلاس الله نبيّه على العرش
    هذه المسألة من المسائل المشهورة بين الطلبة وقد بحثتها في السيرة فأحببت أن أقدم للقراء مع ودي مشاركتهم فإن المرء لا يشبع من العلم .
    وقد روى الطبريّ في تفسيره والخلال في السنّة (1/213) من طريق محمد بن فضيل عن الليث عن مجاهد قال في قوله تعالى (( عسى أن يبعث ...)) يجلسه معه على العرش "
    قال ابن جرير : وما قاله مجاهد من أنّ الله يُقعد محمدا r على عرشه قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله r ولا عن أحد من أصحابه ولا عن التابعين بإحالة ذلك "
    وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (4/374) قال ابن جرير : وهذا ليس مناقضاً لما استفاضت به الأحاديث من أنّ المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول : إنّ إجلاسه على العرش منكر – إنما أنكره بعض الجهمية – ولا ذكره في تفسير الآية منكر "
    وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوئد (4/39) قال القاضي : صنّف المروزي في فضيلية النبيّ r وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي : وهو قول أبي داود أحمد بن أصرم ويحيى بن أبي طالب وأبي بكر بن حمّاد وأبي جعفر الدمشقيّ وعيّاش الدوريّ وإسحاق بن راهويه وعبد الوهاب الوراق وإبراهيم الأصبهانيّ وإبرهيم الحربي وهارون بن معروف ومحمد بن إسمعيل السلمي ومحمد بن مصعب العابد وأبي بكر بن صدقة ومحمد بن بشر بن شريك وأبي قلابة وعليّ بن سهل أبي عبد الله بن عبد النور وأبي عبيد والحسن بن فضل وهارون بن العباس الهاشمي وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد ومحمد بن يونس البصري وعبد الله بن الإمام أحمد والمروزي وبشر الحافي " انتهى
    قلت – أي ابن القيم – وهو قول ابن جرير الطبري وإمام هؤلاء كلهم مجاهد إمام التفسير وهو قول ابي الحسن الدارقطني ومن شعره فيه
    حديث الشفاعة عن أحمد ***إلى أحمد المصطفى مسنده
    وجاء حديث باقعاده ***على العرش أيضا فلا تجحده
    أمروا الحديث على وجهه ***ولا تدخلوا فيه ما يفسده
    ولا تنكروا أنه قاعد *** ولا تنكروا أنه يُقعده " ( [1] ). انتهى كلام ابن القيم
    ولا يضرّ الأثرَ ضعفُ ليث ابن أبي سليم واختلاطه لأنّ العلماء أهل السنّة والجماعة تلقّوه بالقبول .
    قال أبو عبد الله بن عبد النور : والله ما للنبيّ فضيلة مثلها أدركت شيوخنا على ذلك يتلقونه بالقبول ويسرّون بها ولا يردّها إلا رجل سوء جهميّ " رواه الخلال في السنة
    (1/255)

    وقال شيخ الإسلام في ذرء التعارض (5/237) رواه بعض النّاس من طرق كثرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنّما الثابت أنّه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول "
    وقد وسم العلماء على من أنكر هذا الأثر واشمئزّ بالتّجهم فإليك أمثلة من أقوالهم من كتاب السنّة للخلال رحمه الله تعالى
    1- قال إسحاق بن راهويه : " من ردّ هذا الحديث فهو جهميّ "
    2- وقال أبو داود صاحب السنن " من أنكر هذا فهو عندنا متّهم وقال : ما زال
    الناس يحدّثون بهذا يريدون مغايظة الجهمية وذلك أنّ الجهمية ينكرون أنّ على العرش
    شيء "

    3- وقال إبراهيم الأصبهانيّ " هذا الحديث حدّث به العلماء منذ ستين ومائة ولا يردّه إلا أهل البدع قال : سألت أحمد بن عليّ عن هذا الحديث فقال : كتبته منذ خمسين سنة ولا يردّه إلا أهل البدع "
    4- وقال محمد بن واصل : من ردّ حديث مجاهد فهو جهميّ "
    5- وقال أبو بكر ابن أبي طالب : من ردّه فقد ردّ على
    الله عز وجل ومن كذب بفضيلة النبيّ
    r فقد كفر بالله العظيم "

    6- وقال أحمد بن أصرم المزنيّ : من ردّ هذا فهو متّهم على الله ورسوله وهو عندنا كافر "
    7- وقال أبو عبد الله بن عبد النور : والله ما للنبيّ r فضيلة مثلها أدركت شيوخنا على ذلك يتلقونه بالقبول ويسرّون بها ولا يردها إلا رجل سوء جهميّ "
    وهذا كفاية ومن أراد الزيادة فليراجع كتاب السنة للخلال (1/209- 256)
    ولا تغتر بإنكار الحافظ ابن عبد البر على هذا الأثر ولا غيره فهو زلّة عالم فله اجتهاده وأجره
    [مأخوذ من شرحي على ألفية السيرة ]
    تنبيه : قد صح عن النبي أنّ المقام المحمود هو الشفاعة العظمى والله أعلم


    [1]- ضعّف الألبانيّ إسناد هذه الأبيات في
    الضعيفة (2/256) فراجعه مشكوراً
    ما سلم الله من بريته ولا *** نبي الهدى فكيف أنا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي

    نقل الخلال عن مئات من جهابذة العلماء تلقيهم لهذه الفضيلة بالقبول ولا ينكرها إلا زنديق، وإن الله الذي رفعه ليله المعراج إليه إلى سدرة المنتهى لهو أقدر على أن يرفعه معه يوم القيامة ، وهناك أدلة صحيحة وكثيرة على هذا الأمر مجموعة في مبحث مستقل ، وإنما أنكر هذه الفضيلة المتأخرون فقط والله المستعان . وأما السلف فاتفقوا عليها إلا ما ورد عن الطبري ثم هجره الحنابلة وضربوه ثم تراجع عنها وألف كتابا يعتذر عن قوله ويثبت فيه قول السلف ولله الحمد ،

  3. #3

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    46

    افتراضي

    جزيتم خيراً وشكراً على حسن المشاركة
    ما سلم الله من بريته ولا *** نبي الهدى فكيف أنا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الجبرتي مشاهدة المشاركة
    5- وقال أبو بكر ابن أبي طالب : من ردّه فقد ردّ على
    الله عز وجل ومن كذب بفضيلة النبيّ
    r فقد كفر بالله العظيم "
    بارك الله فيك أخي الكريم.
    هل يثبت الدليل ابتداء ،إن ثبت قلنا به ، وقول مجاهد ليس دليلا ، وابن عبد البر كما أشرت ينكر ذلك ، بل يحكيه عن العلماء ، يقول في التمهيد 7 / 157 :
    ولكن قول مجاهد هذا ( أي في تفسير قوله تعالى : وجوه يؤمئذ ناضرة : قال : تنظر الثواب) مردود بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة وجمهور السلف وهو قول عند أهل السنة مهجور والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما أحدهما هذا والآخر قوله في قول الله عز وجل {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً}.
    ثم قال :وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة .
    وقال أيضا : وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك فصار إجماعا في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة.
    ذكر ابن أبي شيبة عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} قال شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
    وذكر بقي قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا قيس عن عاصم عن زر عن ابن مسعود {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} الشفاعة.
    قال وحدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا أبو بكر عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود مثله.
    وذكر الفريابي عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود مثله.
    وذكر ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال المقام المحمود الشفاعة...أهـ
    وقال الحافظ بن حجر في الفتح 11 / 426 : والجمهور على ان المراد به الشفاعة وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع ولكنه أشار إلى ما جاء عن مجاهد وزيفه ...أهـ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    والذي يتضح من كلام الإمام ابن جرير السابق أنه يرجح القول بأن المقصود من الآية الشفاعة بيد أنه ذكر في آخر كلامه على هذه الآية أن قول مجاهد ليس بمحال!
    وإذا كانت الطرق إلى مجاهد في تفسيره لهذه الآية لا تصح ، فكيف تعتبر مخالفته كفرا ، أو وصفه بالتجهم . وحديث عبد الله بن سلام ـ وغيره ـ في الباب لا يصح .
    وأبو عبدالله بن عبدالنور لم أجد له ترجمة .

    نكتة: قال ابن كثير في البداية والنهاية 15 / 42 ـ في حوادث سنة سبع عشرة وثلاثمائة ـ وفيها وقعت فتنة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي، وبين طائفة من العامة، اختلفوا في تفسير قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.

    فقالت الحنابلة: يجلسه معه على العرش، وقال الآخرون: المراد بذلك الشفاعة العظمى، فاقتتلوا بسبب ذلك، وقتل بينهم قتلى، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقد ثبت في صحيح البخاري أن المراد بذلك مقام الشفاعة العظمى، وهي الشفاعة في فصل القضاء بين العباد، وهو المقام الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم، حتى إبراهيم، ويغبطه به الأولون والآخرون . أهـ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    513

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي الكريم.
    هل يثبت الدليل ابتداء ،إن ثبت قلنا به ، وقول مجاهد ليس دليلا ، وابن عبد البر كما أشرت ينكر ذلك ، بل يحكيه عن العلماء ، يقول في التمهيد 7 / 157 :
    ولكن قول مجاهد هذا ( أي في تفسير قوله تعالى : وجوه يؤمئذ ناضرة : قال : تنظر الثواب) مردود بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة وجمهور السلف وهو قول عند أهل السنة مهجور والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما أحدهما هذا والآخر قوله في قول الله عز وجل {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً}.
    ثم قال :وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة .
    وقال أيضا : وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك فصار إجماعا في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة.
    ذكر ابن أبي شيبة عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} قال شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
    وذكر بقي قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا قيس عن عاصم عن زر عن ابن مسعود {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} الشفاعة.
    قال وحدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا أبو بكر عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود مثله.
    وذكر الفريابي عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود مثله.
    وذكر ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال المقام المحمود الشفاعة...أهـ
    وقال الحافظ بن حجر في الفتح 11 / 426 : والجمهور على ان المراد به الشفاعة وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع ولكنه أشار إلى ما جاء عن مجاهد وزيفه ...أهـ
    بارك الله فيك أبا مالك و هذا ما كنت أود قوله سابقا و حدت عنه حتى لا أتهم بانتقاص أئمة السلف فقد رميت بهذا سابقا في مشاركتين
    قول شيخ الإسلام في درء التعارض (5/237) رواه بعض النّاس من طرق كثرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنّما الثابت أنّه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول " يبين جليا أن أئمة السلف الذين تلقوه بالقبول اعتمدوا على قول مجاهد و أن هذا من قبيل الرفع لكن باب العقيدة يتشدد في أسانيده فلا يقبل إلا ما حصل اليقين به و حتى لو قلنا أن أئمة السلف لابد أن كان لهم أسانيد تثبت بها ففي هذه الحال لا نأخذ بقولهم كما قال الشيخ بن باز لأننا متعبدون بالدليل انتهى فلابد من الأدلة الصحيحة حتى نعتقد ذلك و لا يكفي مجرد التقليد
    و كلامي موجه لكبار الطلاب و أنا أعرف أقدار العلماء و أئمة السلف
    قال بن عمــر
    "مجلس فقـــه خيـــر من عبـــادة ستيــن سنـــة"

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ولم يذكر ابن كثير في تفسيره ـ فيما رأيت ـ إلا أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمي ، وكأنه هجر قول مجاهد . والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •