دور منزلة المعنى في علامات الترقيم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في علامات الترقيم التي يخضع استعمالها للضابط المعنوي أو منزلة المعنى كما في الأمثلة التالية ،وهي أشهر علامات الترقيم :
1- نقول:كتب محمد الدرس، ثم شاهد التلفاز، فنضع فاصلة (،) بعد كلمة الدرس بسبب اكتمال معنى الجملة ،ولنفصل بين الجمل ، وإن وضعناها في مكان آخر كأن يكون بعد "محمد" أو بعد "شاهد" فإن المعنى لا يكتمل ويسبب اللبس.
2- نضع النقطة (.) في نهاية الكلام ، للإشارة إلى انتهاء فكرة ، وبداية فكرة جديدة ،وهذا يدل على انتهاء الكلام السابق من ناحية معنوية ، وبداية كلام جديد له معنى جديد مختلف.
3-نضع علامة الفاصلة المنقوطة (؛) لتربط بين السبب والمسبب ،نقول:لا تسبح في الماء العميق ؛ فتغرق.
4- نضع علامة التعجب (!) بعد جملة التعجب ، للدلالة المعنوية ، وينبغي كذلك أن تكون نبرة الصوت تعجبية للدلالة على معنى التعجب ،ولو وضعنا بدل علامة التعجب علامة الاستفهام لاختلف المعنى ،وهذا الكلام ينطبق على علامة الاستفهام كذلك .
5- النقطتان الرأسيتان(
نضعهما مثلا قبل القول ،وقبل الأنواع ،وهناك ارتباط معنوي بين الفعل قال والقائل والقول،وهناك ارتباط معنوي كذلك بين الكل والأجزاء ،نقول مثلا:فصول السنة أربعة:الصيف والشتاء والربيع والخريف .
6-الشرطتان(--)وهي علامة الاعتراض للدلالة على أن ما بينهما لا ينتمي إلى الجملة التي توجدان فيها،كقوله تعالى"فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى- والله أعلم بما وضعت- وليس الذكر كالأنثى ،فقوله تعالى"والله أعلم بما وضعت" ليس من كلام امرأة عمران .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس .