وبعد ،
فقد انتهت وقفاتنا مع
المالكي
في
رسالته البتراء
،
ونكرر أسفنا وتأثرنا من
القسوة
التي آثرنا أن يشتمل عليها أسلوبنا
في رد
ترهاته وأباطيله
،
ويعلم الله أن الباعث لهذا الأسلوب القاسي
الغيرة لحق الله ،
والغضب مما يغضب الله ،
والتقرب إليه تعالى
برد ما ينافي تحقيق
التوحيد
وكماله ،
والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
في
حماية جناب التوحيد
،
وسد كل ذريعة توصل إلى انتهاك حرماته ،
والتمعّـر غيرة لله
في نسبة ما هو محض حق الله
لغير
الله .
نصيحتي للمالكي
وكم كنت أتمنى أن يكون المالكي
وهو يذكر أنه أحد أسباط رسول الله صلى الله عليه وسلم ;
أن يسلك مسالك جده صلوات الله وسلامه عـليه ;
في تقـدير الله حق قـدره ،
وإنزال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المنزلة التي أنزله الله إياها ،
فلا إفراط ولا تفريط ،
ولا غلو ولا تنطع ،
ولا إطراء ولا تفيهق ،
فهو عبد الله ورسوله ،
أرسله الله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً ،
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً :
{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ }[1] .
==========
[1] - سورة الأحقاف ، الآية : 9 .