من المعلوم للقاصي والداني أن الصحابة رضي الله عنهم ضربوا لنا أروع وأجمل وأبهى الأمثلة في كل شيء ، في التضحية والامتثال والقدوة والبذل والعطاء ، كذا الخلاف فنجدهم في خلافاتهم وقَّافين عند حدود الله ، رجَّاعين للحق والصواب ، لذا آثرت أن أذكر بعض الآثار التي تجمع في طياتها مجموعة من النقاشات التي دارت بين بعض الأصحاب ، لنرى كيف كانوا يتعاملون عند الخلاف ، وكيف يرجع الواحد منهم للحق إذا تبين له ، فرضي الله عنهم وعن من سار على نهجم إلى يوم أن يرث الله الأرض من عليها ، فنقول ، والله المستعان وعلي التكلان :
1 - عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ فَقَالَ : (قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ) ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : (أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (أَجِبْ عَنِّي اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ، قَالَ : (اللَّهُمَّ نَعَمْ) . مسلم (2485) .
زاد أحمد (21939) في روايته : (قَالَ : فَانْصَرَفَ عُمَرُ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .