لطائف من : خطبة الحاجة
قال الدكتور " محمد أحمد باجابر في كتاب " مرويات خطبة الحاجة – جمع ودراسة " من منشورات مجلة جامعة أم القرى ( ج17/ ع32 /1425 ه / ص 313-320) :
· كتب في هذا الموضوع في حدود علمي كتابان أحدهما للشيخ محمد ناتصر الدين الألباني والثاني للشيخ عبد الفتاح أبو غدة
وقال عن كتاب الألباني رحمه الله : " وقد خرجها عن ستة من الصحابة وهم عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله ونبيط بن شريط وعائشة رضي الله عنهم جميعا وعن تابعي وهو الزهري رحمه الله تعالى ثم ذكر في الخاتمة على تأكيد استحباب هذه الخطبة وأنها تفتح بها جميع الخطب سواء النكاح أو الجمعة أو غيرها وإن ذلك يؤيده عمل السلف الصالح حيث كانوا يفتتحون كتبهم بهذه الخطبة ثم مثل بصنيع الإمام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في " مقدمة كتابه " " مشكل الآثار " وأن القصد من جمع هذه الرسالة نشر هذه السنة التي كاد الناس أن يطبقوا على تركها ولفت نظر الخطباء والوعاظ والمدرسين وغيرهم إلى ضرورة حفظهم لها وافتتاحهم خطبهم وكقالاتهم ودروسهم لها
· وتطرق عن الكلام عن كتاب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عفا الله عنه وموضوعه كما ذكر مؤلفه في مقدمة كتابه هو إثبات أن خطبة الحاجة لا يسن افتتاح الكتب والمؤلفات بها على الخصوص وإنما يستهل بها الخطب القولية الهامة والرد على الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في قوله باستحبابها "
وقال في خاتمة بحثه ( ص 384-390) :
· ومن خلال التأمل في مرويات هذه الخطبة يظهر بوضوح وجلاء أن هذه الخطبة لم تذكر في واقعة واحدة وغنما تكرر ذكرها وتعددت وقائعها ويدل على ذلك أمور : قصة ضماد التي في حديث ابن عباس والثاني : حديث ابن مسعود ( علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة ان الحمد لله ..."
وظاهره أنه تعليم للصحابة رضي الله عنهم وفيهم ابن مسعود وغيره وليس فيه قصة ضماد فهي واقعة أخرى ... وكل هذا يدل على تعدد الواقعة وتكرر ذكر هذه الخطبة منه صلى الله عليه وسلم في أكثر من موقف وفي أكثر من زمن يبرر اختلاف ألفاظها وتعدد مروياتها وعدم اتحاد صيغتها ولفظها "
وموضوع هذه الخطبة : انها تذكر بين يدي حاجة الإنسان المهمة كالنكاح والبيع وخطبة الجمعة ونحوها والظاهر عموم الحاجة وعدم تقييدها بالنكاح فقط كما أن ظاهر هذه العموم يشمل الخطب القولية والخطبة وغيرها كالكتب والمصنفات " ... ومنها فقد ذكر الإمام الصنعاني في تفسير الحاجة الواردة في الحديث فقال : الحاجة " عام لكل حاجة ومنها النكاح وقد صرح به في رواية كما ذكرناه .. وفيه دلالة على سنية ذلك في النكاح وغيره "
وذكر بعض النقاط المهمة ومنها :
· أهمية خطبة الحاجة وعظيم شأنها لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها أصحابه وتكرارها منه صلى الله عليه وسلم في مواقف عديدة وكثرة ما روي فيه مرفوعا ً
· عناية الصحابة رضي الله عنهم بهذه الخطبة عناية فائقة وتعلمها وكثرة الروايات الوارة في موضوع هذه الخطبة واختلاف ألفاظها وعدم اتحاد بعضها بل تعدد نصوصها الصحيحة وعدم انحصارها في صفة واحدة مما يدل على وجود السعة في الأمر وعمومها في النكاح والبيع والجمعة وغيرها وعدم انحصارها في موضوع واحد فقط كالنكاح وكما انها لا تقتصر على الخطب القولية فقط وادلة ذلك كثيرة وظاهرة ) ا ه .انتهى من بحث الدكتور باجابر .
[ ثانيا ]
· وخطبة الحاجة كانت سببا في إسلام الصحابي الجليل " ضماد بن ثعلبة الأزدي " والحديث أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في " الكبرى " وأخرجه ابن ماجه " وليس فيه قصة ضماد " وأخرجه أحمد في " المسند " وهو بلفظ مسلم مع اختلاف يسير والطبراني في " الكبير " وسماه ضمام بالميم وليس ضماد
وفي الختام نذكر بعض ما ذكره الألباني رحمه الله في " خطبة الحاجة "( ص 31-32)
· وقد تبين لنا من مجموع الأحاديث المتقدمة ان هذه الخطبة تفتح بها جميع الخطب سواء كانت خطبة نكاح أو خطبة جمعة أو غيرها فليست خاصة بالنكاح كما قد يظن وفي بعض طرق حديث ابن مسعود التصريح بذلك كما تقدم وقد أيد ذلك عمل السلف الصالح فكانوا يفتتحون كتبهم بهذه الخطبة كما صنع الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله ..وقد جرى على هذا النهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو يكثر من ذلك في مؤلفاته كما لا يخفى على من له عناية بها
وقال رحمه الله في خاتمة بحثه : ( ص 34 ) :
" والقصد من جمع هذه الرسالة هو نشر هذه السنة التي كاد الناس أن يطبقوا على تركها فألفت أنظار الخطباء والوعاظ ..." انتهى .
قال مقيده عفا الله عنه :
" وللشيخ سليم الهلالي كتاب في تتبع مرويات خطبة الحاجة "