الموضوع: سؤال/ ما درجة صحة هذا الحديث؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء في السنن الكبرى للبيهقي (8/ 483)
17287 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو سعيد بن أبي عمرو , قالا: ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني , ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب , أنبأ جعفر بن عون، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: أصاب غلمان لحاطب بن أبي بلتعة بالعالية ناقة لرجل من مزينة فانتحروها واعترفوا بها , فأرسل إليه عمر فذكر ذلك له , وقال: هؤلاء أعبدك قد سرقوا وانتحروا ناقة رجل من مزينة واعترفوا بها , فأمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم , ثم أرسل بعدما ذهب فدعاه وقال: " لولا أني أظن أنكم تجيعونهم حتى إن أحدهم أتى ما حرم الله عز وجل لقطعت أيديهم , ولكن والله لئن تركتهم لأغرمنك فيهم غرامة توجعك، فقال: كم ثمنها؟ للمزني , قال: كنت أمنعها من أربعمائة , قال: فأعطه ثمانمائة "

السؤال/ ما درجة صحة هذا الحديث؟
وهل صححه أحد الأئمة المعاصرين؟

يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: هو ابن أبي بلعته، قال بن معين بعضهم يقول سمع من عمر وهذا باطل إنما يروي عن أبيه عن عمر رضي الله عنه.
وعليه فالإسناد ضعيف.
لكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18977 )، عن ابن جريج , قال: حدثني هشام بن عروة , عن عروة , أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب , أخبره عن أبيه , قال: توفي حاطب وترك أعبدا , منهم من يمنعه , من ستة آلاف يعملون في مال الحاطب , يشمران فأرسل إلي عمر ذات يوم ظهرا , وهم عنده , فقال: هؤلاء أعبدك سرقوا وقد وجب عليهم ما وجب على السارق، وانتحروا ناقة لرجل من مزينة اعترفوا بها ومعهم المزني «فأمر عمر أن تقطع أيديهم» ثم أرسل وراءه , فرده , ثم قال لعبد الرحمن بن حاطب: «أما والله لولا أني أظن أنكم تستعملونهم , وتجيعونهم , حتى لو أن أحدهم يجد ما حرم الله عليه لأكله , لقطعت أيديهم , ولكن والله إذ تركتهم لأغرمنك غرامة توجعك» , ثم قال للمزني: كم ثمنها؟ قال: «كنت أمنعها من أربع مائة» قال: أعطه ثمان مائة.
فهنا رواه يحيى عن أبيه عبد الرحمن بن حاطب.
وأخرجه مالك في "الموطأ" (38 )،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن رقيقا لحاطب سرقوا ناقة لرجل من مزينة فانتحروها، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب، «فأمر عمر كثير بن الصلت أن يقطع أيديهم»، ثم قال عمر: «أراك تجيعهم»، ثم قال عمر ": «والله» لأغرمنك غرما يشق عليك "، ثم قال للمزني: «كم ثمن ناقتك؟» فقال المزني: قد كنت والله أمنعها من أربعمائة درهم، فقال عمر: «أعطه ثمانمائة درهم» قال يحيى: سمعت مالكا يقول: «وليس على هذا العمل عندنا، في تضعيف القيمة، ولكن مضى أمر الناس عندنا على أنه، إنما يغرم الرجل قيمة البعير أو الدابة يوم يأخذها».
ولي عودة فقد أقيمت الصلاة.

إسناده ضعيف ، فيحيى بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر، قاله ابن معين ـ كما في جامع التحصيل ص 298 ، إنما سمع من أبيه عن عمر .
لكن الأثر أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ( 18977 ) فقال : عن ابن جريج قال : حدثني هشام بن عروة ، عن عروة : أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أخبره ، عن أبيه قال : توفي حاطب وترك أعبدا منهم من يمنعه من ستة آلاف يعملون في مال الحاطب يشمران فأرسل إلي عمر ذات يوم ظهرا وهم عنده فقال : هؤلاء أعبدك سرقوا وقد وجب عليهم ما وجب على السارق وانتحروا ناقة لرجل من مزينة اعترفوا بها ومعهم المزني فأمر عمر أن تقطع أيديهم ثم أرسل وراءه فرده ثم قال لعبد الرحمن بن حاطب : أما والله لولا اني أظن أنكم تستعملونهم وتجيعونهم حتى لو أن أحدهم يجد ما حرم الله عليه لآكله لقطعت أيديهم ولكن والله إذ تركتهم لأغرمنك غرامة توجعك ثم قال للمزني كم ثمنها قال كنت أمنعها من أربع مئة قال أعطه ثمان مئة . وإسناده صحيح ، رجاله ثقات معروفون ، وابن جريج صرح بالتحديث ، وعروة من أقران يحيى بن عبد الرحمن ، ويحيى ثقة.
والأثر عند مالك أيضا 2 / 748 قال : عن هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب :ان رقيقا لحاطب سرقوا ناقة لرجل من مزينة فانتحروها فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فأمر عمر كثير بن الصلت ان يقطع أيديهم ثم قال عمر أراك تجيعهم ثم قال عمر والله لأغرمنك غرما يشق عليك ثم قال للمزني كم ثمن ناقتك فقال المزني قد كنت والله امنعها من أربعمائة درهم فقال عمر أعطه ثمانمائة درهم قال يحيى سمعت مالكا يقول وليس على هذا العمل عندنا في تضعيف القيمة ولكن مضى أمر الناس عندنا على انه إنما يغرم الرجل قيمة البعير أو الدابة يوم يأخذها .
وهو منقطع بهذا الاسناد ، والله أعلم .

عذرا لم أر كلام أخينا أبي عاصم إلا بعد أن كتبت .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

عذرا لم أر كلام أخينا أبي عاصم إلا بعد أن كتبت .

بارك الله فيك أبا مالك، ونفع بك.

وأخرجه عبد الرزاق أيضًا في "المصنف" (18978)، عن معمر, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب, أن غلمة , لأبيه عبد الرحمن بن حاطب سرقوا بعيرا...فذكر نحوه.

وعن مالك: أخرجه الشافعي في "الأم" (7/244)، وفي "المسند" (1/224)، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (17242).
قال الشافعي: قال مالك في كتابه: ليس عليه العمل، ولا تضعف عليهم الغرامة، ولا يقضى بها على مولاهم، وهي في رقابهم، ولا يقبل قول صاحب الناقة.
ثم قال الشافعي: "فهذا حديث ثابت عن عمر يقضي به بالمدينة بين المهاجرين والأنصار فإن خالفه غيره لازم لنا فتدعون لقول عمر السنة والآثار لأن حكمه عندكم حكم مشهور ظاهر لا يكون إلا عن مشورة من أصحاب رسول الله فإذا حكم كان حكمه عندكم قولهم أو قول الأكثر منهم فإن كان كما تقولون فقد حكم بين أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله في ناقة المزني وأنتم تقولون حكمه بالمدينة كالإجماع من عامتهم فإن كان قضاء عمر - رحمه الله - عندكم كما تقولون فقد خالفتموه في هذا وغيره وإن لم يكن كما تقولون فلا ينبغي أن يظهر منكم خلاف ما تقولون أنتم وأنتم لا تروون عن أحد أنه خالفه فتخالفون بغيرشيء رويتموه عن غيره ولا أسمعكم إلا وضعتم أنفسكم موضعا تردون وتقبلون ما شئتم على غير معنى ولا حجة فإن كان يجوز أن يعمل بخلاف قضاء عمر فكيف لم تجيزوا لغيركم ما أجزتم لأنفسكم وكيف أنكرنا وأنكرتم على من خالف قول عمر والواحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غير هذا؟".

بارك الله فيكما .. وأحسن اليكما .. وجزاكما كل خير

قال ابن أبي حاتم: "وسمعت أبا زرعة وذكر حديثا رواه ابن وهب، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن عمر: أن رقيقا لحاطب
قال أبو زرعة: وفي "موطإ مالك": عن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عمر، ولم يقل: «عن أبيه» ، وهذا الصحيح. انظر "علل ابن أبي حاتم" (4/189-190).

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة

قال أبو زرعة: وفي "موطإ مالك": عن هشام، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عمر، ولم يقل: «عن أبيه» ، وهذا الصحيح. انظر "علل ابن أبي حاتم" (4/189-190).

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

إسناده ضعيف ، فيحيى بن عبد الرحمن لم يسمع من عمر، قاله ابن معين ـ كما في جامع التحصيل ص 298 ، إنما سمع من أبيه عن عمر .

ما الصحيح سمع عن أبيه أم سمع عن عمر؟

ثم وجدت ما يلي في كتاب :
دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنهالمؤلف: عبد السلام بن محسن آل عيسى
الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية
الطبعة: الأولى1423هـ/2002م
عدد الأجزاء: 2

قال : ومن الآثار الدالة على إنصاف عمر رضي الله عنه الرقيق، وإعطائهم حقوقهم والعناية بهم، أن رقيقاً لعبد الرحمن بن حاطب انتحروا ناقة رجل من مزينة، فأمر عمر رضي الله عنه أن تقطع أيديهم، ثم أرسل فردهم، ثم قال لعبد الرحمن: أما والله لولا أني أظن أنكم تستعملونهم، وتجيعونهم حتى لو أن أحدهم يجد ما حرم الله لأكله لقطعت أيديهم، ولكن الله إذ تركتهم لأغرمنك غرامة توجعك، ثم قال للمزني: كم ثمنها؟ قال: كنت أمنعها من أربعمائة، فقال عمر رضي الله عنه لعبد الرحمن: أعطه ثمانمائة1.
وروي أن رجلاً أمر غلاماً له أن يسنو على بعير له، فنام الغلام، فجاء بشعلة من نار، فألقاه في وجهه، فتردى الغلام في بئر، فلما أصبح أتى عمر رضي الله عنه، فرأى الذي في وجهه فأعتقه2.
____________________
1 رواه مالك / الموطأ 2/470، عبد الرزاق / المصنف 10/238،239، البيهقي / السنن الكبرى 8/278. صحيح من طريق عبد الرزاق.
قال: عن ابن جريج، قال: حدّثني هشام بن عروة عن عروة أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أخبره عن أبيه، قال: توفي حاطب ... الأثر.
2 رواه البخاري / الأدب المفرد ص 68، من طريقين في الأول علي بن زيد بن جدعان، ضعيف وهو من رواية سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه، وقد اختلف في سماعه منه.
والثاني رجاله ثقات، ولكنه منقطع من رواية الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه. فالأثر ضعيف.

إنما المقصود أنه سمع من أبيه لا من عمر ، يعني في رواية الموطأ أنه رواه عن عمر ، لم يذكر أباه ، والصحيح أنه بذكر أبيه ، فهو لم يسمع من عمر ، إنما سمع منه بواسطة أبيه ( أي عن أبيه عن عمر ) . لعل المراد قد اتضح .

نعم اتضح

بورك فيكم

وفيكم بورك ، ونفع بكم .

ونفع الله بأخينا الفاضل أبي عاصم ، فقد أفادنا جزاه الله خيرا .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني

ونفع الله بأخينا الفاضل أبي عاصم ، فقد أفادنا جزاه الله خيرا .

بارك الله فيكم ونفع بكم أستاذنا الكبير.

سؤال أيضا
حاطب بن أبي بلتعة: صحابي.
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب تابعي

السؤال/ عبد الرحمن بن حاطب صحابي أم تابعي؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى

سؤال أيضا
حاطب بن أبي بلتعة: صحابي.
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب تابعي

السؤال/ عبد الرحمن بن حاطب صحابي أم تابعي؟

له رؤية، وعدوه في كبار ثقات التابعين. قاله ابن حجر في "تقريبه".

بارك الله فيكم

(له رؤية) هي من سببت لي الخلط

حيث جاء في الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 24)
(ولد في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال ابن مندة: له رؤية، ولا يصح له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة، وإنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم)

فهل ما قاله ابن حجر وابن مندة هو الراجح؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الندى

بارك الله فيكم

(له رؤية) هي من سببت لي الخلط

حيث جاء في الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 24)
(ولد في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال ابن مندة: له رؤية، ولا يصح له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة، وإنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم)

فهل ما قاله ابن حجر وابن مندة هو الراجح؟

وفيكم بارك ، وبكم نفع.
نعم هو الراجع. وقد تقدم قول ابن حجر: "وعدوه في ثقات كبار التابعين"!