الأهمية المعنوية واللفظية في آية قرآنية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى :"*وإذا مسَّ الإنسان الضرُّ دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما" وقوله تعالى:"*وإذا مس الناس خيرٌ دعوا ربهم منيبين إليه *فقد تقدم الدعاء في حالة النوم عليه في حالة القعود عليه في حالة القيام لأن الآية الكريمة مبنية على الدعاء وقت الضر والمرض ،والمباني هي :الدعاء نائما والدعاء قاعدا والدعاء قائما ، والدعاء في حالة النوم أخص بالمريض، فهو يقضي معظم وقته نائما ، ولهذا تقدم هذا المبني نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية ، يليه الدعاء عند القعود ثم عند القيام ،فهذه المباني تترتب من المبني عليه من الخاص إلى العام ،ومن الأهم إلى الأقل أهمية .
كما تقدم "الإنسان" على الضر" وتقدم "الناس" على "خير" من أجل التناغم الصوتي بين "السينات" فيهما وبين "السين" في كلمة "مسَّ" وهذا يبعث جوا موسيقيا جميلا في الآيات الكريمة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي غالبا والاحتياج اللفظي نادرا ، وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي واللفظي.