"لقد اخترت محمداً صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة, ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار, ومعهم حق في ذلك. ولكن محمداً عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي.وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً. وبعد 13 قرناً من وفاته. فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً ومتجدداً"
كثيراً ما ترددت هذه الكلمات في شهادات المستشرقين للنبي الكريم, وكثيراً ما تساءلت كيف لمفكر أن يقول هذا الكلام وهو ليس بمسلم, وأحياناً يحدو بي الخيال لأتصور أنه مسلم لكنني لاأدري !!!
وهذا كلام عجيب غريب لا بد له من بيان :
- "الخالدون مائة أعظمهم محمد" هذا عنوان النص المترجم الذي نشره أنيس منصور في مجلة أكتوبر ... وأصل عنوان الكتاب "المائة: تقويم لأعظم الناس أثراً في التاريخ" لمايكل هارت ... مفكر مسيحي عالم فلك ورياضيات مولع بالتاريخ.
- تقييمه للمائة على حسب الأثر وامتداده في التاريخ حتى ولو كان هذا الأثر سيئاً - ولهذا ذكر هتلر مع أن سيرته تثير له القرف -
- لهذا كان تفضيله للنبي محمد وذكره رقم واحد ليس حباً ولا احتراماً وإنما هو تقييم عملي فقط لحجم التأثير واتساعه
وقد قال عن المسيح عيسى مثلاً - الذي ذكره ثالثاً - : ولو مارس المسيح سلطة سياسية أو دينية لما ترددت لحظة واحدة في أن أضع المسيح على رأس القائمة
وقال عن بوذا - الذي ذكره رابعاً - : لا شك أن بوذا يستحق أن يتصدر القائمة لولا أن عدد البوذيين في العالم أقل من المسيحيين والمسلمين
- لسنا بحاجة أبداً لمن يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم, وهذا الهوان والضعف أن نفتش عن شهادة أو كلام جميل وكثيراً ما أساء المفكرون الغربيون "المستشرقون" للنبي الكريم ولا يضيره, ويكفينا قول نبينا صلى الله عليه وسلم عن نفسه "أنا محمدُ ، وأنا أحمدُ ، وأنا نبيُّ الرحمةِ ، ونبيُّ التوبةِ ، وأنا الْمُقَفَّى ، وأنا الحاشرُ ، ونبيُّ الملاحِمِ".
والحمد لله