تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: اعرف عدوك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي اعرف عدوك

    احذر من الشيطان (فإنه عدوك) :


    في الحديث : (إن الشيطان يأتي أحدَكم وهو في صلاته ، فيأخذ شعرةً من دُبُرِه ، فيمدُّها فيرى أنه قد أحدث ، فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا) . حسن لغيره : أحمد (12236) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا وصححه لغيره الألبانيُّ .

    - أن الشيطان لا يتوانى عن إضلال الإنسان وإبعاده عن الطريق المستقيم ، وعن تلبيس أمر العبادة عليه ؛ فعن ابن مسعود قال: (إن الشيطان ليُطِيف بالرجل في صلاته ليقطع عليه صلاته، فإذا أعياه نفخ في دُبُره، فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئًا، فلا ينصرفنَّ حتى يجد ريحًا أو يسمع صوتًا) . عبدالرزاق في مصنفه 536، والطبراني في المعجم الكبير 9130، وقال الهيثمي 1/:42: رجاله موثَّقون.


    • فكن منه على حذر ، فقد ذكر الله - عز وجل - صفات الشيطان في القرآن ، فمنها ما قاله موسى - عليه السلام -: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾ [القصص: 15] ، وقال - تعالى - لآدم وحواء: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأعراف: 22].

    • إذًا فالشيطان عدوٌّ ومضل ومبين ، مضل معلومة ؛ لأنه يضل الإنسان عن الطريق المستقيم ، أما مبين فهي من أعجب العجب ؛ لأنه واضح وبيِّن ، ومع ذلك يتبعه كثير من الناس ؛ لذلك أمرنا الله - سبحانه - وحذَّرنا ليس من اتباع الشيطان ، ولكن من اتباع خُطُواتِ الشيطان ؛ لأنه يجرُّ المرء ويستزِلُّه خطوة خطوة ، فقد ورد التحذير من ذلك في أربعةِ مواضع من القرآن :
    1- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة:
    2- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208].
    3- ﴿ وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [الأنعام: 142]
    4- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21].
    • إذًا الشيطان يدعو إلى كل فحشاء وكل منكر ، ويمكننا أن نجمل ما يدعو إليه في ستة أصناف يندرج تحتها مئات المعاصي والآثام ، وهي :

    1- الشرك بالله :

    قال - تعالى - على لسان إبليس: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الأعراف: 16] ؛ أي : كما أغويتني وأضللتني وأهلكتني لأقعدن لعبادك الذين خلقتهم من ذرية هذا الذي أبعدتني بسببه ، على الصراط المستقيم ؛ أي : طريق الحق وسبيل النجاة ، ولأضلنهم عنها لئلا يعبدوك ، ولا يوحِّدوك بسبب إضلالك إياي .تفسير ابن كثير 2/8.

    وفي حديث سبرة بن أبي فاكه ، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (إن الشيطان قعَد لابنِ آدمَ بأطرُقِه، فقعد له بطريق الإسلام ، فقال له: أتُسلِمُ وتَذَرُ دِينك ودِين آبائك ، وآباء أبيك ؟ قال : فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة ، فقال : أتُهاجِر وتَذَر أرضك وسماءك ، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطِّوَل- هو الحبل الطويل، يُشد أحد طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفرس، ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه؛ قاله في النهاية- قال : فعصاه فهاجر ، قال : ثم قعَد له بطريق الجهاد ، فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة، ويقسم المال ، قال : فعصاه فجاهد)) ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (فمَن فعل ذلك منهم فمات ، كان حقًّا على الله أن يُدخله الجنة ، أو قُتل كان حقًّا على الله أن يُدخله الجنة ، وإن غرِق كان حقًّا على الله أن يُدخله الجنة ، أو وَقَصَتْه دابَّة كان حقًّا على الله أن يُدخله الجنة) . النسائي 3134، وأحمد 15958، وابن أبي شيبة 19329، وصححه الألباني في صحيح الجامع 736.

    2- البدع :


    فإن المبتدعة أعداء الرسل، وهم الذين غيَّروا دين الله، وأمَروا الناسَ أن يعبُدوا الله بشرعٍ لم يأتِ به النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يأذن به اللهُ - سبحانه وتعالى.

    3- الكبائر :

    فإن أفلت المرءُ من الشرك والبدع، زيَّن له الشيطانُ الوقوعَ في الكبائر؛ كي يُهلِكه، عياذًا بالله.

    4- الصغائر :


    شيء يسير، ومكوث المرء على الصغائر أعظمُ من إتيانه الكبائر، فرُبَّ عبدٍ وقع في كبيرة كانت هي بداية الهداية، ولكن الصغائر يستهين بها العبد غالبًا، ومن القطر تدفق الخلجان، ومعظم النار من مستصغر الشرر.

    5- التوسع في المباحات :

    وهذا باب عظيم لكل مَن يفطن له؛ لأنه مباحٌ ليس بمحرَّم، فالشيطان يفتح على العبد هذا الباب حتى يجعله أسيرَ هواه، والتلذذ في المباحات؛ فعن عائشة أنها سمِعَتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من ساعةٍ تمرُّ بابن آدم لم يكن ذكَر الله فيها بخير إلا خسِر عندها يوم القيامة . الطبراني في الأوسط 8316، والبيهقي في شعب الإيمان 508 وقال: وفي هذا الإسناد ضَعْفٌ، غير أن له شواهدَ من حديث معاذ، وصحَّحه الألباني في الصحيحة 2197، وتراجع عن تصحيحه؛ انظر: السلسلة الضعيفة 10/740-774.


    6- الانشغال بالمفضول عن الفاضل :

    أكثر الناس يقع في هذا، ولا يفطن له إلا العلماء، فالأعمال الصالحة درجات، فإن كان العبد سيعمل عملاً صالحًا ولا بد، وسوس الشيطان له كي ينقله من العمل الأعلى درجة إلى الأقل حتى يفوِّت عليه الفرصة الأعلى.
    فمراد الشيطان من بني آدم أوضحه الله - عز وجل - أوضح بيانٍ في القرآن؛ حيث قال: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].

    فالشيطان مرادُه أن يُدخِل الناس النار، فيدعوهم إلى الكفر، فإن أنجا الله العبد من الكفر، دعاه إلى البدعة، فإن نجا من البدعة ولزم طريق السنة، أوقعه في الكبائر، فإن نجا من الكبيرة، أوقعه في الصغائر، فإن نجا من الصغائر، شغله بالمباح الذي لا ثواب فيه ولا عقاب عن الأهم، فإن نجا من هذه، شغله بالمفضول عن الفاضل، وإن كان المفضول خيرًا أيضًا، لا بد أن يضع أمامه عَقبة من العقبات.

    لذا أوصيك بالعلم ، فمن خلاله تستطيع أن تواجه مكائد الشيطان، فإن من مكائده أن يدعو الإنسان أن يتكلم بغير علم؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 168، 169].
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: اعرف عدوك

    بارك الله فيكم أبا البراء .
    نعوذ بالله من الشيطان وحبائله ، فحبائل الشيطان كثيرة ، وأخطرها الشرك بالله ، ثم البدعة ثم الكبيرة ، على ما تفضلت بذكره .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: اعرف عدوك

    وفيكم بارك الله شيخنا ، فأعداء الإنسان تعددت وإن لم نستعن بالله وقعنا فريسة لها ، وصدق القائل حيث قال :

    إني ابتليت بأربعٍ ما سلطــوا .. إلا لشدة شقوتي وعنائي
    إبليس والدنيا ونفسي والهوى ..كيف النجاة وكلهم أعدائي
    بمعية الرحمن ونهج حبيبه .. أبلغ بإذن الله رجــائـــي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    الشيطان عدو مضل، ومن تلبيسه على النساء إنزال النزيف عليهن ففي الحديث: " إنما هي ركضة من ركضات الشيطان".

    هل اقتصر النبي عليه الصلاة والسلام على قول:"إنما هي ركضة من ركضات الشيطان"، لحمنة بنت جحش رضي الله عنها أم ذكر لها رقى لإبعاد الشيطان؟

    ولماذا بعض المشايخ أو الرقاة يقولون للمرأة التي تعاني من الاستحاضة المستمرة بأنه سحر نزيف؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ففي الحديث: " إنما هي ركضة من ركضات الشيطان".

    هل اقتصر النبي عليه الصلاة والسلام على قول:"إنما هي ركضة من ركضات الشيطان"، لحمنة بنت جحش رضي الله عنها
    نفع الله بكم .
    الحديث مما اختلف العلماء في أمره ، والراجح - عندي - أنه لا يصح فإنه مما تفرد به ابن عقيل ، والأكثر على ضعفه ، وفيه أنه قد ردها إلى غالب النساء لا إلى عادتها ولا التمييز ، وأحاديث الصحيحين وغيرهما ترد المرأة إلى عادتها ، كما في حديث فاطمة بنت أبي حبيش، وفيه أنه قال لها : ذلك عرق .
    ولم يقل : ركضة من ....

    والعلماء في هذا الحديث لهم أقوال كثيرة جدا ، لكن هذا ما ظهر لي ، والعلم عند الله .

  7. #7

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا إخواننا الفضلاء

  8. #8

    افتراضي

    نفع الله بكم
    مع ما ذكرتُم أعلاه في الموضوع و في الردود , ما يمكن ان يقال حول هذا , وأن يُنصَح به _والله تعالى اعلى و اعلم _ حول هذا .

    ان معية الرحمن سبحانه وتعالى للإنسان , هي أول ما يتحصن العبد نفسه به من الشياطين , فإن الله سبحانه اذا قدر لعبده ان يتقرب منه تعالى , أيده بتوفيقه , وأبعده عن الشياطين , وابدله لما هو خير وافضل , بتقديره سبحانه وتعالى ,
    وأن ينبذ الوساوس التي يلقيها الشيطان واتباعه في روعه , خداعا وتحايلا,عبر أساليب شتى , حتى لو ظهر ذلك _أحيانا _ بثوب النصيحة والغيرة والتعاطف , معية الله تعالى للعبد تقتضي ان لا ينجذب لوسوسة الشيطان .
    ومعية الله تعالى لعباده تقتضي طاعته وذكره , , وهو ما يحاول الشيطان واوليائه ابعادنا عنه , لأن ما يرضي الله تعالى هو ما يتحقق به صالح الإنسان , وما يُغضب الله تعالى هو ما يشقيه ويتعسه , وهو ما يسعى ويعمل اليه الشيطان .

    جزاكم الله خيرا
    والله الهادي إلى سواء السبيل , وهو الحكيم القدير سبحانه
    وصلى الله وسلم على الحبيب محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بكم .
    الحديث مما اختلف العلماء في أمره ، والراجح - عندي - أنه لا يصح فإنه مما تفرد به ابن عقيل ، والأكثر على ضعفه ، وفيه أنه قد ردها إلى غالب النساء لا إلى عادتها ولا التمييز ، وأحاديث الصحيحين وغيرهما ترد المرأة إلى عادتها ، كما في حديث فاطمة بنت أبي حبيش، وفيه أنه قال لها : ذلك عرق .
    ولم يقل : ركضة من ....

    والعلماء في هذا الحديث لهم أقوال كثيرة جدا ، لكن هذا ما ظهر لي ، والعلم عند الله .

    بارك الله فيكم، هل تعني أن عبدالله بن محمد بن عقيل لم يسمع من إبراهيم بن محمد بن طلحة؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا وبارك فيك

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم، هل تعني أن عبدالله بن محمد بن عقيل لم يسمع من إبراهيم بن محمد بن طلحة؟
    وفيكم بارك الله .
    لم أتطرق لهذا ، لكن قلت : لتفرد ابن عقيل ، والأكثر على تضعيفه ، وأما مسألة سماع ابن عقيل من إبراهيم ، فإن البيهقي قال في سننه الكبير 1 / 339 :
    وَبَلَغَنِى عن أبى عيسَى التِّرمِذِىِّ - وهو في العلل الكبير (74) - أنَّه سمِع محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِىَّ يقولُ: حَديثُ حَمنَةَ بنتِ جَحشٍ فى المُستَحاضَةِ هو حَديثٌ حَسَنٌ، إلا أن إبراهيمَ بنَ محمدِ بنِ طَلحَةَ هو قَديمٌ، لا أدرِى سمِع مِنه عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عَقيلٍ أم لا؟ . اهــ

    وقد أجاب الشوكاني عن هذا فقال في النيل 1 / 338 ، بعد نقله قول الترمذي عن البخاري :
    وَيُجَابُ عَلَى الْبُخَارِيِّ بِأَنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنَ طَلْحَةَ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فِيمَا قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَهُوَ تَابِعِيٌّ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنَ الْعَاصِ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ، وَابْنُ عَقِيلٍ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذٍ، فَكَيْفَ يُنْكِرُ سَمَاعَهُ مِنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ لِقِدَمِهِ؟ وَأَيْنَ ابْنُ طَلْحَةَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي الْقِدَم وَهُمْ نُظَرَاءُ شُيُوخِهِ فِي الصُّحْبَةِ وَقَرِيبٌ مِنْهُمْ فِي الطَّبَقَة، فَيُنْظَرُ فِي صِحَّةِ هَذَا عَنْ الْبخارِي .اهــ

    قلت : صحة ذلك واضحة ؛ لأن تلميذ البخاري - وهو الترمذي - هو الذي نقلها عنه !

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وحديثنا هذا أمر المرأة في الجمع بين الصلوات ( وهو ما يعرف بالجمع الصوري ) ، وأحاديث المستحاضة في الصحيحين كحديث عائشة في قصة فاطمة بنت أبي حبيش وأم حبيبة لم يرشدها إلى الجمع ، والله أعلم .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقد نقل عن الإمام أحمد أنه ضعف الحديث ، وذلك من رواية أبي داود ، ونقل الترمذي عنه أنه صحح هذا الحديث ، ولا شك أن نقل الترمذي عن أحمد رحمه الله لا يقدم على نقل تلميذه المقرب له ، وهو أبو داود ، فإن أبا داود من تلاميذ أحمد الملازمين له ، فقد قال أبو داود في سننه عقيب ( 287 ) :
    سمعت أحمد يقول حديث ابن عقيل في نفسي منه شيء .

    وقال ابن رجب في فتح الباري له 1 / 443:
    والمعروف عن الإمام أحمد أنه ضعفه ولم يأخذ به ، وقال : ليس بشيء . وقال - - مرة - : ليس عندي بذلك ، وحديث فاطمة أصح منه وأقوى إسناداً . وقال - مرة - : في نفسي منه شيء .

    وقال ابن رجب في موضع آخر :
    وحكى عَن البخاري أنه حسنه ، وعن الإمام أحمد أنه قالَ : هوَ حسن صحيح .
    وقد اختلف قول الإمام أحمد فيهِ ، فقيل عَنهُ أكثر أصحابه أنَّهُ ضعفه ، وقيل : إنه رجع إلى تقويته والأخذ بهِ - : قاله أبو بكر الخلال .اهــ

    قلت : والحديث ضعفه أبو حاتم الرازي والدارقطني وابن منْده ، ونقل الاتفاق على تضعيفه من جهة عبد الله بن محمد بن عقيل ؛ فإنه تفرد بروايته . قاله ابن رجب أيضا في الفتح .
    وقد تعقب ابنَ منده بعضُهم ، كما تراه في التلخيص الحبير .
    والله أعلم .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وفيكم بارك الله .
    لم أتطرق لهذا ، لكن قلت : لتفرد ابن عقيل ، والأكثر على تضعيفه ، وأما مسألة سماع ابن عقيل من إبراهيم ، فإن البيهقي قال في سننه الكبير 1 / 339 :
    وَبَلَغَنِى عن أبى عيسَى التِّرمِذِىِّ - وهو في العلل الكبير (74) - أنَّه سمِع محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِىَّ يقولُ: حَديثُ حَمنَةَ بنتِ جَحشٍ فى المُستَحاضَةِ هو حَديثٌ حَسَنٌ، إلا أن إبراهيمَ بنَ محمدِ بنِ طَلحَةَ هو قَديمٌ، لا أدرِى سمِع مِنه عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عَقيلٍ أم لا؟ . اهــ

    وقد أجاب الشوكاني عن هذا فقال في النيل 1 / 338 ، بعد نقله قول الترمذي عن البخاري :
    وَيُجَابُ عَلَى الْبُخَارِيِّ بِأَنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنَ طَلْحَةَ مَاتَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ فِيمَا قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَهُوَ تَابِعِيٌّ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنَ الْعَاصِ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ، وَابْنُ عَقِيلٍ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذٍ، فَكَيْفَ يُنْكِرُ سَمَاعَهُ مِنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ لِقِدَمِهِ؟ وَأَيْنَ ابْنُ طَلْحَةَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي الْقِدَم وَهُمْ نُظَرَاءُ شُيُوخِهِ فِي الصُّحْبَةِ وَقَرِيبٌ مِنْهُمْ فِي الطَّبَقَة، فَيُنْظَرُ فِي صِحَّةِ هَذَا عَنْ الْبخارِي .اهــ

    قلت : صحة ذلك واضحة ؛ لأن تلميذ البخاري - وهو الترمذي - هو الذي نقلها عنه !

    بارك الله فيكم، ولكن البيهقي قال :"وَبَلَغَنِى عن أبى عيسَى التِّرمِذِىِّ ..."، فهل هذا البلاغ نجزم به؟!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم، ولكن البيهقي قال :"وَبَلَغَنِى عن أبى عيسَى التِّرمِذِىِّ ..."، فهل هذا البلاغ نجزم به؟!
    وفيكم بارك الله أختنا الكريمة .
    لعلكم لم تكملوا - أو لم تنتبهوا - قراءة كلامي ، فقد قلت آنفا :
    ... وَبَلَغَنِى عن أبى عيسَى التِّرمِذِىِّ - وهو في العلل الكبير (74) - أنَّه سمِع محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِىَّ ..

    فبينت أن كلام البخاري نقله تلميذه الترمذي في علله الكبير .
    فلا حاجة لنا ببلاغ البيهقي إذن ، لأن معنا علل الترمذي الكبير والذي فيه قول البخاري المنقول .
    ولا بأس بنقله من العلل :
    74- قَالَ مُحَمَّدٌ ( هو البخاري ) : حَدِيثُ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ فِي الْمُسْتَحَاضَة ِ هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ إِلاَّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ هُوَ قَدِيمٌ لاَ أَدْرِي سَمِعَ مِنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَمْ لاَ.اهــ

    وعلى افتراض أن البخاري لم يقل ذلك ، فالعلة هنا في هذا الحديث هو ابن عقيل ، لأنه ضعيف لا يحتمل منه التفرد ، وقد تفرد به وخالف ما في الصحاح.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    ألف عدة علماء كتبا لتببين تلبيس الشيطان منها تلبيس ابليس و إغاثة اللهفان و قد ذكر ابن القيم / مدارج السالكين =العقبات التي يصيد بها الشيطان الانسان وفصلها تفصيلا بديعا و قسمها لسبع:
    1- (عقبة الكفر) الكفر بالله ودينه فإن ظفر بهذة العقبة بردت نــار عـداوتة واستراح وأن نجا منها العبد انـــتـــقــل للعقبة التي تليهاـ
    2- عقبــة البدعة) فإذا أعجزه العبد ونجا من هذه العقبة وقف له الشيطان للعقبة التي تليها ـ
    3- (عــقــبة الكبائر) فيزين الشيطان للعبد المعاصي حتي ينسلخ صاحبها من الدين فإن وفـــق الله العبد للنجاة منها انـــتـــقــل الشيطان للعقبة التي تليهاـ
    4- (عقبة الصغائر) فلا يزال الشيطان يهونها فى نظره فيستهين بها العبد حتي تهلكة فإن كتب الله للعبد تسديدآ ونجاة وقف له الشيطان على التي تليها ـ
    5- عقبة المباحات) فيشغله الشيطان بالمباحات حتي يترك التزود من الطاعات والإكثار من الحسنات والخيرات فإن عصم الله العبد طلبه الشيطان للتي تليها
    6- عقبة الأعمال المفضولة) وترك الفاضلة ليشغلة بالمفضول عما هو أعظم ربحاً وأفضل كســباً ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق السائرين ـ على جادة التوفيق فإن نجا منها العبد لم يبق للشيطان إلى عقبة واحدة ـ
    7- عقبة تسليط الأعداء عليه وهذه العقبة لا سبيل للنجاة منها ولــو كان أحد ناجيا منها لنجا أكرم الخلق وهم الرسل والأنبياء فمن وصل لهذى المرتبة فليعد عدته فإنه فى الميدان والله المستعان
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بارك الله فيكم وأحسن إليكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة

    وعلى افتراض أن البخاري لم يقل ذلك ، فالعلة هنا في هذا الحديث هو ابن عقيل ، لأنه ضعيف لا يحتمل منه التفرد ، وقد تفرد به وخالف ما في الصحاح.

    جزاكم الله خيرا ، معذرة على التسرع وأطلت كثيرا، كنت أبحث في أحاديث المستحاضة والقراءة في سبب ضعفها لعلي تهت، وفي أقوال الفقهاء.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وجزاكم مثله ، ونفع بكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •