تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 82

الموضوع: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

  1. #21

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    قد أفدت وأجدت وأولى الناس بهذا الكلام أنت ، ولي عندك سؤال من يجب اتباعه من العلماء ، وما الخطب إذا اختلف أحدهم مع الآخر ؟.
    من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة.
    وإذا وقع الاختلاف فآراء كبار المجتهدين كالأربعة مقدمة لعلو رتبتهم وبعدهم عن الخطإ إلا نادرا. ولا يقال في كل اختلاف إن أحدهم مخطئ ولابد لأن الاختلاف قد يكون رحمة من الله تعالى يوسع بها على عباده حتى يأخذ كل بما يناسب زمانه أو مكانه أو طبيعته، والكل إن شاء الله تعالى على هدى. فبأيهم اقتديت اهتديت ما دامت الأمة قد شهدت لهم بالتقدم والرسوخ في العلم. لكن لا تتبع من اختلف الناس في صلاحيتهم للاجتهاد إن كنت تريد السلامة لدينك. فإن لشهادة الناس في بعضهم البعض قدرا عظيما عند الله لا يستهان به حتى قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : " من أثْنيتُم عليه خيرًا وجبَتْ له الجنةُ . ومن أثْنيتُم عليه شرًّا وجبت له النارُ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ "

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الصديق مشاهدة المشاركة
    ابو البراء غفر الله لكم ونفع بكم مواضيعكم ماشاء الله اكثر ثراءاثابكم الله خيرا
    وجزاك مثله ووعافاني الله وإياكم وجملنا بستره في الدنيا والآخرة .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد بن عبد الصمد مشاهدة المشاركة
    من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة.
    وإذا وقع الاختلاف فآراء كبار المجتهدين كالأربعة مقدمة لعلو رتبتهم وبعدهم عن الخطإ إلا نادرا. ولا يقال في كل اختلاف إن أحدهم مخطئ ولابد لأن الاختلاف قد يكون رحمة من الله تعالى يوسع بها على عباده حتى يأخذ كل بما يناسب زمانه أو مكانه أو طبيعته، والكل إن شاء الله تعالى على هدى. فبأيهم اقتديت اهتديت ما دامت الأمة قد شهدت لهم بالتقدم والرسوخ في العلم. لكن لا تتبع من اختلف الناس في صلاحيتهم للاجتهاد إن كنت تريد السلامة لدينك. فإن لشهادة الناس في بعضهم البعض قدرا عظيما عند الله لا يستهان به حتى قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : " من أثْنيتُم عليه خيرًا وجبَتْ له الجنةُ . ومن أثْنيتُم عليه شرًّا وجبت له النارُ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ "
    ولماذا لم تسلك هذا المنهج في مسألة تأويل الصفات بارك الله فيكم ؟

    وانظر هنا للمناقشة (5) هل في القرآن مجاز ؟

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #24

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    ولماذا لم تسلك هذا المنهج في مسألة تأويل الصفات بارك الله فيكم ؟

    وانظر هنا للمناقشة (5) هل في القرآن مجاز ؟

    كيف لم أسلكه يا أخي، هل قلت لكم شيئا من عندي أم نقلت كلام السلف ؟
    آخر ما نقلته تأويلات ابن عباس رضي الله عنه ولازال عندي الكثير مما لم أذكره. فإن ثبت عندكم تأويل ابن عباس رضي الله عنه للصفات لزمكم القول بتأويلها، وإن لم يثبت فبينوا ذلك وسأطرح المزيد حينها. لكني حتى الآن لم أقل شيئا من عقلي وإنما استندت إلى أقوال الأكابر فأين رأيت مني مخالفة لما ذكرت ؟

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد بن عبد الصمد مشاهدة المشاركة
    كيف لم أسلكه يا أخي، هل قلت لكم شيئا من عندي أم نقلت كلام السلف ؟
    آخر ما نقلته تأويلات ابن عباس رضي الله عنه ولازال عندي الكثير مما لم أذكره. فإن ثبت عندكم تأويل ابن عباس رضي الله عنه للصفات لزمكم القول بتأويلها، وإن لم يثبت فبينوا ذلك وسأطرح المزيد حينها. لكني حتى الآن لم أقل بتأويلها من عقلي وإنما استنادا إلى أقوال الأكابر فأين رأيت مني مخالفة لما ذكرت ؟
    منهجك الذي أصلت له ، القول بقول الأكثرية ، فلماذا لم تجنح له في مسألة التأويل على فرض أنه قول ابن عباس وقول الإمام أحمد ، فعلى قولك هذا نَعُد في كل مسألة من قال بها ، فمن كان أكثر عددًا قلنا بقوله ، وهذا عجيب في الترجيح بارك الله فيكم .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    تأويل الصفات


    السؤال الأول من الفتوى رقم ( 5082 ):

    س1: تعلمنا في المدارس أن مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الإِيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا نصرف النصوص الواردة فيها عن ظواهرها ولكننا بعد ذلك التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة ، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله، والمدرسة الثانية: مدرسة الأشاعرة ، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي رحمه الله وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله صلى الله عليه وسلم: قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ، وقوله صلى الله عليه وسلم: الحجر الأسود يمين الله في الأرض وقوله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وغير ذلك.

    والسؤال الآن: هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين


    بهذا الشكل صحيح؟ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريًّا ؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    ج1: أولاً: دعوى أن الإِمام أحمد أول بعض نصوص الصفات؛ كحديث قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن... ، وحديث الحجر الأسود يمين الله في الأرض... إلخ - دعوى غير صحيحة، قال الإِمام أحمد بن تيمية : (وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد لم يتأول إلاَّ ثلاثة أشياء: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" و "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن" فهذه الحكاية كذب على أحمد ، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف، لا علمه بما قال، ولا صدقه فيما قال). ا هـ. من ص 398 من ج 5 من [مجموع الفتاوى].



    وبيان ذلك أن للتأويل ثلاثة معان:

    الأول: مآل الشيء وحقيقته التي يؤول إليها، كما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام:
    هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ
    ، أي حقيقتها التي آلت إليها وقوعًا، وليس هذا مقصودًا في النصوص المذكورة في السؤال.

    الثاني: التأويل بمعنى صرف الكلام عن معناه الظاهر المتبادر منه إلى معنى خفي بعيد لقرينة، وهذا المعنى هو المصطلح عليه عند علماء الكلام وأصول الفقه، وليس متحققًا في النصوص المذكورة في السؤال، فإن ظاهرها مراد لم تصرف عنه؛ لأنه حق كما سيأتي شرحه في المعنى الأخير للتأويل.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    الثالث: التأويل بمعنى التفسير وهو شرح معنى الكلام بما يدل عليه ظاهره ويتبادر إلى ذهن سامعه الخبير بلغة العرب وهو المقصود هنا، فإن جملة الحجر الأسود يمين الله في الأرض ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر وهو جملة: فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبّله فكأنما قبل يمين الله فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق، وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإِمام أحمد وغيره منهم، وهو تأويل بمعنى



    التفسير لا بمعنى صرف الكلام عن ظاهره، كما زعمه المتأخرون، علمًا بأن ما ذكر لم يصح حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا القول في حديث قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن ظاهره لا يدل على مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على إثبات أصابع للرحمن حقيقة، وقلوب للعباد حقيقة، ويدل إسناد أحد ركني الجملة إلى الآخر على كمال قدرة الرحمن وكمال تصريفه لعباده كما يقال: فلان وقف بين يدي الملك أو في قبضة يد الملك. فإن ذلك لا يقتضي مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على وجود شخص وملك له يدان، ويدل ما في الكلام من إسناد على حضور شخص عند الملك وعلى تمكن الملك من تصريفه دون مماسة أو مداخلة، وكذا القول في قوله تعالى:
    بِيَدِهِ الْمُلْكُ
    ، وقوله:
    تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا
    ، وأمثال ذلك.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    ثانيًا: تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل غير صحيح وبيانه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أمة واحدة عقيدة وسياسة حتى إذا كانت خلافة عثمان رضي الله عنه بدرت بوادر الاختلاف في السياسة دون العقيدة، فلما قتل وبايع عليًا جماعة وبايع معاوية آخرون رضي الله عنهم وكان ما بينهم من



    حروب سياسية خرجت عليهم طائفة فسميت: الخوارج ولم يختلفوا مع المسلمين في أصول الإِيمان الستة ولا في الأركان الخمسة التي بني عليها الإِسلام وإنما اختلفوا معهم في عقد الخلافة والتكفير بكبائر الذنوب والمسح على الرجلين في الوضوء وأمثال ذلك، ثم غلت طائفة من أصحاب علي فيه حتى عبده منهم من عبده فسموا الشيعة ، ثم افترق كل من الخوارج والشيعة فرقًا، ثم أنكر جماعة القدر، وكان ذلك آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم فسموا القدرية، ثم كان الجعد بن درهم فكان أول من أنكر صفات الله وتأول ما جاء فيها من نصوص الآيات والأحاديث على غير معانيها فقتله خالد القسري ، وتبعه في إنكار ذلك وتأويله تلميذه الجهم بن صفوان واشتهر بذلك فنسبت إليه هذه المقالة الشنيعة، وعرف من قالوا بها بالجهمية، ثم ظهرت المعتزلة فتبعوا الجهمية في تأويل نصوص الصفات وسموه تنزيهًا، وتبعوا القدرية في إنكار القدر وسموه عدلاً، وتبعوا الخوارج في الخروج على الولاة وسموه الأمر بالمعروف إلى غير ذلك من مقالاتهم، وقد نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري على مذهبهم واعتقد مبادئهم ثم هداه الله إلى الحق فتاب من الاعتزال ولزم طريق أهل السنة والجماعة ، واجتهد في الرد على من خالفهم في أصول الإِسلام رحمه الله، لكن بقيت فيه شوائب من مذهب المعتزلة كتأويل نصوص صفات الأفعال وتأثر بقول جهم بن صفوان في



    أفعال العباد، فقال بالجبر وسماه: كسبًا، وأمور أخرى تتبين لمن قرأ كتابه [الإِبانة] الذي ألفه آخر حياته، كما يتبين مما كتبه عنه أصحابه الذين هم أعرف به من غيرهم وما كتبه عنه ابن تيمية في مؤلفاته رحمهم الله.

    مما تقدم يتبين أن أهل السنة والجماعة حقًّا هم الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإِيمان وأركان الإِسلام فكانوا أئمة الهدى ومنار الحق ودعاة الخير والفلاح؛ كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق والبخاري ومن سلك سبيلهم والتزموا نهجهم عقيدة واستدلالاً.

    أما هؤلاء الذين خرجوا عنهم في مسائل من أصول الدين ففيهم من السنة بقدر ما بقي لديهم مما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الهدى من مسائل أصول الإِسلام، وفيهم من البدع والخطأ بقدر ما خالفوهم فيه من ذلك قليلاً كان أو كثيرًا، وأقربهم إلى أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري ومن تبعه عقيدة واستدلالاً.

    وبهذا يعرف أن ليس لأهل السنة والجماعة مدرستان، إنما هي مدرسة واحدة يقوم بنصرتها والدعوة إليها من سلك طريقهم وابن تيمية ممن قام بذلك ووقف حياته عليه وليس هو الذي أنشأ



    هذه الطريقة، بل هو متبع لما كان عليه أئمة الهدى من الصحابة ومن تبعهم من علماء القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وكذلك مناظروه إنما قاموا بنصر مذهب من قلدوه ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة كأبي الحسن الأشعري وأصحابه بعد أن رجع عن الاعتزال وسلك طريق أهل السنة إلاَّ في قليل من المسائل ولذا كان أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف.

    ثالثًا: من تأول من الأشعرية ونحوهم نصوص الأسماء والصفات إنما تأولها لمنافاتها الأدلة العقلية وبعض النصوص الشرعية في زعمه، وليس الأمر كذلك فإنها ليس فيها ما ينافي العقل الصريح وليس فيها ما ينافي النصوص فإن نصوص الشرع في أسماء الله وصفاته يصدق بعضها بعضًا مع كثرتها في إثبات أسماء الله وصفاته على الحقيقة وتنزيهه سبحانه عن مشابهة خلقه.


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    رابعًا: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها - أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله


    سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك.

    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #31

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    منهجك الذي أصلت له ، القول بقول الأكثرية ، فلماذا لم تجنح له في مسألة التأويل على فرض أنه قول ابن عباس وقول الإمام أحمد ، فعلى قولك هذا نَعُد في كل مسألة من قال بها ، فمن كان أكثر عددًا قلنا بقوله ، وهذا عجيب في الترجيح بارك الله فيكم .
    عجيب فهمك يا أخي ! إذا ثبت عندك تأويل ابن عباس فماذا تريد بعده يرحمك الله ؟
    والله لا يعدل الأئمةُ الأربعةُ بمجموعهم حبرَ الأمة ابن عباس رضي الله عنهم أبدا، فبركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يرزقه الفهم قد رفعت من قدره أيما رفعة.
    أما إن أردت قول الجمهور فهاك مثالا واحدا من فتح الباري لابن حجر :
    (( قوله
    ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهورلأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك ))


    وهل معنى استغرابك لأخذي بقول الجمهور أنك تأخذ بالشاذ أو الضعيف ولا تبالي ؟
    هذا شأنك ... وأنا أحق بالاستغراب من صنيعك حينئذ.

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد بن عبد الصمد مشاهدة المشاركة
    عجيب فهمك يا أخي ! إذا ثبت عندك تأويل ابن عباس فماذا تريد بعده يرحمك الله ؟
    والله لا يعدل الأئمةُ الأربعةُ بمجموعهم حبرَ الأمة ابن عباس رضي الله عنهم أبدا، فبركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يرزقه الفهم قد رفعت من قدره أيما رفعة.
    أما إن أردت قول الجمهور فهاك مثالا واحدا من فتح الباري لابن حجر :
    (( قوله
    ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهورلأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك ))


    وهل معنى استغرابك لأخذي بقول الجمهور أنك تأخذ بالشاذ أو الضعيف ولا تبالي ؟
    هذا شأنك ... وأنا أحق بالاستغراب من صنيعك حينئذ.
    وهذه المرة أنا أقول لك ما فهمت ما رميت إليه ؛ لذلك نقدت بنفسك ما أصلته في أغلب مشاركاتك ، إلا وهي الأخذ بقول الأكثر ؛ لذا أطالبك بقول الصحابة الذين قالوا بما قلت به من التأويل على ما فهمته ، وأخيرًا أنا لم أقل أن ابن عباس رضي الله عنه قال بالتأويل ، وكل ما نقل عنه إما ضعيف وإما اختلف في الآية هل هي من آيات الصفات أصلًا أم لا ، بارك الله فيكم .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #33

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    وهذه المرة أنا أقول لك ما فهمت ما رميت إليه ؛ لذلك نقدت بنفسك ما أصلته في أغلب مشاركاتك ، إلا وهي الأخذ بقول الأكثر


    إن قلت باتباع الجمهور فحيث لا وجود لقول الصحابة رضوان الله عليهم، أما مع وجوده فكيف تظن أن أقدم كلام غيرهم على كلامهم رضوان الله عليهم وهم أقرب الناس إلى الصواب ؟
    مثل هذا لا يحتاج إلى بيان أو تذكير، فلا تكن ظاهريا بارك الله فيك
    .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    وأخيرًا أنا لم أقل أن ابن عباس رضي الله عنه قال بالتأويل ، وكل ما نقل عنه إما
    ضعيف وإما اختلف في الآية هل هي من آيات الصفات أصلًا أم لا.

    بين ذلك أولا فليس كل الكلام يقبل هكذا بلادليل.

  14. #34

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    بورك فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد بن عبد الصمد مشاهدة المشاركة

    إن قلت باتباع الجمهور فحيث لا وجود لقول الصحابة رضوان الله عليهم، أما مع وجوده فكيف تظن أن أقدم كلام غيرهم على كلامهم رضوان الله عليهم وهم أقرب الناس إلى الصواب ؟
    مثل هذا لا يحتاج إلى بيان أو تذكير، فلا تكن ظاهريا بارك الله فيك
    .


    بين ذلك أولا فليس كل الكلام يقبل هكذا بلادليل.
    راجع المقال المشار إليه من قبل وهو هل المجاز في القرآن .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني مشاهدة المشاركة
    بورك فيكم
    وفيكم بارك الله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  17. #37

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    راجع المقال المشار إليه من قبل وهو هل المجاز في القرآن .
    ليتك تحيل على رقم المشاركة التي فيها الرد على تفسيرات ابن عباس لو سمحت. فما ظهر لي سوى ردود على تأويلات الإمام أحمد.
    وشكرا لك.

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    على سبيل المثال إنَّ مِن أهل العلم من ضعَّف ما ورد عن ابن عباس من تفسير آية ﴿يَوْمَ تُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ بشدَّة الأمر والهَوْلِ .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (والرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد) . [«الردُّ على البكري»: (293)].
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    وعلى فرض ثبوت هذا التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، فليس من باب التأويل لصفة من صفات الله تعالى ؛ لأنَّ كلمة : (الساق) ، في الآية نكرةٌ غير مضافة إلى الله تعالى ، فلا يلزم من تفسير (الساق) ، في الآية بالشدَّة تفسيرها كذلك إذا وردت مضافة إلى الله تعالى ، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند البخاري (4919) بلفظ: (يكشف ربُّنا عن ساقه) .
    قال القاضي أبو يعلى: (والذي رُوي عن ابن عباس والحسن فالكلام عليه من وجهين : أحدهما : أنه يحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على مقتضى اللغة ، وأنَّ الساق في اللغة هو الشِّدَّة ، ولم يقصدَا بذلك تفسيره في صفات الله تعالى بموجب الشرع ، والثاني : أنه يعارض ما قاله قول عبد الله بن مسعود...) . [«إبطال التأويلات» للقاضي أبي يعلى: (1/160)].
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (ليس في ظاهر القرآن أنَّ ذلك صفة لله تعالى ؛ لأنه قال : (يوم يكشف عن ساق) ، ولم يقل : عن ساق الله ، ولا قال : يكشف الرب عن ساقه ، وإنما ذكر ساقًا منكَّرة غير معرفة ولا مضافة ، وهذا اللفظ بمجرَّده لا يدلُّ على أنها ساق الله ، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسِّر للقرآن ، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرَّج في الصحيحين الذي قال فيه : (فيكشف الرب عن ساقه) . [«بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (5/473)، وانظر: «مجموع الفتاوى» له: (6/394-395)].

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي رد: هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد بن عبد الصمد مشاهدة المشاركة
    من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة.
    ولكن الجمهور يُخالفك في هذا! فلماذا تخالف الجمهور في هذه المسألة!؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •