بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ولا إله إلا الله محمداً رسول الله
جزاكم الله خيراً لدي بعض الاسئلة التي احتاج الى من يرفع جهلي فيها و ذلك يحتاج منكم لسعة صدر وحِلم
اولاً : كنت قد فهمت من بعض ما قرأت ( ولا ادري هل فهمي صحيح او خاطئ ) ان مذهب اهل السنة انه لا يكون الرجل من المسلمين الناجين يوم القيامة حتى ياتي بعمل الجوارح ولا ينفع الايمان الباطن الذي في قلبه ولو وجد في قلبه أصل المحبة و اصل التصديق واصل الخوف لكنه مقصر تقصيراً ادى به الى عدم عمل عملاً ظاهراً بالجوارح فهو كافر مخلد في النار ولا ينفعه هذا الذي في قلبه ( هذا الذي فهمته سواءً احسنت الفهم او اخطأت )
ولكن أشكل عليّ حديث من يخرجهم الله من النار ولم يعملوا خيراً قط .. طبعاً نحن متفقون ان المقصود به المسلمين ممن يشهدون الشهادتين لكن الكلام و الاشكال فيمن اتى بالشهادتين يعني ولم يشرك بالله شيئاً ولكنه لم يأتي بعمل ظاهر من الاعمال الصالحة من غير التوحيد
وارجوا اولاً قبل كل شيء .. اخراج مسألة الصلاة هل هي كفر او لا من الموضوع لانها ستحدث جدلاً لن ينتهي لانه لم ينتهي منذ زمن أصلاً فلن يرفع الخلاف فيه بنا ثم لان مسألة الصلاة بأي قول كان لا تثبت ( قاعدة ) انما تبقى مسألة من المسائل التي لا ينبني عليها قاعدة
سؤالي او الاشكال الذي ورد علي الآن هو الآتي ( وارجوا ان تتحملوا جهلي حيثما وجدتموه ) :-
نحن لو أخذنا بأصول اهل السنة والجماعة وهو تقديم الأخذ بظاهر النصوص و ذم التأويل الذي عليه اهل البدع .. لـلزمنا الاخذ بظاهر هذا الحديث لقوته وصراحته في الموضوع وان من لم يشرك بالله شيئاً فان مآل امره في الآخرة النجاة برحمة الله
وقد قرأت ردوداً او كلاماً لبعض اهل العلم عن هذا الحديث ومحاولة توجيهه .. وما قراته من الردود يتلخص في قولين :-
1 - القول الأول : ان المقصود من لم يتم العمل او عمل اعمالاً ولكن كانه ما عملها فلم يقبل الله منه عمله فكانه ما عملها .. و اظني قرأته لابي عبيد القاسم بن سلام و ابن خزيمة والله اعلم ان كنت وهمت
2 - القول اثاني : من قال ان هؤلاء من لم يتمكنوا من العمل !!! وسمعته من الشيخ صالح الفوزان
وبصراحة هذه الردود لم تقنعني ولم تشفي غليلي ولا ابالغ لو قلت انها ضعيفة جداً في مقابل النص
اما القول الاول ف مردود من وجوه
أولاً : صريح النص الذي فيه ( لم يعملوا ) بل يأتي التاكيد بعده بـ ( قط ) فمن اين اتى التاويل بـ ( عملوا ) و لكن لم يتموا ؟؟؟
فلم يقل النص انهم اناساً عملوا ولكن قصروا
وهذا ينبئ بأن من قال هذا القول قعّد قاعدة ثم فسر الحديث به وليس العكس ان يفسر الحديث و يستخرج منه قاعدة !!
ثانياً : تدرج الحديث من الذين عملوا حتى يقول الناس : ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون الى من كان في قلبهم مثقال دينار من خير ثم نصف دينار ينفي هذا التأويل تماماً لانهم كان الاولى ان يخرجوا مع الاوائل الذين قالوا : ربنا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا .. الخ حتى قالوا : ما بقي فيها احد ممن أمرتنا كان اولى بهذا المعنى ان يخرجوا مع هؤلاء الذين لهم اعمال ظاهرة وان شابها ما شابها .. او على الاقل يخرجوا مع من كان عنده مثقال دينار او مع من كان معه مثقال نصف دينار فدل الحديث في آخره على ان الكلام عن قوم لم يعملوا قط ....
أما القول الثاني : وهو قول من قال ان الحديث في من لم يتمكن من العمل فهذا من اعجب ما قرأت ؟كيف لم يتمكن من عمل الخير و تمكن من عمل المعصية ؟ حيث انه اخرج من النار !!!! ولو ان المقصود من مات عليها قبل ان يتمكن من العمل لما كان له ان يدخل النار لانه تائب بها ( يعني بالشهادتين ) والتوبة تجب ما قبلها
يعني لو تصورنا المسألة في رجل قبل ان يموت على فراش الموت قال لا اله الا الله محمداً رسول الله ثم مات قبل ان يعمل عملاً فعلام يدخل من النار ثم يخرج منها اصلاً ؟؟
ثم ماهو ضابط العمل الذي يعمله بجوارحه ؟ يعني كم عمل ؟ عمل واحد والا اثنين والا ثلاثة ؟ وما دليل ذلك من القرآن او السنة ؟
والسلام عليكم و الحمدلله رب العالمين